أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-08
701
التاريخ: 17-12-2015
8440
التاريخ: 16-7-2021
2337
التاريخ: 29-1-2016
3291
|
مصبا- اليوم : أوّله من طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس ، ولهذا من فعل شيئا بالنهار وأخبر به بعد غروب الشمس ، يقول فعلته أمس ، لأنّه فعله في النهار الماضي ، واستحسن بعضهم أن يقول : أمس الأقرب أو الأحدث . واليوم مذكّر ، وجمعه أيّام وأصله أيوام ، وتأنيث الجمع أكثر فيقال : أيّام مباركة وشريفة ، والتذكير على معنى الحين والزمان . والعرف قد تطلق اليوم وتريد الوقت والحين نهارا كان أو ليلا ، فتقول : ذخرتك لهذا اليوم ، أي لهذا الوقت الّذى افتقرت فيه اليك ، ولا يكادون يفرّقون بين يومئذ وحينئذ وساعتئذ .
مقا- يوم : كلمة واحدة هي اليوم : الواحد من الأيّام ، ثمّ يستعيرونه في الأمر العظيم ، ويقولون : نعم فلان في اليوم إذا نزل . والأصل في الأيّام : أيوام .
لسا- اليوم : مقداره من طلوع الشمس الى غروبها . وقوله عزّ وجلّ- {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم : 5] : أي بنعم اللّه الّتي أنعم فيها عليهم ، وبنقم اللّه الّتي انتقم فيها .
وقالوا : أنا اليوم أفعل كذا ، لا يريدون يوما بعينه ، ولكنّهم يريدون الوقت الحاضر ، حكاه سيبويه ، ومنه قوله :
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } [المائدة : 3] .
وقالوا : اليوم يومك ، يريدون التشنيع وتعظيم الأمر . وقد يراد من اليوم الوقت مطلقا ، ومنه الحديث : تلك أيّام الهرج ، ولا يختصّ بالنهار دون الليل .
كليّات- يوم : اليوم هو لغة موضوع للوقت المطلق ليلا أو غيره قليلا أو غيره ، كيوم الدين ، لعدم الطلوع والغروب ح ، وعرفا مدّة كون الشمس فوق الأرض ، وشرعا زمان ممتدّ من طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس بخلاف النهار .
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو زمان محدود مطلق قليلا أو كثيرا ، في مادّيّ أو ممّا وراء المادّة ، من نهار أو أعمّ منه ومن الليل . وأمّا الفرق بينه وبين النهار والوقت والحين :
فالنهار : يلاحظ فيه جريان الضياء من طلوع الشمس الى غروبها . والوقت : زمان محدود بشيء من عمل أو حادثة أو جريان .
والحين : قطعة من زمان مبهم مطلق محدودا .
فاطلاق اليوم في مورد النهار وفى مقابل الليل : كما في :
{قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه : 59]. {قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } [البقرة : 259] . { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة : 184] . {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة : 7] . {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ } [سبأ : 18] فالنظر في تلك الموارد الى مطلق الزمان المحدود في قبال زمان الليل ولا توجّه فيها الى ضياء أو تقيّد بقيد آخر .
وأمّا إطلاقه في مورد يعمّ الليل والنهار : فكما في :
{قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} [البقرة : 249]. { إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} [الأعراف : 163] . {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ } [التوبة : 25] . {عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ } [هود : 43] . {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } [الكهف : 19] . {هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ } [الشعراء : 155] والنظر في هذه الآيات وأمثالها الى مجموع اليوم والليلة ، الّذى يراد منه عرفا ، وإن صحّ إرادة النهار فقط أو إرادة مطلق الوقت في بعض منها ، وكذا في القسم الأوّل .
وأمّا اطلاق اليوم بمعنى مطلق الوقت والحين : فكما في :
{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ } [التوبة : 108] . {مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ } [النحل : 80] .
{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ} [مريم : 15] . { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } [الدخان : 10] فالنظر فيها الى مطلق الزمان المحدود ، وهو الأصل في المادّة .
وأمّا استعماله في الزمان الخارج عن المفهوم المادّيّ : فكما في :
. {والْيَوْمِ الْآخِرِ} . . . ، . {ويَوْمَ الْقِيٰامَةِ} . . . ، . {عَذٰابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} . . . ، . {يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً} . . . ، . {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ}. . . ، . {يَوْمِ الْبَعْثِ} . . ، .{ يَوْمَ الْحَسْرَةِ }. . . ، . {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ} . . . ، . {يَوْمَ نَطْوِي السَّمٰاءَ} .
وقد عبّر عن الزمان والوقت المعيّن في العوالم ممّا وراء عالم المادّة بهذه الكلمة المتفاهمة معناها عندنا .
ولا يخفى أنّ الزمان ليس له وجود مستقلّ تكوينيّ من حيث هو ، بل له وجود انتزاعيّ بوجود منشأ انتزاعه . والزمان المطلق له وجود في الذهن فقط وفى مقام التصوّر ، لا في الخارج .
______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا - لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|