أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016
5775
التاريخ: 25-12-2015
3234
التاريخ: 5-10-2015
2932
التاريخ: 24-06-2015
3606
|
يزيد بن مفرّغ (1) الحميري، و اسمه في النسب يزيد بن ربيعة، كان رجلا من بني يحصب من اليمن (عرب الجنوب) ؛ و يبدو أنه كان عبدا للضحّاك بن عبد الأعلى الهلالي فأنعم عليه (2) بالعتق.
كان ابن مفرّغ في أول أمره منقطعا إلى آل زياد بن أبيه يمدحهم ثم انقلب عليهم و أخذ يهجوهم. و سبب ذلك، فيما يبدو، أن ابن مفرّغ لم يكن خالص الودّ لهم فكان يهجوهم سرا، فعلموا ذلك منه فحقدوا عليه فانقلب هو عليهم و أخذ بهجوهم علنا.
لمّا ولي سعيد بن عثمان بن عفّان خراسان (سنة 56 ه) اصطحب يزيد ابن مفرّغ، و لكنّ يزيد آثر عبّاد بن زياد بن أبيه، و كان على سجستان، ثم انه لم يحمده أيضا فهجاه و عاد إلى البصرة. و كان عبيد اللّه بن زياد أخو عبّاد بن زياد واليا على البصرة من قبل معاوية بن أبي سفيان، منذ سنة 45 ه (665 م) فأخذه و حبسه ثم استأذن معاوية في قتله، فلم يأذن معاوية (3) لعبيد اللّه بالقتل و أذن له بالتعذيب، فعذّبه ثم سقاه التربذ (4) في النبيذ حتى مشت بطنه و هو محمول على بعير يطاف به في أسواق البصرة. فكان الناس يتبعونه صائحين به: «اين جيست؟» فيردّ عليهم:
آبست نبيذست، عصارات زبيبست، سميّة روسفيذست (5).
و لمّا فرغ عبيد اللّه بن زياد من تعذيب يزيد بن مفرّغ على هذا الوجه دس اليه الغرماء يقتضونه ديونهم عنده. و عجز ابن مفرّغ عن وفاء ديونه فأمر عبيد اللّه ببيع جميع ما عند ابن مفرّغ لوفاء تلك الديون، فباع عليه كل ما يملك حتّى غلاما له اسمه برد كان قد ربّاه و صار عنده بمنزلة ولده، كما باع عليه في وفاء تلك الديون جارية اسمها الأراكة. بعدئذ ردّ عبيد اللّه ابن مفرّغ إلى عبّاد في سجستان فحبسه عبّاد.
و توفّي يزيد بن مفرّغ الحميري سنة 69 ه(688 م) .
كان يزيد بن مفرّغ الحميري شاعرا محسنا فصيح الألفاظ سهل التراكيب يجيد القول في الغزل و الحماسة؛ و لكنّ الهجاء غلب عليه، و قد كان هجّاء خبيثا شريرا قال معظم هجائه في آل زياد بن أبيه.
المختار من شعره:
- لمّا باع عبيد اللّه بن زياد كلّ ما يملك يزيد بن مفرّغ حتّى غلامه بردا و جاريته الأراكة-و قيل: بل الذي فعل ذلك عبّاد بن زياد أخو عبيد اللّه (طبقات الشعراء للجمحي 143) -قال ابن مفرّغ قصيدة مطلعها:
أصرمت حبلك من أمامه... من بعد أيامٍ برامه
و قد جاء في هذه القصيدة:
لهفي على الأمر الذي... كانت عواقبه ندامه
تركي سعيدا ذا النّدى... و البيت ترفعه الدعامه (6)
و تبعت عبد بني علا... ج، تلك أشراط القيامه (7)
جاءت به حبشيّة... شكّاء تحسبها نعامه (8)
من نسوة سود الوجو... ه ترى عليهنّ الدّمامه
و شريت بردا؛ ليتني... من بعد برد كنت هامه (9)
أو بومة تدعو الصدى... بين المشقّر و اليمامه (10)
العبد يقرع بالعصا... و الحرّ تكفيه الملامه
- و ليزيد بن مفرّغ أبيات وجدانية في بيع برد و الأراكة:
يا برد، ما مسنّا دهر أضرّ بنا... من قبل هذا و لا بعنا له ولدا
أمّا الأراك فكانت من محارمنا... عيشا لذيذا و كانت جنّة رغدا
لو لا الدعيّ (11)، و لو لا ما تعرّض لي... من الحوادث، ما فارقتها أبدا
-و لابن مفرّغ بيت مشهور في عبّاد بن زياد، و كان لعبّاد لحية كبيرة:
ألا ليت اللحى كانت حشيشا... فنعلفها خيول المسلمينا
-و قد تعرّض ابن مفرّغ أيضا بالهجاء لمعاوية بن أبي سفيان في شأن استلحاق زياد بنسبه (12):
ألا أبلغ معاوية بن حرب... مغلغلة من الرجل اليماني (13)
أ تغضب أن يقال: أبوك عفٌّ... و ترضى أن يقال: أبوك زانِ
و أشهد أن إلّك من زياد... كإلّ الفيل من ولد الأتان (14)
و أشهد أنها حملت زيادا... و صخر من سميّة غير دان (15)
_____________________
1) سمي والد يزيد «مفرغا لأنه شرب سقاءين ففرغهما» (الكامل 211) ، و قيل بل «لأنه خاطر على شرب سقاء لبن فشربه حتى أتى عليه» (الشعر و الشعراء 209) .
2) الشعر و الشعراء 209.
3) في ابن خلكان أن هذه الحادثة كانت في أيام يزيد (3:313) .
4) التربذ (بضم فسكون فضم)؟
5) البيان و التبيين 1:143؛ الشعر و الشعراء 210. - «اين جيست (بكسر الهمزة و الجيم و سكون السين و التاء)» (فارسي) : هذا ما هو؟ و معنى القول: آبست.... : الماء الذي أسقاه (بضم الهمزة) نبيذ من عصارة الزبيب (كما أن) سمية (والدة زياد بن أبيه) بيضاء الوجه (مشهورة. . .) . كان نفر من الشعراء في العصر العباسي يتملحون بإدخال الكلمات الأعجمية في أشعارهم (راجع البيان و التبيين 1:141،143) .
6) سعيد: سعيد بن عثمان بن عفان. و البيت ترفعه الدعامة (كناية عن سعيد أنه عظيم القدر و القيمة في العرب كالدعامة في الخيمة، و الدعامة هي العمود الذي تنصب عليه الخيمة) .
7) عبد بني علاج (إشارة إلى عبيد اللّه بن زياد أو إلى أخيه عباد) . بنو علاج بطن من العرب (و الاشارة غير واضحة عندي) . أشراط القيامة: شروطها و علاماتها (كناية عن قرب القيامة و انتهاء العالم، لأن الادعياء اصبحوا ولاة) .
8) شكاء (كذا في الأصل) و لعلها سكاء: أذنها صغيرة لاصقة بخدها.
9) شرى: باع. ليتني. . . كنت هامة: يا ليتني مت.
10) -أو بومة تنوح على ميت في صحراء واسعة. المشقر حصن في اليمامة. و اليمامة مقاطعة في شرقي شبه جزيرة العرب.
11) الدعي: ابن الدعي-ان زياد بن أبيه (والد عبيد اللّه) كان مجهول النسب فألحقه معاوية بنسبه. (راجع فوق، ص 387) ، فزياد اذن دعي في آل أبي سفيان و ليس منهم على الحقيقة.
12) راجع فوق، ص 415.
13) مغلغلة: رسالة. من الرجل اليماني: من يزيد بن مفرغ لأن نسبه كان إلى اليمن.
14) الإل: القرابة. الاتان: الحمارة-يقول: الصلة في النسب بينك و بين زياد كالصلة بين الفيل و الحمار.
15) صخر: إشارة إلى أبي سفيان بن حرب بن صخر.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|