أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015
2487
التاريخ: 27-1-2016
16173
التاريخ: 27-1-2016
3391
التاريخ: 26-06-2015
2335
|
عمر بن أبي ربيعة (1)هو أبو الخطّاب و أبو حفص عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة حذيفة (2) (أو عمرو) بن المغيرة بن عمر (3) بن مخزوم من بني قريش. أما أمّه فكانت امرأة من اليمن اسمها مجد في الاغلب.
ولد عمر بن أبي ربيعة في المدينة، في الليلة التي قتل فيها عمر بن الخطّاب-في 26 من شهر ذي الحجّة سنة 23 ه(3-11-644 م) . و لقد سمّي عمر باسم الخليفة المقتول و كنّي أبا الخطّاب و أبا حفص بكنيتي عمر بن الخطّاب أيضا. ثم هو يعرف باسم عمر بن أبي ربيعة منسوبا إلى جدّه أبي ربيعة حذيفة لا إلى والده عبد اللّه (توفي 35 ه-655-656 م) .
نشأ عمر في المدينة في أسرة غنيّة غير محتاج إلى طلب الرزق فوفّر وقته على التمتّع بالنعيم و التنقّل بين الحجاز و اليمن و العراق و الشام. و يبدو أنه كان يعيش من صناعة و تجارة كانتا لأهله، و هما صناعة النسيج و الاتّجار به، فقد كان لآل أبي ربيعة مناسج في اليمن خاصة، فشبّ عمر مثقّفا يعرف العلوم التي كانت مألوفة في عصره من القرآن الكريم و الحديث الشريف و الفقه و رواية الادب، كما كان يعرف القراءة و الكتابة. و يبدو أن عمر بن أبي ربيعة انتقل من المدينة إلى مكة مع من كان قد انتقل اليها لمّا آلت الخلافة إلى يزيد بن معاوية (60 ه-681 م) و اضطرب الأمر في المدينة: في الفتنة بين يزيد و عبد اللّه بن الزبير (4).
و إذا نحن اعتمدنا ديوان عمر بن أبي ربيعة أدركنا أن عمر قد قضى قسما كبيرا من حياته منصرفا إلى اللهو، و لا نعلم له من ديوانه إلا لهوا واحدا هو التمتّع بالمغامرة في سبيل التعرّف إلى النساء الجميلات من المشهورات بالمكانة الاجتماعية أو بالمنع. (بالصّون و الاحتجاب: ترك مخالطة الرجال) . و لقد ساعد عمر على ذلك فراغ و جمال و مال، ثم إنه كان لبّاسا حسن الهندام رضيّ الخلق سهل المعاشرة جوادا عذب الحديث بصيرا بخطاب النساء، مع شيء من الدعابة و المرح. و يبدو أن نشاطه هذا قد انكسر في أواخر أيامه.
و لعلّ وفاة عمر بن أبي ربيعة كانت باليمن، في حدود سنة 93 ه(711 م) في أواخر خلافة الوليد بن عبد الملك.
عمر بن أبي ربيعة أشهر شعراء الغزل و من أكابرهم، «لم يكن في الحجاز من يتقدّم جميلا و عمر في النسيب، و الناس لهما تبع» (الأمالي 2:77) . و كان عمر يميل إلى تخيّر الألفاظ الفصيحة العذبة و لو خالف فيها الجزالة: لقد كان يحبّ أن يعبّر عن المعنى الذي يجول في نفسه بأقرب الألفاظ تعبيرا عنه عند جمهور الناس، و عند النساء خاصّة. و أولع عمر بالمعاني القريبة من تلك التي تعرض للناس في حياتهم اليومية العاديّة و خالف في ذلك مألوف عصره فمدحه أقوام من أجل ذلك و عاب عليه هذا أقوام (5).
و كذلك كانت تراكيبه متينة نقيّة من العجمة، على أنه كان يتساهل أحيانا، إذا لم يستطع التعبير عمّا يريد إلا بمخالفة عدد من قواعد اللغة و النحو فيما لا يضرّ البلاغة، فقد قال مثلا:
ثم قالوا: «تحبّها؟» قلت «بهرا... عدد النجم و الحصى و التّراب»
فمن عيوب هذا البيت حذف همزة الاستفهام و حذف الفاء من «قلت» . ثمّ قوله: «عدد النجم و الحصى و التراب» من كلام الصبيان و العامّة.
و في شعر عمر شيء من الصناعة اللفظية غير مقصودة و لا بارعة، فان عصر الصناعة اللفظية لم يكن بعد قد حان في أيام عمر. و قد كان عمر صادقا في التعبير عن نفسه عذب الشعر. و لم يكن، فيما أحسب، شعر أكثر موافقة للغناء من شعر عمر بن أبي ربيعة. و القصص و الحوار الصحيح خاصّتان بارزتان في شعر عمر، و خصوصا ذلك الحوار الذي يدور في العادة على ألسنة النساء. و لقد شهر بحسن حديثه إلى النساء حتّى قال فيه الشاعر العبّاسيّ مروان بن أبي حفصة (الكامل 416) :
و تركن لابن أبي ربيعة منطقا... فيهن أصبح سائرا محمولا
و كان للكناية في شعره مكان بارز، فلمّا قال مثلا «حان من نجم الثّريا طلوع» ، فانّه كان يكني بذلك عن الثريّا بنت عليّ بن عبد اللّه بن الحارث ابن أميّة الاصغر (الكامل 373، راجع 412) .
و الخصائص الجديدة قليلة في شعر عمر. أما ميّزة عمر الكبرى فهي أنها جمع خصائص الغزل التي كانت قبله ثمّ أحسن تصريفها في شعره. و عمر قصر شعره كلّه على الغزل، ثم قصر القصائد على المعاني فانتهى بالقصيدة حيث كان ينتهي به المعنى. فكلّ قصيدة لعمر موضوع تامّ في نفسه، سواء أ كانت أبياتا قليلة أو أبياتا كثارا.
المختار من شعره:
- الرائيّة:
القصيدة التالية أشهر قصائد عمر و أحسنها له و للغته تمثيلا. و عمر يصف في هذه القصيدة مغامرة قام بها للوصول إلى فتاة منيعة يذكر لنا أن اسمها نعم. و قد نظم عمر هذه القصيدة في حداثته، «و هو يومئذ غلام» (الكامل 570) . و يذكر المبرّد أن أبيات القصيدة ثمانون (الكامل 571) . و هنالك في بعض الروايات أبيات من بحر هذه القصيدة نفسه و على رويّها نفسه تأتي بعد الابيات المثبتة هنا و هي في وصف الناقة. و لعلّ تلك الابيات ليست من هذه القصيدة. أما الثابت عندنا من القصيدة ففي ما يلي (6):
(أ من آل نعم أنت غاد فمبكر... غداة غد أم رائح فمهجر) (7)
(لحاجة نفس لم تقل في جوابها... فتبلغ عذرا، و المقالة تعذر)
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع ...و لا الحبل موصول و لا القلب مقصر
و لا قرب نعم، إن دنت، لك نافع... و لا نأيها يسلي و لا أنت تصبر
و أخرى أتت من دون نعم، و مثلها... نهى ذا النهى لو ترعوي أو تفكّر (8)
إذا زرت نعما لم يزل ذو قرابة... لها كلما لاقيتها يتنمّر
عزيز عليه أن ألمّ ببيتها... يسرّ لي الشحناء و البغض مظهر
ألكني إليها بالسلام فإنّني... يشهّر إلمامي بها و ينكّر (9)
بآية ما قالت غداة لقيتها... بمدفع أكنان: أ هذا المشهّر (10)
قفي فانظري، أسماء، هل تعرفينه... أ هذا المغيريّ الذي كان يذكر(11)
أ هذا الذي أطريت نعتا فلم أكن... و عيشك، أنساه إلى يوم أقبر(12)
فقالت: نعم، لا شكّ غيّر لونه... سرى الليل يحيي نصّه و التهجّر(13)
لئن كان إياه لقد حال بعدنا ...عن العهد، و الإنسان قد يتغيّر
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت... فيضحى و أما بالعشيّ فيخصر(14)
أخا سفر جوّاب أرض تقاذفت... به فلوات فهو أشعث أغبر
قليلا على ظهر المطيّة ظلّه... سوى ما نفى عنه الرداء المحبر (15)
و أعجبها من عيشها ظلّ غرفة... و ريّان ملتفّ الحدائق أخضر
و وال كفاها كلّ شيء يهمّها ...فليست لشيء آخر الليل تسهر
و ليلة ذي دوران جشّمتني السّرى... و قد يجشم الهول المحبّ المغرّر(16)
فبتّ رقيبا للرفاق على شفا... (17) أحاذر منهم من يطوف و انظر
اليهم، متى يستمكن النوم منهم... ولي مجلس لو لا اللّبانة أوعر (18)
و باتت قلوصي بالعراء، و رحلها... لطارق ليل أو لمن جاء معور (19)
و بتّ أناجي النفس أين خباؤها... و كيف لما آتي من الأمر مصدر (20)
فدلّ عليها القلب ريّا عرفتها... لها و هوى النفس الذي كاد يظهر
فلما فقدّت الصوت منهم و أطفئت... مصابيح شبّت بالعشاء و أنور (21)
و غاب قمير كنت أهوى غيوبه... و روّح رعيان و نوّم سمّر (22)
و خفّض عني الصوت أقبلت مشية الـ...ـحباب و شخصي خشية الحيّ أزور (23)
فحيّيت إذ فاجأتها فتولّهت... و كادت بمكنون التحية تجهر
و قالت، و عضت بالبنان: فضحتني... و أنت امرؤ ميسور أمرك أعسر
أريتك إذ هنّا عليك، أ لم تخف... رقيبا و حولي من عدوّك حضّر (24)
فو اللّه، ما أدري: أ تعجيل حاجة... سرت بك، أم قد نام من كنت تحذر
فقلت لها: بل قادني الشوق و الهوى... إليك و ما نفس من الناس تشعر
فقالت، و قد لانت و أفرخ روعها... (25) كلاك بحفظ ربك المتكبر
فأنت، أبا الخطاب، غير مدافع... علي أمير ما مكثت مؤمّر
فبتّ قرير العين أعطيت حاجتي... أقبّل فاها في الخلاء فأكثر
فيا لك من ليل تقاصر طوله... و ما كان ليلي قبل ذلك يقصر (26)
و يا لك من ملهى هناك و مجلس... لنا لم يكدره علينا مكدّر
يمجّ ذكي المسك منها مقبّل... نقيّ الثنايا ذو غروب مؤشّر (27)
تراه إذا ما افترّ عنه كأنه... حصى برد أو أفحوان منوّر (28)
و ترنو بعينيها إليّ كما رنا... إلى ظبية وسط الخميلة جؤذر (29)
فلما تقضّى الليل إلاّ أقلّه... و كادت توالي نجمه تتغوّر (30)
أشارت بأنّ الحيّ قد حان منهم ...هبوب؛ و لكن موعد لك عزور (31)
فما راعني إلاّ مناد: «ترحّلوا» ... و قد لاح معروف من الصّبح أشقر (32)
فلما رأت من قد تنبّه منهم... و ايقاظهم، قالت: أشر، كيف تأمر
فقلت: أباديهم، فإما أفوتهم...و إما ينال السيف ثأرا فيثأر(33)
فقالت: أ تحقيقا لما قال كاشح... علينا، و تصديقا لما كان يؤثر (34)
فان كان ما لا بدّ منه فغيره... من الأمر أدنى للخفاء و أستر
أقصّ على أختيّ بدء حديثنا... و ما لي من ان تعلما متأخّر
لعلّهما إن تطلبا لك مخرجا... و ان ترحبا سربا بما كنت أحصر (35)
فقامت كئيبا ليس في وجهها دم... من الحزن، تذري عبرة تتحدّر (36)
فقالت لأختيها: أعينا على فتى... أتى زائرا، و الأمر للأمر يقدر(37)
فقامت اليها حرتان عليهما... كساءان، من خزّ، دمقس و أخضر
فأقبلتا فارتاعتا، ثمّ قالتا... أقلّي عليك اللوم فالخطب أيسر(38)
فقالت لها الصغرى سأعطيه مطرفي ... و درعي و هذا البرد، إن كان يحذر (39)
يقوم فيمشي بيننا متنكّرا... فلا سرّنا يفشو، و لا هو يظهر
فكان مجنّي دون من كنت أتقي... ثلاث شخوص: كاعبان و معصر (40)
فلما أجزنا ساحة الحيّ قلن لي...أ لم تتّق الأعداء، و الليل مقمر
و قلن: أ هذا دأبك الدهر سادرا... أ ما تستحي أو ترعوي أو تفكر (41)
إذا جئت فامنح طرف عينك غيرنا... لكي يعلموا أنّ الهوى حيث تنظر
-هند:
ليت هندا أنجزتنا ما تعد... و شفت أنفسنا مما تجد (42)
و استبدّت مرة واحدة... إنما العاجز من لا يستبد (43)
زعموها سألت جاراتها ... و تعرّت ذات يوم تبترد (44)
أ كما ينعتني تبصرنني... عمر كن اللّه أم لا يقتصد (45)
فتضاحكن، و قد قلن لها... حسن في كل عين من تود
حسد حمّلنه من أجلها... و قديما كان في الناس الحسد
غادة يفترّ عن أشنبها ... حين تجلوه أقاح أو برد (46)
و لها عينان في طرفيهما... حور منها، و في الجيد غيد (47)
و لقد أذكر إذ قلت لها ... و دموعي فوق خدي تطّرد
قلت: من أنت فقالت: انا من... شفّه الوجد و أبلاه الكمد
نحن أهل الخيف من أهل منى... ما لمقتول قتلناه قود (48)
قلت أهلا، أنتم بغيتنا... فتسمّين، فقالت: أنا هند
إنما خيّل قلبي فاحتوى... صعدة في سابريّ تطرّد (49)
إنما أهلك (50) جيران لنا... إنما نحن و هم شيء احد
حدّثوني أنها لي نفثت... عقدا، يا حبّذا تلك العقد (51)
كلما قلت: متى ميعادنا... ضحكت هند و قالت: بعد غد
- منية مستجابة (هل يخفى القمر!) :
هيّج القلب مغان و صير... دارسات قد علاهن الشجر (52)
ظلت فيه ذات يوم واقفا... اسأل المنزل هل فيه خبر
للتي قالت لأتراب لها... قطف، فيهنّ أنس و خفر (53)
إذ تمشّين بجوّ مؤنق... نيّر النبت تغشّاه الزهر (54)
قد خلونا فتمنّين بنا... إذ خلونا اليوم نبدي ما نسر
فعرفن الشوق في مقلتها... و حبات الشوق يبديه النظر
قلن يسترضينها منيتنا ...لو أتانا اليوم في سرّ عمر
بينما ينعتنني ابصرنني... دون قيد الميل يعدو بي الأغرّ (55)
قالت الكبرى: «أ تعرفن الفتى؟» ...قالت الوسطى: «نعم، هذا عمر»
قالت الصغرى، و قد تيّمتها... قد عرفناه، و هل يخفى القمر (56)
ذا حبيب لم يعرّج دوننا... ساقه الحين الينا و القدر (57)
فأتانا حين ألقى بركه ...جمل الليل عليه و اسبطر (58)
قد أتانا ما تمنّينا، و قد... غيّب الإبرام عنا و القدر(59)
- عمر و الثريّا:
قال لي صاحبي ليعلم ما بي... أ تحبّ القتول أخت الرباب
قلت: وجدي بها كوجدك بالعذ...ب إذا ما منعت طعم الشّراب (60)
من رسولي إلى الثريا بأني... ضقت ذرعا بهجرها، و الكتاب (61)
أزهقت أمّ نوفل، إذ دعتها... مهجتي؛ ما لقاتلي من متاب (62)
حين قالت لها: أجيبي فقالت... من دعاني قالت: ابو الخطاب (63)
فأجابت عند الدعاء كما لبّى... رجال يرجون حسن الثواب (64)
أبرزوها مثل المهاة تهادى... بين خمس كواعب أتراب (65)
و هي مكنونة تحيّر منها... في أديم الخدّين، ماء الشباب (66)
دمية عند راهب ذي اجتهاد... صوّروها في جانب المحراب (67)
ثمّ قالوا: تحبّها قلت بهرا... عدد النجم و الحصى و التراب (68)
- و من قصائد عمر البارعة قصيدته:
أ لم تسأل الاطلال و المتربّعا... ببطن حليّات دوارس بلقعا (69)
______________________
1) تحذف الهمزة من «ابن» إذا جاء «ابن» بين اسمين علمين مفردين و كان الثاني منهما اسما لوالد صاحب الاسم الأول. و اسم عمر الكامل يخالف هذين الشرطين: ان «ابا ربيعة» جد عمر و ليس والده، ثم ان «أبا ربيعة» اسم مركب تركيبا إضافيا و ليس اسما مفردا، و لذلك يجب، اتباعا لهذه القاعدة ان يكتب هكذا: «عمر ابن ابي ربيعة» . غير أن النقاد و مؤرخي الأدب قد درجوا على اجراء اسم عمر: الرسم المجرى العام من غير نظر إلى القاعدة الآنفة الذكر، فهم يرسمونه دائما هكذا: عمر بن أبي ربيعة. غير أن الاستاذ جبرائيل جبور يلزم في كتابه «عمر ابن أبي ربيعة» (راجع ثبت المصادر و المراجع في آخر هذه الترجمة) اثبات الهمزة. و مع أن الاستاذ جبور محق في رأيه، فاننا هنا نسلك مسلك القدماء من النقاد و مؤرخي الأدب.
2) أوفى ما كتب في عصر عمر بن أبي ربيعة و ترجمته، و أدق ما كتب أيضا، كتاب الاستاذ جبرائيل جبور الذي صدر منه جزءان (راجع ثبت المصادر و المراجع في آخر هذه الترجمة) .
3) الأغاني 1:61(راجع السطر السادس) ، مع العلم بأن الاسم عمر كان نادرا في الجاهلية.
4) راجع، فوق، ص 351-352،441-442، بعد ان كره الاقامة فيها (الكامل 320) .
5) راجع في خصائص عمر المعنوية كتاب الكامل 320-321،370-385، بالإضافة إلى ما ذكر كتاب الاغاني منها (1:120 و ما بعدها) .
6) الأبيات المحصورة بين الاهلة () كانت تغنى.
7) الغادي: المسافر في الصباح. المهجر: المسافر وقت الظهيرة (في نصف النهار) . الرائح المسافر في المساء. -أم رائح فمهجر: مسافر في الأصيل و الشمس لا تزال ترسل حرها.
8) و مثلها نهى ذا النهى: ان امرأة جميلة مثل هذه كان يجب أن تنسيك نعم التي تغامر بمكانتك أو بحياتك في المغامرة للوصول اليها.
9) ألكني اليها: احمل مني اليها ألوكة (رسالة) . يشهر إلمامي بها و ينكر: تعرف زيارتي لها و ينتشر خبرها بسرعة ثم يلومني الناس عليها.
10) بآية: بعلامة.
11) المغيري: عمر بن أبي ربيعة.
12) أطرى: بالغ في المدح.
13) سرى الليل: السفر في الليل. يحيى: يبقى قائما الليل كله بلا نوم. النص: أقصى سرعة الناقة. التهجير: السفر وقت الهاجرة (اشتداد الحر) . -يحيى نصه و التهجر: يسافر على ناقته باستمرار ليلا و نهار (بلا توقف) .
14) عارضت: ارتفعت (قليلا) ، يضحي: يتأخر في النوم. يخصر: يتبرد و يستكن من الحر.
15) المعني: لا يدفع عنه الشمس إلا ثوب حرير.
16) ذو دوران: الموضع الذي كانت فيه المغامرة. جشمتني السرى: كلفتني السير ليلا.
17) منحدر.
18) اللبانة: الحاجة. أوعر: خطر.
19) القلوص: الناقة. معور: «هنا» فرصة يمكن أن ينتهزها كل انسان فيأخذ الناقة.
20) مصدر: رجوع (مخرج لها مما دخلت فيه، خلاص) .
21) شهت. أشعلت. أنور: نيران (جمع قلة من نار) .
22) هذا البيت يدل على ان المغامرة كانت في أوائل الشهر القمري. راح: رجع في المساء. نوم (مبالغة من نام) . السمر و السمار: المتحدثون ليلا.
23) الحباب: الحية. ازور: مائل (يعني مشيت بحذر شديد) .
24) هنا عليك: هان عليك أمرنا (علمت أنني أسر بزيارتك في كل وقت) .
25) أفرخ (بضم الهمزة و كسر الراء، بالبناء للمجهول) روعها (بضم الراء و العين) : سكن جأشها (القاموس ؟ ؟ ؟ اضطرابها. كلاك-كلأك: حفظك، حماك.
26) طول الليل كناية عن الهموم و القلق و الخوف من المستقبل (راجع، فوق، ص 117،180) .
27) مقبل: فم. نقي الثنايا (الاسنان) كناية عن النعمة و عن صغر السن أيضا. غروب جمع غرب (بفتح الغين) : حد، طرف ظاهر. مؤشر: محزز (في أسنانها حزوز: خطوط ظاهرة) . حينما يكون الانسان صغيرا تكون أسنانه نقية و حزوزها بادية للعين. و مع الأيام تمحي هذه الحزوز بالحت أو تمتلئ بالوسخ.
28) إذا افترت (انفرجت شفتاها) عنه (عن فمها) كأنه (كأن الاسنان فيه) حصى برد (حبات الثلج المتجمدة بعد انفصالها من الغيم ماء-كناية عن بياض لونها) أو أقحوان (أو بتلات زهرة الاقحوان-ان بتلات زهرة الاقحوان تشبه الاسنان، كناية عن بياض الاسنان و ظهور الحزوز فيها) . منور (بفتح الواو المشددة أو بكسرها) : متفتح، في إبان إزهاره.
29) ترنو: تتطلع. الجؤذر: ابن الظبية.
30) توالي النجوم: النجوم التي تظل ظاهرة حين طلوع الفجر. تتغور: تغيب (عن البصر، في ضوء النهار القادم) ، تغرب وراء الافق.
31) و لكن لك موعد (جديد) في عزور. هبوب: استيقاظ، نهوض من النوم.
32) راعني: أخافني، فاجأني. ترحلوا (قوموا إلى رحالكم) ، استعدّوا للسفر. لاح معروف من الصبح: ظهر بشكله المعروف المألوف. أشقر: مائل إلى الاحمرار (بعد سواد الليل) .
33) أباديهم: أبدأهم بالهجوم. أفوتهم: أخلص (أنجو) منهم.
34) الكاشح: المبغض، العدو. كان يؤثر: كان يقال عنا.
35) و أن ترحبا سربا (صدرا) : أن يتسع صدرهما، أن تعرفا مخرجا (من هذا الأمر) . . . بما كنت أحصر: بما يضيق به صدري-ربما استطاعت أختاي أن تحل المشكلة التي عجزت (بفتح الجيم) أنا عن حلها.
36) تذري دمعة: تنثر دمعها (تبكي) تتحدر: تتدحرج الدموع على خدها.
37) تقدير الأمر: تدبيره. و الأمر للأمر يقدر: (أريد منكما تدبيرا يوازي الأمر الذي وقعت فيه) .
38) ارتاعتا: خافتا (في أول الأمر) . أقلي عليك اللوم: خففي من لوم نفسك، فالخطب (الأمر) أيسر: أهون (مما كان يبدو لك) .
39) المطرف: رداء. الدرع: ثوب للمرأة. البرد: ثوب مخطط.
40) المجن: الترس. مجني (ما يخفيني) دون من كنت أتقي (عن عيون من كنت أخاف أن يعرف أمري و أمرهن) . ثلاث شخوص (ثلاثة أشخاص من الاناث-و قد حذف الشاعر التاء من «ثلاثة» على غير قياس ليدل على أن أولئك الأشخاص كانوا إناثا) . الكاعب: الفتاة يتم بروز ثدييها. المعصر: الفتاة بلغت شبابها و أدركت.
41) دابك: عادتك و سيرتك. الدهر: طول الدهر، دائما. سادرا: قليل المبالاة. ترعوي: ترجع (عن غيك)
42) «وعد، يعد» (بلغة أهل الحجاز) : توعد، هدد. «وجد، يجد موجدة» : غضب، حزن (خاف) -ليتها تنفذ و عيدها فنعرف مرادها و نتخلص من القلق الذي يساور نفوسنا.
43) انها تهددنا كثيرا، ليتها تنفذ تهديدها و لو مرة واحدة. ان العاجز هو الذي يهدد ثم لا يجسر على تنفيذ تهديده.
44) تغتسل بالماء البارد.
45) لم يقتصد: افرط و بالغ.
46) الشنب: بياض الاسنان و حسنها. و المعنى: تفتح فمها عن أسنان كالأقحوان و البرد.
47) الحور: شدة البياض في بياض العين و شدة السواد في سوادها. الجيد: العنق. الغيد: اللين و النعومة.
48) أي لا تؤخذ ديته (و لا بثأره) .
49) الصعدة: الرمح. السابري نسيج من حرير نسبة إلى سابور (فارسي) ، تطرد: تهتز.
50) كذا في الروايات. و لعل من الأصوب أن نقرأ: إنما أهلك جيرانا لنا أننا نحن و هم شيء أحد
51) صنعت لي سحرا. كانت السواحر تعقد عقدا في خيط و تنفث على كل عقدة بعد عقدها.
52) المغاني: مساكن البشر المعمورة. الصير جمع صير (بكسر الصاد) : حظيرة للغنم و البقر. دارسات: ذهبت معالمها (لأنها لم تسكن من عهد قديم) .
53) الاتراب: المتقاربات في السن. قطف جمع قطوف (بفتح القاف) : المرأة التي تسير بخطى قصيرة (لا تعجل في مشيتها و لا توسع خطواتها) . أنس: تسلية و متعة. خفر: حياء.
54) الجو: الارض المنخفضة (تتجمع فيها المياه فيكثر فيها النبات) . مؤنق: جميل (بما فيه من النبات و الازهار المتنوعة) . قد تغشاه الزهر: غطاه الزهر.
55) ينعتني: يذكرن صفاتي، يذكرنني. قيد (بكسر القاف) : مقدار. الميل: مقياس روماني (مختلف في مقداره) -المقصود: على مسافة قصيرة. يعدو بي الاغر: أركب حصانا أبيض (أو له غرة بيضاء في جبينه) و أنا مسرع.
56) تيمتها: شغلتها بحبي، أمرضها حبي.
57) لم يعرج دوننا: لم ينزل في مكان آخر من قبل. ساقه الحين (بكسر الحاء) الينا و القدر: جاء اتفاقا (من غير موعد) و في هذا الحين.
58) ألقى جمل الليل بركه: بدأ الليل ينزل (بدأ الظلام) . اسبطر: امتد (ثم تكاثف الظلام، ثم أوغل الليل) .
59) غيب عنا (زال عنا) الابرام (الملل، السأم) و القدر (التضييق، حجز الحرية) .
60) وجدي: شغفي، حبي. بالعذب: (بالماء) الحلو. إذا منعت طعم الشراب (بالصيام أو بفقدان الماء) .
61) ضقت ذرعا: قل صبري. و الكتاب: أقسم بالكتاب (القرآن الكريم) .
62) أزهقت أم نوفل اذ دعتها مهجتي: لما نادتها أم نوفل (و سمعت أنا اسمها) كادت مهجتي تزهق (كاد قلبي ينخلع، يقفز من مكانه) .
63) ابو الخطاب: عمر بن أبي ربيعة.
64) عند الدعاء: لما سمعت النداء باسمها. كما لبى رجال يرجون حسن الثواب (كما يقول الحجاج على جبل عرفات: لبيك، لبيك) .
65) أبرزوها: أظهروها، جاءوا بها. المهاة: البقرة الوحشية (نوع من الظباء) . تهادى-تتهادى: تتمايل في مشيتها (بكسر الميم) . الكاعب: الفتاة عند أول بروز ثدييها. الاتراب: المتقاربات في السن.
66) مكنونة: مخدرة، محجوبة، مصونة. تحير: تردد. أديم: جلد. -هي لا تزال في أول عمرها و في كامل نضارتها لأنها محجوبة (لم تعمل أعمالا شاقة تذهب ببعض نضارتها في وقت باكر) .
67) يشبهها بالتمثال الذي يكون عادة في مصلى الراهب.... ذو اجتهاد: شديد الورع كثير العبادة. المحراب: المكان الذي يقف الانسان فيه للصلاة.
68) بهرا: عجبا!
69) راجع الكامل 491، راجع 350؛ الأمالي للقالي 2:51-52.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|