أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2923
التاريخ: 6-08-2015
2241
التاريخ: 13-2-2016
2825
التاريخ: 26-06-2015
2321
|
كان سحيم عبدا حبشيا أو نوبيّا مغلّظا قبيحا. وتدل براعة سحيم في الشعر على أنه نشأ في الحجاز، وإن كان لا يستطيع أن يؤدي عددا من الحروف أداءها العربي: فقد لزمته اللكنة فكان يلفظ السين شينا والطاء تاء.
ولما اشترى عبد اللّه بن أبي ربيعة (والد عمر بن أبي ربيعة الشاعر المشهور) سحيما، كان سحيم يقول الشعر. وأراد عبد اللّه أن يهبه لعثمان بن عفّان، وكتب له بذلك. فكتب عثمان إلى عبد اللّه: «لا حاجة بنا اليه فاردده، فإنما حظ أهل العبد الشاعر منه إذا شبع أن يشبّب بنسائهم، وإذا جاع أن يهجوهم. ويبدو أن عبد اللّه قد باعه إلى شخص يدعى مالكا. ثم ان مالكا، فيما يقال باعه لبني الحسحاس، وهم من بني أسد بن خزيمة.
ولا ريب في أن سحيما كان في ذلك الحين مسنّا، فهو شاعر مخضرم، كان قد أدرك الجاهلية ثم أدرك عثمان بن عفّان (23-35 ه /644-656 م)، وقتل في أيامه في الاغلب، قتله بنو الحسحاس. ذكروا أن سحيما قال:
ولقد تحدّر من كريمة بعضهم ...عرق على جنب الفراش وطيب
فأدركتهم الغيرة، فأخذوه مرة شاربا ثملا (طبقات الشعراء 44)، ثم عرضوا عليه نسوة، حتى إذا مرت عليه التي كانوا يرمونه بها أشار لها بيده-فلزمته الحجّة-فقتلوه نحو سنة 40 ه (660 م).
سحيم شاعر محسن حلو الشعر رقيق حواشي الكلام، وأكثر شعره الغزل، وغزله فاحش. ولسحيم شيء من الفخر والحماسة وشيء من الوصف للمطر. وله أيضا شيء من الأدب (الحكمة) يكثر فيه ذكر الموت. وفي عدد من ألفاظ سحيم وتراكيبه خصائص شبه محدثة تجعلها قريبة الشبه بشعر عمر بن أبي ربيعة.
-المختار من شعره:
-كان سحيم يحب امرأة من أشراف بني تميم بن مرّ اسمها غالية فقال فيها القصيدة التالية يكني فيها عنها باسم «عميرة». هذه القصيدة أطول قصائد سحيم وأشهرها:
عميرة ودّع ان تجهّزت غاديا... كفى الشيب والاسلام للمرء هاديا
ليالي تصطاد القلوب بفاحم... تراه أثيثا ناعم النبت عافيا (1)
وجيد كجيد الريم ليس بعاطل... من الدرّ والياقوت والشذر حاليا (2)
كأنّ الثريّا علّقت فوق نحرها... وجمر الغضى هبّت له الريح ذاكيا (3)
ومن يك لا يبقى على النأي ودّه ...فقد زوّدت زادا عميرة باقيا
ألكني اليها-عمرك اللّه-يا فتى... بآية ما جاءت الينا تهاديا (4)
وبتنا وسادانا إلى علجانة ...وحقف تهاداه الرياح تهاديا (5)
توسّدني كفّا، وتثني بمعصم ...عليّ، وتحوي رجلها من ورائيا
وهبّت لنا ريح الشمال بقرّة... ولا ثوب إلا بردها وردائيا (6)
فما زال بردي طيّبا من ثيابها... إلى الحول حتّى أنهج البرد باليا (7)
________________________
1) الفاخم: (الشعر) الأسود. الأثيث: الكثير، الكث. العافي: الكثير.
2) الجيد: العنق. الريم، الرئم: الغزال الأبيض. عاطل: غير مزين بحلي. الشذر: خرز من فضة أو قطع من الذهب صغيرة تسلك في العقد بين اللؤلؤة واللؤلؤة. حال: مزين.
3) الغضى: حطب جزل تدوم النار فيه طويلا. ذاك: ذو رائحة طيبة.
4) ألكني: أحمل مني رسالة. بآية: بعلامة. تهاديا (مصدر): التمايل في المشي. تهاديا (فعل): تهادى، تتهادى: تميل في مشيها (؟) أو تهاديا (مصدر «تتهادي تهاديا»).
5) بتنا وسادانا: قضينا الليل على وسادتين: علجانة (شجرة. . .) وحقف (قطعة من الرمل مستديرة الشكل). تهاداه الرياح تهاديا: تحركه الريح من مكان إلى آخر.
6) القرة: البرد. وليس علينا إلا ثوبها وثوبي.
7) ظلت رائحة ثوبي طيبة من لمس ثوبها حولا (عاما كاملا) إلى أن تهرأ ثوبي.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|