المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الزيتون تاريخ زراعته .. محتوياته .. استخداماته .. اهم الدول المنتجة للزيتون
31-12-2015
مهارات عقد الصفقات
2024-10-10
تفسير آية (90-93) من سورة التوبة
10-8-2019
الشُّكر
7-8-2016
السذاب النتن Ruta graveolens L
16-2-2021
مميزات طريقة حفظ الصور بطريقة RAW
5-1-2022


الشريف العقيلي  
  
6491   10:47 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص137-140
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 3376
التاريخ: 19-06-2015 2683
التاريخ: 23-3-2016 2479
التاريخ: 22-06-2015 3026

هو أبو الحسن علي بن الحسين بن حيدرة بن محمد العقيليّ منسوبا الى عقيل أخي عليّ بن ابي طالب [عليه السلام].

عاش الشريف العقيلي في الفسطاط حيث كانت له أراض و بساتين، و كان شريفا غنيّا من أهل الجاه و الكرم. و يبدو أنه لم يغادر الفسطاط إلاّ مدّة يسيرة تشوّق في أثنائها إلى بساتينه التي كانت بين النهر و جبل المقطّم. و لعلّه عاش من أواخر القرن الرابع الهجريّ الى قريب من منتصف القرن الخامس (نحو 1000-1058 م) . على أنّ بروكلمان قد نسقه بعد ابن مطروح (ملحق 1:465) في القرن السابع.

كان للشريف العقيليّ علم بالأنساب و اهتمام بأنساب الأشراف خاصّة. و هو شاعر حسن النظم كلّ شعره مقطّعات تطول أحيانا فتبلغ أربعين بيتا (ديوان 298-300) أو تقصر فتكون بيتين (ديوان 122) ؛ و قد تأتي الطوال منها و القصار مصرّعة أو غير مصرّعة. و له رجز أيضا. أما فنونه فهي الفخر و العتاب و الهجاء و الزهد و الوصف و الخمر و الغزلان المؤنّث و المذكّر. و ليس عنده مديح للتكسّب؛ و خمرياته تقليد لأبي نواس، و أوصافه الطبيعية تقليد لابن المعتزّ. و مع ذلك فإنّ له أحيانا تكلّفا في استعمال الالفاظ الغريبة (ديوان 113) . أما فيما عدا ذلك فهو شاعر أنيق بارع في الاستعارة، على شيء من الضعف في التركيب أحيانا.

مختارات من شعره:

- في ما يلي مقطّعات قصار للشريف العقيلي في الخمر و الروضيّات و الغزل:

قم فانحر الراح يوم النحر بالراح... و لا تضحّ ضحى إلاّ بصهباء (1)

أدرك حجيج الندامى قبل نفرهم... إلى منى قصفهم مع كلّ هيفاء (2)

و عج على مكّة الروحاء مبتكرا... فطف بها حول ركن العود و النائي (3)

- صدّ بعد الوصال تيها و عجبا... فأذاب الفؤاد هما و كربا (4)

رشأ جسمه أرقّ من الما... ء و أقسى من الحوادث قلبا (5)

- يا ربّ ظمآن الوشاح... يفترّ عن برد الأقاحي (6)

ما زلت ألثم ثغره... ما بين ريحان و راح (7)

في ليلة لم تتّسع... لعناقنا منها النواحي (8)

ما لاح وجه عشائها... حتّى بدا وجه الصباح (9)

- الغيم ممدود السرادق... و الزهر مفروش النمارق (10)

وطن يموت مخافة... فيه الشقاء من الشقائق (11)

قد غنّت الأطيار في... طرقاته كلّ الطرائق (12)

فاعتق فؤادك فيه من... رقّ الخطوب بشرب عاتق (13)

فالأقحوان غصونه... بيض النواصي و المفارق (14)

و مراود الأمطار قد... كحلت بها حدق الحدائق (15)

____________________

1) يوم النحر، يوم عيد الأضحى (صباح العاشر من شهر ذي الحجة) يضحي المسلمون القادرون نعما (بفتح ففتح) ، أي غنما وابلا. يقول الشاعر: انحر الراح (الخمر) : اثقب دنها (خابية الخمر) بالراح (براحك، بكفك، بيدك) ؛ اذ يسن أن يذبح كل بالغ عاقل قادر ذبيحته يوم النحر بيده. و لا تضح (لا تذبح) ضحى (في كل يوم باكرا) الا بصهباء (خمر) .

2) الحجيج: الحجاج (جمع حاج) . النفر: يوم النفر: يوم التفرق؛ بعد أن ينزل الحجاج من جبل عرفات (9 ذي الحجة) الى منى (10 الحجة) و يضحون (يذبحون) تكون مناسك الحج قد تمت فينفرون (يتفرقون ذاهبين الى بلادهم) . -يقول الشاعر: أسرع الى الندامى (الذين يشربون الخمر معا) و قد جاءوا حجاجا الى بيتك قبل أن ينفروا (أن يستبطئوك فيتفرقوا و يذهبوا الى بيوتهم) .

3) عاج: مال الى المكان، ذهب. الروحاء موضع علي أربعين ميلا من المدينة (الحجاز) (؟) . مبتكرا: مبكّرا، باكرا. . في البيت الحرام (الكعبة) ركنان: الركن الشامي (الشمالي) الركن اليماني (الجنوبي) . و الشاعر هنا يجعل للهو ركنين: العود و الناي (الغناء) .

4) التيه: الخيلاء و التكبر على الآخرين. العجب: الادلال، النظر الى النفس بالرضا و رفعها فوق أنفس الآخرين. الهم: ما يشغل النفس من القلق على المستقبل. الكرب: ما يثقل على النفس من الشدة الحاضرة.

5) الرشأ: الصغير من ولد الغزلان. الحوادث: النوائب، المصائب.

6) ظمآن (عطشان) الوشاح (ما تجعله المرأة حول كتفيها) : كناية عن الجسم النحيف. برد الاقاحي (زهر الاقحوان) : كناية عن استواء الاسنان و بياضها.

7) الريحان: الزهر. الراح: الخمر.

8) ليلة لم تتسع نواحيها (أولها و آخرها) لعناقنا: كان عناقنا فيها قليلا لقصرها.

9) تفسير للبيت الاول، كناية عن قصر ما بين مبتدأها و منتهاها.

10) الغيم متصل في السماء كانه سرادق (خيمة منصوبة) . النمارق جمع نمرقة (بضم النون و الراء) و سادة صغيرة يتكئ عليها الجالسون. و الزهر مفروش النمارق: كناية عن تنوع ألوان الزهر.

11) الشقائق جميلة تدخل السرور على القلب فيموت فيه الشقاء.

12) طرقات الروض الكثيرة تكثر فيها الأطيار التي تغني على جميع طرائق (جمع طريقة: أسلوب، نوع، لحن) الغناء.

13) حرر قلبك من أسر المصائب بشرب عاتق (الخمر) .

14) النواصي: جمع ناصية: مقدم الرأس. المفارق جمع مفرق (بفتح الميم و كسر الراء) : الخط في وسط الرأس أو أحد جانبيه حيث يفرق الشعر فرقين. ان زهر الاقحوان يعم جميع نبتة الاقحوان (! !) .

15) الحدق: العيون. يشبه الشاعر الحدائق (جمع حديقة: الجنينة التي يحدق أو يطوف حولها سور) بوجوه فيها عيون كثيرة (كناية عن الزهر المتفتح فيها) . المرود (بكسر الميم و فتح الواو) ميل يؤخذ به الكحل و يوضع على أجفان العين. الكناية غامضة علي.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.