المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

وثيقة تنظيم البث والاستقبال الفضائي في المنطقة العربية( ١)
23-6-2019
مناقبه وخصائصه (عليه السلام)
15-04-2015
القول في شق القمر
11-10-2014
علي بن عطيفة.
30-7-2016
معنى كملة اللات
15-12-2015
Fibrin Meshwork Formation : Formation of γ-carboxyglutamate residues
6-1-2022


المفضّل بن سلمة  
  
4653   11:23 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص372-374
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015 3086
التاريخ: 26-12-2015 5752
التاريخ: 21-06-2015 2246
التاريخ: 29-09-2015 2802

هو أبو طالب المفضّل بن سلمة بن عاصم (1) من أهل بيت علم و نبل في بغداد؛ و قد كان أبوه سلمة بن عاصم صاحب الفرّاء و راويته، ثم كان ابنه أبو الطيّب محمّد بن المفضّل (2) من كبار الفقهاء.

ولد المفضّل بن سلمة بن عاصم في مطلع القرن الثالث و أخذ العلم عن أبيه و عن ثعلب و ابن السكّيت و ابن الأعرابي. و قد كان متّصلا بالوزيرين الفتح بن خاقان (قتل 247 ه‍) و اسماعيل بن بلبل؛ و قيل كان بينه و بين ابن الرومي عداوة.

و مات المفضّل بن سلمة سنة 291 ه‍(903 م) ، أو بعيد ذلك.

المفضل بن سلمة بن عاصم من علماء اللغة والنحو وعلى مذهب اهل الكوفة (وقد كان في ذلك مخالفا لوالده). وللمفضل هذا من الكتب (3) :ضياء القلوب في معاني القرآن، كتاب الاشتقاق، كتاب البارع في اللغة ، كتاب خلق الانسان، كتاب الزرع والنبات والنخل وانواع الشجر ، كتاب الرد على الخليل واصلاح ما في كتاب العين من الغلط والمحال ، كتاب الفاخر في ما يلحن فيه العامّة، المدخل إلى علم النحو، المقصور و الممدود، كتاب آلة الكتاب (كتاب ما يحتاج اليه الكاتب) ، كتاب الأنواء و البوارح، كتاب الخط و القلم، كتاب العود و الملاهي، كتاب الطيف، كتاب المطيّب (الطيب) ، كتاب جلاء الشبهة (الشبه) ، كتاب جماهير القبائل. و ذكر ابن خلّكان له (وفيات 2:240) كتاب التاريخ في علم اللغة.

و للمفضّل شعر كثير (إنباه الرواة 3:308) ، و لكنّه شعر عاديّ.

المختار من آثاره:

- من كتاب الفاخر:

حدّثنا أبو طالب المفضّل بن سلمة بن عاصم قال: هذا كتاب معاني ما يجري على ألسن العامّة في أمثالهم و محاوراتهم من كلام العرب و هم لا يدرون معنى ما يتكلّمون به من ذلك، فبيّنّاه من وجوهه على اختلاف العلماء في تفسيره ليكون من نظر في هذا الكتاب عالما بما يجري من لفظه و يدور في كلامه. و باللّه التوفيق.

- قولهم: مرحبا و أهلا

قال الفرّاء: معناه رحّب اللّه بك و أهلك على الدعاء له، فأخرجه مخرج المصدر فنصبه. و قال الأصمعيّ: أتيت رحبا، أي سعة، و أهلا كأهلك فاستأنس! . . . . و ذكر ابن الكلبي و غيره أن أوّل من قال «مرحبا و أهلا» سيف بن ذي يزن الحميريّ لعبد المطّلب بن هاشم لمّا وفد إليه مع قريش ليهنّئوه برجوع الملك إليه، و ذلك أنّ عبد المطّلب استأذنه بالكلام، فقال له سيف: إن كنت ممّن يتكلّم بين يدي الملوك فقد أذنّا لك. فقال عبد المطّلب، بعد أن دعا له و قرّظه (4) و هنّأه: نحن أهل حرم اللّه و سدنته، أشخصنا (5) إليك الذي أبهجنا بك، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة. فقال (سيف بن ذي يزن) : فأيّهم أنت؟ قال: أنا عبد المطّلب. فقال سيف: مرحبا و أهلا، و ناقة و رحلا (6) و مناخا سهلا، و ملكا ربحلا يعطي عطاء جزلا!

- و له من أبيات يذكر فيها فراق أحبّته:

إلى اللّه أشكو ما ألاقي من الجوى... و من طول وجد تحتويه الضمائر

إذا هبّت الريح الشّمال هفا لها... فؤادي حنينا نحوهم فهو طائر

__________________

1)في وفيات الاعيان (240:1) :المفضل بن سلمة بن عاصي الضبي، واخذ ذلك بروكلمان(121:1،الملحق188:1)، ويرى زيدان (218:2) ان ذلك خطأ، راجع ايضا مقدمة الفاخر، الصفحة ق-ر.

2)توفي ابو الطيب محمد بن المفضل في المحرم سنة 308هـ(920م) وهو غض الشباب(وفيات240:2).

3)معجم الادباء163:19.

4) قرظه : مدحه . حرم الله: بيت الله(الكعبة). السدنة: جمع سادن وهو الخادم والحاجب للهياكل الدينية.

5)أشخصنا: ارسلنا من بلد الى بلد . ابهجه: سره ، فرحه . المرزئة : المصيبة والنقص والخسارة.

6)رحل: سرج (للناقة) . المناخ : المنزل "المكان الذي يبيت فيه اهل القافلة" . ربحل: عظيم الشأن. الجزل : العظيم ، الكثير.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.