المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

العلامة المعيارية Standard Score
18-11-2015
الإحصاءات والأساليب الكمية في جغرافية الزراعة - الاستقراء والاستنباط
12-12-2016
الحكاية
22-10-2014
Consonants R
2024-03-20
Euler Forward Method
24-11-2021
Bhaskara I
21-10-2015


عبد الرحمن بن الحكم  
  
4703   11:50 صباحاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص414-417
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015 3529
التاريخ: 24-7-2016 2896
التاريخ: 21-2-2018 1709
التاريخ: 19-06-2015 1969

هو أبو مطرّف عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة ابن عبد شمس بن عبد مناف؛ و أمّه آمنة بنت صفوان بن أميّة من بني مخدج بن كنانة. و الملموح أنه كان يسكن المدينة في الحجاز.

كان عبد الرحمن بن الحكم صديقا لعبد الرحمن بن حسّان بن ثابت حتّى وقعت العداوة بينهما في أيام معاوية بن أبي سفيان في حديث طويل جدا و أخذا يتهاجيان. و لعلّ عبد الرحمن بن الحكم كان يستطيل في الهجاء على عبد الرحمن بن حسان لأن مروان بن الحكم، أخا عبد الرحمن بن الحكم، كان واليا على المدينة (1).

في سنة 49 ه‍ (669 م) عزل معاوية عن المدينة مروان بن الحكم لأسباب منها أن مروان بن الحكم لم يكن راضيا عن استلحاق زياد بن أبيه، سنة 44 ه‍(664 م) ، بنسب بني أمية (2)، و كذلك كان عبد الرحمن بن الحكم، حتّى أن بعض كتب الأدب تنسب هجاء معاوية بالأبيات التي أوّلها:

أ تغضب أن يقال: أبوك عفّ... و ترضى أن يقال: أبوك زان

إلى عبد الرحمن بن الحكم (3).

ثم ان التهاجيّ لجّ بين عبد الرحمن بن الحكم و بين عبد الرحمن بن حسان، و أفحش كلّ واحد منهما على صاحبه، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى والي المدينة سعيد بن العاص (4) أن يجلد كلّ واحد منهما مائة جلدة. فلم يشأ سعيد بن العاص أن يقيم هذا الحدّ (أن يجلد) اثنين أحدهما من سادة الأمويّين أهل مكّة و الثاني من سادة الخزرج في المدينة. و في سنة 56 هـ ‍(676-677 م) أعاد معاوية تولية مروان بن الحكم على المدينة فنفّذ أمر معاوية، و لكنّه جلد عبد الرحمن بن حسان مائة جلدة و لم يجلد أخاه عبد الرحمن بن الحكم في أول الأمر.

جاء في الاغاني (13:263) أن عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص كان عند يزيد بن معاوية لمّا جيء برأس الحسين بن عليّ من عند عبيد اللّه بن زياد، و معنى هذا أن عبد الرحمن بن الحكم كان لا يزال حيّا بعد وقعة كربلاء، في العاشر من المحرّم من سنة 61 ه‍ـ (10-10-680 م) .

عبد الرحمن بن الحكم «شاعر إسلاميّ متوسّط الحال في شعراء زمانه» (غ 13:259) ، على أنه كان مشهورا في أيامه. . . جاء في كتاب العقد (5): «قال معاوية (بن أبي سفيان) لعبد الرحمن بن الحكم: يا أخي، إنّك شهرت بالشعر، فإيّاك و التشبيب بالنساء فانّك تعرّ (6)الشريفة في قومها و العفيفة في نفسها. و (إيّاك) و الهجاء فإنّك لا تعدو (7) أن تعادي به كريما أو تستثير (8) به لئيما؛ و لكن افخر بمآثر قومك، و قل من الأمثال ما توفّر (9) به نفسك و تؤدّب به غيرك» .

و شعر عبد الرحمن بن الحكم متين السبك عال النفس، و فيه فخر و مديح و رثاء و هجاء؛ و لقد هاجى عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت زمنا طويلا، و كانت بينهما نقائض كثيرة جدا (10). و له أيضا نسيب و غزل و خمريات.

المختار من شعره:

قال عبد الرحمن بن الحكم في شيء من الحماسة و الفخر:

أ تقطر آفاق السماء له دما... إذا قيل: هذا الطّرف أجرد سابح (11)

فحتّى متى لا نرفع العين ذلّة... و حتّى متى تعيا علينا المنادح (12)

أولع عبد الرحمن بن الحكم بجارية اسمها شنباء فقال فيها:

لعمر أبي شنباء، إنّي بذكرها ...و ان شحطت دار بها لحقيق (13)

و إنّي لها-لا ينزع اللّه ما لها... عليّ، و إن لم ترعه-لصديق (14)

و لمّا ذكرت الوصل قالت و أعرضت... متى أنت عن هذا الحديث مفيق

نظر عبد الرحمن إلى قتلى قريش يوم (معركة) الجمل (15) فبكى ثم أنشأ يقول:

أ يا عين، جودي بدمع سرب... على فتية من خيار العرب (16)

و ما ضرّهم غير حين النفوس... أيّ أميري قريش غلب (17)

قال عبد الرحمن بن الحكم يرد على عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بعض هجائه:

لقد أبقى بنو مروان حزنا... مبينا عاره لبني سواد (18)

أطاف به صبيح في مشيد... و نادى دعوة: يا ابني سعاد (19)

لقد أسمعت لو ناديت حيّا... و لكن لا حياة لمن تنادي

و له في الخمر (الكامل 72، البيان و التبيين 3:348-349) :

و كأس ترى بين الإناء و بينها... قذى العين قد نازعت أمّ أبان (20)

ترى شاربيها، حين يعتورانها... يميلان أحيانا و يعتدلان (21)

فما ظنّ ذا الواشي بأروع ماجد... و بدّاء خود حين يلتقيان (22)

_______________________

1) تولى مروان بن الحكم على المدينة مرتين: من سنة 41 إلى 49 ه‍(661-669 م) ثم من سنة 56 ه‍ إلى أواخر 57 ه‍(676-677 م) ، و كانت تانك المرتان في أيام معاوية بن أبي سفيان.

2) غ 13:261، السطر 9.

3) غ 13:265-266؛ الحيوان 7:235؛ و الابيات تنسب إلى يزيد بن مفرغ (راجع ترجمة في يزيد ابن مفرغ، ص 429؛ ثم الشعر و الشعراء 212؛ الموشح 273) .

4) غ 15:115،116. سعيد بن العاص تولى المدينة في ربيع الأول من سنة 49 ه‍(نيسان-أبريل 669 م) ثم بقي واليا عليها بضع سنوات.

5) العقد الفريد (بتحقيق محمد سعيد العريان، الطبعة الثانية)6:114.

6) تسيء الى

7) لا تعدو: لا تزيد على أن. . .

8) تستثير: تثير، تغضب (بضم التاء) ، تغيظ إنسانا فتحمله على الرد القبيح.

9) كذا في الأصل، و لعلها: توقر به نفسك: تجعل به لنفسك وقارا (احتراما و منزلة عند الناس، لأن القول في الامثال دليل الحكة و الرزانة) .

10) غ 15:114، السطر الأخير من المتن.

11) أ تقطر آفاق السماء له دما: أ يكون في ذلك سبب للغضب الشديد و للقتال؟ الطرف: الحصان. أجرد: قليل الشعر (من صفات الحصان الأصيل) . سابح: سريع. -في هذا البيت تعريض بمعاوية لأن فيه إشارة إلى أبيات للنجاشي في هجاء معاوية و تعييره بالهرب (من صفين؟) على فرس سريع (راجع الشعر و الشعراء 189) .

12) -إلى متى نخفض عيوننا (خضوعا) أمام معاوية، و إلى متى لا نجد في الأرض متسعا (لماذا نصبر على حكم بني أبي سفيان و لا نثور عليهم لننتزع الملك منهم؟) .

13) شحطت: بعدت. اني بذكرها لحقيق: اني مصيب بذكرها و التحبب اليها (لأنها جميلة...) .

14) لا ينزع اللّه ما لها (من سلطان الحب علي) و ان لم ترعه (و ان لم تكافئني على حبي لها و ذكري إياها) .

15) راجع، فوق، ص 308.

16) السرب: السائل، الجاري.

17) -ان الذي أضر بقريش أن بعضهم يقتل بعضا، و أي أمير منهم غلب و انتصر فان في انتصاره خسارة على القبيلة (بما يسقط من أفرادها من القتلى) .

18) مبين: ظاهر. -المقصود من البيت غير واضح.

19) مشيد: (قصر، حصن) مبني بالحجارة. -المقصود من البيت غير واضح.

20) و كأس (من الخمر) . ترى بين الاناء و بينها قذى العين: لا ترى في هذه الخمر إلا شيئا قليلا جدا من القذى و (السفل، الوسخ) كالذي تحتمله العين فقط. نازعت أم أبان: شربت (تلك الخمر) مع أم أبان.

21) يعتورانها: يتناول (الكأس) هذا مرة و ذاك مرة. يميلان أحيانا (تميل بهما الخمر مرة) بالسكر و يعتدلان (يفيقان من سكرهما، يرجعان إلى حاليهما الطبيعيتين) .

22) ذا-هذا. الاروع: الشجاع. الماجد: السيد العزيز صاحب النسب. البداء: الضخمة الوسط (بكسر الطاء) ، السمينة ما تحت الخصر. حين يلتقيان (يجتمعان وحدهما) . -في البيت مجون.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.