المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

‘Have’
2024-08-15
الوقت وأهميته
6-6-2016
أسيلوجراف "ضَدِل" Duddell oscillograph
29-9-2018
النيماتودا Nematode
8-5-2018
منهج العلاقات بين الزوجين
13-1-2016
Hemeproteins
29-8-2021


الواساني الدمشقي  
  
2708   12:46 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص583-585
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015 2020
التاريخ: 24-3-2016 2721
التاريخ: 13-08-2015 2434
التاريخ: 19-06-2015 2553

هو أبو القاسم الحسين بن الحسن بن واسان بن محمّد الواسانيّ الدمشقيّ، كان معاديا لرجل يهوديّ اسمه منشّا بن إبراهيم القزاز. و يبدو أن ابن القزّاز هذا كان يغدو على نفر من حكّام دمشق باللهو، فهجاه الواسانيّ مرّة بقصيدة و استطرد فيها إلى التعريض بأبي الفضل يوسف بن عليّ بن قسطا بن صمع يتّهمهما بالفسق و الفاحشة، فكانت تلك القصيدة سببا لعزل الواسانيّ من منصبه. و توفي الواسانيّ سنة 394 ه‍ (١٠٠٣ م) .

خصائصه الفنّيّة:

الواساني شاعر محسن طويل النفس برع في الهجاء فكان في دمشق في أيامه كما كان ابن الرومي في زمانه في بغداد. و فنونه الهجاء الذي يسوده الهزل و الإقذاع و الفحش. و من فنونه الوصف و الغزل و المجون و الخمريات. و أشهر شعره قصيدته النونية التي يصف فيها دعوة لنفر من أصحابه في قرية قرب دمشق، و هي مائة و خمسة و تسعون بيتا (يتيمة الدهر ١:٣٠٠-٣٠٩) .

المختار من شعره:

- من القصيدة النونية:

ضرب البوق في دمشق و نادوا... لشقائي في سائر البلدان
النفير النفير: بالخيل و الرّجل... إلى قفر (1) ذا الفتى الواساني
جمعوا لي الجموع من جيل جيلا... ن و فرغانة و من ديلمان (2)
و من الروم و الصقالب و التر... ك و بعض البلغار و اليونان
لم يحاشوا، ممّن عددت من الآ... فاق، من مسلمٍ و من نصراني
كلّ ذي معدة تقعقع جوعا... و هو شاكي السلاح بالأسنان
كل ذي اسم مستغرب أعجميّ... منعته صرف اسمه علّتان
كمرند و طغتتكين و طرخا... ن و كسرى و خرّم و طغان
لست أنسى مصيبتي يوم جاءو... ني و قد ضاق عنهم الواديان (3)
قصدت هذه الطوائف خمرا يا (4)...ابتلاء و نكبة لامتحاني

و أناخوا بنا-فيا لك من يو... م عصيب من حادثات الزمان
أكلوا لي من الجداء (5) ثلاثيـ...ـن و سبعا بالخلّ و الزعفران
أكلوا ضعفها شواء و ضعفيـ...ـها طبيخا من سائر الألوان
أكلوا لي سبعين حوتا من النهـ...ـر كبيرا من أعظم الحيتان (6)
ثم لمّا أتوا على كلّ شيءٍ... ختموا محنتي بكسر الأواني

_______________________

١) و في رواية: فقر (؟) .

٢) فرغانة-بلاد الشاش وراء النهرين (في التركستان) . -يسمي الشاعر أقواما كثيرين من غير أن يقصد تعيين مواطنهم.

٣) يقصد أن الذين جاءوا إلى أن يأكلوا عنده أشخاص و أقوام لا يعرفهم.

4) خمرا يا بلدة الشاعر. . .

5) الجداء جمع جدي: الخروف الصغير.

6) الحوت: السمكة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.