أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-3-2016
15848
التاريخ: 15-10-2014
4679
التاريخ: 15-10-2014
1894
التاريخ: 27-11-2014
1714
|
قبل كل شيء لابد من ذكر تعريف التفسير الاجتهادي ، وقبل ان نصل الى التعريف المختار ، نشير الى بعض التعريفات المذكورة من القوم في هذا المجال :
يقول الدكتور محمد حمد زغلول : (التفسير بالرأي ) أي : التفسير بالدراية ، ويقصد به : التفسير المبني على اساس النظر والاستدلال العقلي والاستنباط الذي هو منطلق الاجتهاد وابداء الرأي ، في نطاق التزام المفسر بالشروط والآداب التي يجب أن يتحلى بها المفسر ، فالمراد بالرأي هنا تحديداً : الاجتهاد (1) . فالتفسير الاجتهادي في رأي زغلول : هو الاستنباط العقلي مع مراعاة شروط لازمة وضوابط واجبة .
وذكر المحققان في مقدمة معالم التنزيل للبغوي : ان التفسير بالمعقول ، هو : التفسير العقلي الذي يعتمد فيه على الفهم العميق والإدراك المركز لمعاني الألفاظ القرآنية ،بعد إدراك العبارات القرآنية التي تنظم في سلكها تلك الألفاظ الكريمة ، وفهم دلالاتها فهماً دقيقاً ، وهذا القسم من التفسير يقوم على الاجتهاد في فهم النصوص القرآنية ، وإدراك مقاصدها ومعرفة مدلولها ، من طريق معرفة المفسر لكلام العرب ومناحيهم في القول وأساليبهم في التعبير ، ومعرفة دلالة الألفاظ ووجوهها ، وآلة هذا النوع من التفسير " علوم الاستنباط وأصول التشريع " (2) .
فهذا التعريف أقرب الى الاجتهاد اللازم لفهم النصوص الشرعية ، ولأجل ذلك يجب على المفسر أن يعرف مقاصد القرآن ومدلول الآيات ، بواسطة معرفة كلام العرب المبتني على اساس الظهورات وغيرها .
يقول الشيخ خالد عبد الرحمان العك في تعريف الاجتهاد : وإنما المراد به هنا : بذل المفسر جهده في تفهم معنى النص القرآني والكشف عن مرامي ألفاظه ومدلولاتها ، فهو اجتهاد ضمن دائرة النص الموجود في حدود الأصول اللغوية والشرعية ، أي : الاجتهاد الذي نعنيه هو : بيان النص والكشف عما يتضمنه من أحكام وحكم ومواعظ وعبر الى غير ذلك مما يتعلق بوظيفة التفسير والمفسر، فمثلاً : اللفظ القرآني من حيث هو ، قد يكون واضحاً وقد يكون مبهماً ، وفي حالة وضوحه ، لا يخلو بعض أنواعه من الاحتمال الذي يجعله محتاجاً الى تحديد المراد ، فعلى المفسر أن يعلم أن اللفظ باقٍ على احتماله فهو من الظاهر ، أو أنه قام الدليل الذي رجح غير المعنى الظاهر من ذلك اللفظ فأصبح مؤولاً ، فهذا العمل من المفسر هو : الاجتهاد في طريق إدراك المعنى المراد (3).
هذا التعريف لا يختلف عن التعريفين السابقين حقيقة ، فكل هذه التعريفات تريد أن تشير الى حقيقة واحدة ، وهي : عدم إعمال الرأي والعقل في مجال التفسير .
ومن طريق علماء الشيعة ، يقول الأستاذ محمد هادي معرفة : التفسير الاجتهادي يعتمد العقل والنظر ، أكثر مما يعتمد النقل والأثر ، ليكون المناط في النقد والتمحيص هو دلالة العقل الرشيد والرأي السديد ، دون مجرد الاعتماد على المنقول من الآثار والأخبار ، نعم لا ننكر أن مزال الأقدام في هذا المجال كثيرة وعواقبه وخيمة ، ومن ثم تجب الحيطة والحذر وإمعان النظر ، بعد التوكل على الله والاستعانة به ، الأمر الذي يحصل عند حسن النية والإخلاص ف العمل المستمر والله من وراء القصد (4).
هذا التعريف يعد استمراراً للتعاريف المذكورة من مفسري أهل السنة ، إذ يتمركز على العقل في مجال التفسير .
ويقول الزنجاني : منهج التفسير الاجتهادي يستفيد من اعتماده على التدبر والعقل مع التقيد بالروايات التفسيرية ، فلذا يختلف عن التفسير بالرأي وعن التفسير النقلي اختلافاً مبدئياً ، إضافة الى هذا – ومع أن السنة والرواية تعد من أركان التفسير الاجتهادي لاستخراج المعاني الصحيحة من الآيات بواسطة التدبر والتعقل – فهذا المنهج يحتاج الى شروط ومقدمات أخرى يجب على المفسر أن يطلع عليها بقدر الكفاية (5).
وهذا التعريف يختلف عن التعاريف السابقة ؛ إذ يصرح بلزوم العنصرين في التفسير الاجتهادي وهما : العقل والنقل ، أي : الروايات .
ويمكننا أن نقول : التعاريف الموجودة – إذا كانت للاجتهادي الجامع – سواء كانت للتفسير العقلي ، او الاجتهادي ،او العقلي الاجتهادي ، أو التفسير بالرأي الصحيح ، كلها تشير الى حقيقة واحدة ذات وصفين ، أما الحقيقة الواحدة فهي : أن التفسير الاجتهادي (الجامع) هو : منهج فهم القرآن بأية وسيلة وأية طريقة توصلنا الى المراد من الآيات .
وأما الوصفان اللازمان في التفسير الاجتهادي الجامع فهما :
الأول : لزوم اتخاذ كل ما يمكن أن يكون مصدراً لفهم كلام الله تعالى ، مثل القرآن نفسه ، الروايات ، العقل ، اللغة ، العلم التجربي ، وغير ذلك من المصادر .
والثاني : المقصود من هذا النوع من التفسير أن يتم فهم الآيات بأي طريق من الطرق الصحيحة ، ولا يحبس المفسر نفسه في مصدر خاص ، يستفيد منه أكثر من المصادر الأخرى ، بل يشرح الآيات ويستفيد من المصادر بقدر ما تركزت عليه الآيات أو يتناسب معها ، فالتفسير الاجتهادي الجامع ، يجمع بين جميع المصادر الممكنة لفهم القرآن ، ويأتي بجميع المباحث حسب الآيات وبكمية تناسبها وبكيفية توافقها .
ففي ضوء ما ذكرناه ، يمكن ان نعرف منهج التفسير الاجتهادي الجامع بـ : تفسير القرآن الكريم بواسطة كل ما يمكن ان يقع وسيلة لفهم الآيات بمقدار يتناسب معها .
________________
1- التفسير بالرأي : 107 .
2- تفسير البغوي المسمى : معالم التنزيل ، المقدمة : 11 ، وراجع اصول التفسير وقواعده ، للشيخ خالد عبد الرحمان العك : 167.
3- أصول التفسير وقواعده : 176 و 177 .
4- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 349.
5- مباني وروش تفسير قرآن ، للزنجاني : 257 و 258.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|