أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
3434
التاريخ: 24-06-2015
2630
التاريخ: 10-04-2015
2383
التاريخ: 30-12-2015
4790
|
الوليد بن يزيد هو الخليفة الأمويّ الحادي عشر و حفيد الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان؛ و أمه أمّ الحجّاج بن محمّد بن يوسف الثقفي، بنت أخي الحجاج المشهور. و كان الوليد بن يزيد يكنى أبا العباس.
ولد الوليد بن يزيد سنة 90 ه(708 م) . و في أواخر سنة 101 ه(720 م) أراد أبوه يزيد بن عبد الملك أن يعقد له ولاية العهد فقالوا له إنّ الوليد طفل فاجعل ولاية العهد لأخيك هشام ثم لابنك الوليد ففعل. و توفّي يزيد بن عبد الملك سنة 105 ه(724 م) فخلفه أخوه هشام و بقي في الخلافة عشرين سنة، و كان في أثناء ذلك يسعى إلى تحويل ولاية العهد إلى ابنه مسلمة فلم يتأتّ له ذلك.
و لمّا توفي هشام سنة 125 ه(744 م) خلفه الوليد. و الوليد هذا «كان من فتيان بني أميّة و ظرفائهم و شجعانهم و أجوادهم و أشدّائهم، منهمكا في اللّهو و الشراب و سماع الغناء، مستهترا بالمعاصي عاكفا على اللذات منتهكا للحرمات زنديقا» (1). فلما ولي الخلافة أمعن في ذلك كله (2) و ترك أمر الدولة. فساء الناس ذلك منه و أطمع به الطامحين إلى الخلافة فقتلوه في 27 من جمادى الآخرة من سنة 126(17 نيسان 744 م) .
كان الوليد بن يزيد شاعرا مجيدا في الخمر خاصة له فيها أشعارا كثيرة أخذها الشعراء فأدخلوها في أشعارهم أو سلخوا معانيها كما فعل أبو نواس و الحسين الخليع بن الضحّاك (3). و كانت له أشياء في الفخر و الرثاء و الهجاء و الحكمة و المجون. و على شعره نفحة محدثة، و لكنّ كثيرا من شعره في اللهو سخيف تافه. و معظم شعره مقطّعات قصار. و مع أن الخمريات الخالصة عنده قليلة، فإنّ خصائصها و اقتصارها على الخمر وحدها تجعله أول من خرج بالخمر من أن تكون غرضا، كما رأينا عند الأعشى و الاخطل مثلا، إلى أن تصبح فنّا كما سنرى عند أبي نواس.
المختار من شعره:
- قال الوليد بن يزيد يفتخر بنسبه في بني أميّة و بني هاشم:
أنا ابن أبي العاصي، و عثمان والدي... و مروان جدّي ذو الفعال، و عامر (4)
أنا ابن عظيم القريتين، و عزّها... ثقيف و فهر و العصاة الاكابر (5)
نبيّ الهدى خالي؛ و من يك خاله... نبيّ الهدى يقهر به من يفاخر (6)
- لما نعي له هشام و صارت الخلافة اليه قال:
طاب يومي، و لذّ شرب السلافة... إذ أتانا نعيّ من بالرصافة (7)
و أتانا البريد ينعى هشاما... و أتانا بخاتم للخلافة
فاصطبحنا من خمر عانة صرفا... و لهونا بقينة عزّافه (8)
- و قال في الخمر أبياتا «من بديع الكلام و نادره، و قد جوّد فيه منذ
ابتدأ إلى أن ختم. و قد نقلها أبو نواس و الحسين بن الضحّاك في أشعارهما» (9):
اصدع نجيّ الهموم بالطرب... و انعم على الدهر بابنة العنب (10)
و استقبل العيش في غضارته... لا تقف منه آثار معتقب (11)
من قهوة زانها تقادمها... فهي عجوز تعلو على الحقب (12)
أشهى إلى الشّرب يوم جلوتها... من الفتاة الكريمة النسب (13)
فقد تجلّت، و رقّ جوهرها... حتى تبدّت في منظر عجب
فهي بغير المزاج من شرر... و هي لدى المزج سائل الذهب (14)
كأنّها في زجاجها قبس... تذكو ضياء في عين مرتقب (15)
في فتية من أميّة أهـ...ـل المجد و المأثرات و الحسب (16)
ما في الورى مثلهم، و لا فيــ...ـهم مثلي، و لا منتم لمثل أبي (17)
_______________________
1) الفخري 97.
2) غ 7:2،46 س،59 الخ.
3) راجع تحت ص 691.
4) يشير إلى نفر من المشهورين في عمود نسبه: فهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس. . . و كانت جدته لأبيه عاتكة بنت يزيد بن معاوية و أمها أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر، و أم عبد اللّه بن عامر كانت بنت عبد المطلب بن هاشم. و عبد المطلب هو جد الرسول. و عثمان: عثمان بن عفان-و يقصد بقوله و الذي: متصل بعمود نسبي.
5) كانت أم الوليد بن يزيد بنت محمد بن يوسف الثقفي من الطائف. و يقصد الوليد بن يزيد بعظيم القريتين (مكة و الطائف) عروة بن مسعود الثقفي، و هو أحد اللذين كانا في الجاهلية يطمعان بالنبوة، و فيهما نزلت الآية الكريمة (43:31 من سورة الزخرف) تقريعا لجماعة من أهل تينك المدينتين: «وَ قالُوا: لَوْ لا نُزِّلَ (بضم النون و تشديد الزاي) هذَا اَلْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ اَلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ» . فهر: قريش. العصاة الاكابر: أهل الطائف لأنهم حاربوا الرسول سنة 8 ه، ثم دخلوا في الاسلام في العام التالي من تلقاء أنفسهم. و عزها (؟)
6) نبي الهدى: محمد صلّى اللّه عليه[وآله] و سلم؛ و يلتقى نسب الوليد بن يزيد من جهة جدته لأبيه بنسب الرسول في عبد المطلب بن هاشم.
7) النعي: الذي يحمل النعي (بسكون العين: خبر الموت) . الرصافة: مدينة بناها هشام بن عبد الملك غرب الرقة على الفرات.
8) اصطبح: شرب الخمر صباحا. عانة: بلدة على الفرات في أعلى العراق. القينة: الجارية الجميلة المغنية. عزافة: حسنة العزف (الضرب على العود) .
9) غ 7:12،16،19،20؛ ثم راجع ديوان أبي نواس 248-249.
10) صدع: شق، أعلن، فرق، جاهر. النجي: السر، الخفي. نعم: تنعم، رفه نفسه. على الدهر: طول الدهر. ابنة العنب: الخمر. -أزل همومك الخفية (حتى الصغير منها) بسماع الغناء، و كن طول عمرك منعما بشرب الخمر.
11) غضارة العيش: لين العيش و رغده و لذيذه. قفا يقفو: تبع (قلد) . المعتقب: الحريص على المال. -لا تقلد البخلاء و لا تقتد بهم فتضيع عليك لذات العيش.
12) القهوة: الخمر المطبوخة بالنار. زانها تقادمها: جادت بطول الزمن عليها. تعلو على الحقب: يزيد عمرها على عمر الدهر. الحقب: جمع حقبة (بالكسر) : البرهة الطويلة من الزمن.
13) الجلوة للخمر: استخراجها من الدن (من الخابية) .
14) المزج و المزاج للخمر: خلطها بالماء. من شرر (نار) : شديدة الحمرة. و هي. . . . سائل الذهب: صفراء.
15) ذكت النار: اشتعلت.
16) المأثرة: العمل الحميد:
17) الورى: الناس. المنتمي: المنتسب.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|