المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Fricatives
2024-06-28
Good and bad things
7/10/2022
الوعي الإعلامي والتفكير الناقد
27-1-2023
الطمع
24-8-2022
طـرق تغـييـر هويـة المـنظمـة وتـفـكـيكـها
2024-10-22
السحر
25-9-2016


أبو وَجزة السعدي  
  
4674   09:48 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص716-720
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015 2737
التاريخ: 13-08-2015 1865
التاريخ: 10-04-2015 2244
التاريخ: 10-04-2015 1907

هو أبو وجزة يزيد بن عبيد، و قيل ابن أبي عبيد (1)، أصله من بني سليم بن ضبيس بن هلال من بني بهثة بن سليم. غير ان عبيدا (والد ابي و جزة) ، أو أبا عبيد، كان قد سبي و هو صغير في الجاهلية فبيع بسوق المجاز فابتاعه وهيب بن خالد بن عامر من بني نصر بن سعد بن بكر بن هوازن. و نشأ أبو وجزة مع أبيه في بني سعد و كان ولاؤه فيهم فانتسب اليهم فقيل: هو أبو وجزة السعدي.

و يبدو أن موالي عبيد قد عاملوه بالإحسان فلم يفكر بالتحرر. ثم جاء الاسلام-و كان قد اتفق أن الرسول صلّى اللّه عليه[وآله] و سلم كان مسترضعا في بني سعد هؤلاء، أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية-فأصبح الولاء في بني سعد و الانتساب اليهم في النسب أيضا شرفا عظيما.

و في أيام عمر بن الخطّاب (11-23 ه‍) ضرب عبيد ناقة لمولاه فأدمى ضرعها فضربه مولاه. و جاء عبيد إلى عمر يشكو اليه فقال: «يا أمير المؤمنين: أنا رجل من بني سليم. . . أصابني سبا في الجاهلية. . . و أنا معروف النسب. (و قد) أساء إليّ (مولاي) و ضرب وجهي. و قد بلغني أن لا سباء في الاسلام، و لا رقّ على عربي في الاسلام، و جاء وهيب ابن خالد، مولى عبيد، فقال: «يا أمير المؤمنين: هذا غلام ابتعته (في الجاهلية) . . . . فأساء فضربته ضربة، و اللّه، ما أعلمني ضربته غيرها قطّ-و إن الرجل ليضرب ابنه أشدّ منها، فكيف بعبده-و أنا أشهدك على أنه حرّ لوجه اللّه تعالى» .

عندئذ قال عمر لعبيد: «قد امتنّ عليك هذا الرجل و قطع مؤونة البيّنة (إقامة الدليل) ، فان أحببت فأقم معه، فله عليك منّة، و ان أحببت فالحق بقومك» . فآثر عبيد أن يبقى في بني سعد و قد قال (بعد أمد) : لا أترك قوما يكرمونني و يشرّفونني (2)، و لا أحب أن أرجع إلى قومي فيعيّروني في كل يوم بأنني كنت عبدا ثم لا ينادونني إلاّ بقولهم: «يا عبد بني سعد» !

فأقام عبيد مع مولاه وهيب بن خالد السعدي، ثم تزوج زينب بنت عرفطة المزنيّة، فولدت له يزيد (أبا وجزة) و عبيدا.

اتّصل ابو وجزة بعدد من الممدوحين منهم آل الزبير بن العوّام و بنو الحسن ابن الحسن (مكررة مرتين) بن علي بن أبي طالب، و منهم عبد الملك بن يزيد ابن محمد بن عطيّة السّعدي، و منهم عمرو بن سهل بن مكدّم بن عقيل من بني مرّة بن مازن بن عوف.

و يبدو أنّ أبا وجزة يزيد بن عبيد قد أسنّ كثيرا، و لكن كيف نحلّ المشكلة الناتجة من الرواية القائلة بأن أبا وجزة قد رأى عمر بن الخطاب -و عمر قد قتل سنة 23 ه‍-إلى جنب رواية ابن قتيبة (3) التي تجعل وفاة أبي وجزة هذا سنة 130 ه‍(747-748 م) ؟ و تتعقد هذه المشكلة حينما نجد لأبي وجزة قصيدة في مديح عبد اللّه بن الحسن بن الحسن المثنّى (4) بن عليّ بن أبي طالب [عليه السلام] (غ 12:249) -و عبد اللّه هذا قد توفّي سنة 145 ه‍ (762 م) .

في الاصابة لابن حجر العسقلانيّ (5) اثنان اسم كل واحد منهما أبو وجزة السعدي، الاول منهما جدّ الثاني. و قد كان الأول منهما أيضا شاعرا مدح خالد بن الوليد في أيام عمر بن الخطاب. و هكذا يبدو ان الرواة أدخلوا حوادث حياة الجد بحوادث حياة الحفيد. فيبقى عندنا أن أبا وجزة يزيد بن عبيد قد توفي سنة 130 ه‍، أو قريبا من ذلك، و أنه روى الحديث عن أبيه (6). غير أننا نميل إلى أن نؤخّر ولادته قليلا ثم نقدم وفاته شيئا يسيرا.

أبو وجزة السّعديّ رجل من التابعين روى الحديث عن جماعة من أصحاب رسول اللّه، ثم هو شاعر و راجز مجيد مطيل مكثر، و شعره كثير الغريب أحيانا فصيح الالفاظ أحيانا أخرى. و تراكيبه صحيحة متينة. أما فنونه فهي المدح و الهجاء و الغزل، و له تشبيب بعجوز. و له شيء من الخمر (الموشح 244) .

المختار من شعره:

- قال أبو وجزة لابنه عبيد (يتخيل أنه يحمّل شخصا رسالة يبلّغها إلى عبيد) :

يا راكب العنس كمرداة العلم ...أصلحك اللّه و أدنى و رحم (7)

إن أنت أبلغت و أدّيت الكلم... عني عبيد بن يزيد لو علم (8)

قد علم الأقوام ان سينتقم... منك و من أمّ تلقّتك و عمّ

ربّ يجازي السّيّئات من ظلم... أنذرتك الشّدّة من ليث أضم (9)

عاد أبي شبلين فرفار لحم... فارجع إلى أمّك تفرشك و نمّ (10)

إلى عجوز رأسها مثل الإرم... و اطعم فإنّ اللّه رزّاق الطعم (11)

- و قال أبو وجزة يمدح عبد الملك بن يزيد بن محمد بن عطية السّعديّ بقصيدة أولها غزل و نسيب رقيقان:

حنّ الفؤاد إلى سعدى و لم تثب... فيم الكثير من التحنان و الطرب (12)

قالت سعاد: أرى من شيبه عجبا... مهلا، سعاد، فما في الشيب من عجب

أ ما تريني كساني الدهر شيبته... فإنّ ما مرّ منه عنك لم يغب (13)

سقيا لسعدى على شيب ألمّ بنا... و قبل ذلك: حين الرأس لم يشب (14)

أهدي قلاصا عناجيجا أضرّ بها... نصّ الوجيف و تقحيم من العقب (15)

يقصدن سيّد قيس و ابن سيدها... و الفارس العدّ منها غير ذي الكذب (16)

محمّد و أبوه و ابنه صنعوا له... صنائع من مجد و من حسب (17)

إني مدحتهم لمّا رأيت لهم... فضلا على غيرهم من سائر العرب

إلاّ تثبني به لا يجزني أحد... و من يثيب إذا ما أنت لهم تثب (18)

- و كان أبو وجزة السعدي أحد من شبّب بعجوز (19):

يا أيّها الرجل الموكّل بالصبا... فيم ابن سبعين المعمّر من دد (20)

حتّام أنت موكّل بقديمة... أمست تجدّد كاليماني الجيّد (21)

زان الجلال كمالها، و رسا بها... عقل و فاضلة و شيمة سيّد (22)

ضنّت بنائلها عليك، و أنتما... غرّان في طلب الشباب الأغيد (23)

فالآن ترجو أن تثيبك نائلا... هيهات! نائلها مكان الفرقد (24)

____________________

1) غ 12:239؛ الشعر و الشعراء 442. و في الكامل: أبو وجزة السلمي (بضم السين) المعروف بالسعدي (ص 106) .

2) لأن رسول اللّه قد أرضعته احدى نساء بني سعد (حليمة السعدية) .

3) الشعر و الشعراء 442. -ان ابن قتيبة لا يثبت سنوات الوفيات في العادة. و لعل السنوات القليلة المثبتة في كتابه في ترجمات أبي وجزة السعدي و أبي نواس و أبي العتاهية الخ (ص 442،501، 511 الخ) زيادات من النساخ. ثم ان هذه السنوات مثبتة بالأرقام و العادة القديمة ان تذكر السنوات بالأحرف. أضف إلى ذلك ان ابن قتيبة لا يهتم بسنوات الوفيات، فانه لا ينسق تراجمه نسقا تاريخيا دقيقا.

4) «الحسن» مكررة مرتين.

5) الاصابة 7:215(رقم 1219) .

6) هنالك في رواية أبي وجزة الحديث عن أبيه موضع نظر: كيف يمكن أن يكون عبيد (والد أبي وجزة) من رواة الحديث ثم لا يعلم «أن لا رق في الاسلام» حتى أيام عمرو بن الخطاب و بعد أن يكون مولاه قد أساء اليه؟

7) العنس: الناقة الصلبة. المرداة: الصخر الكبير الصلد. العلم: الجبل. -أيها المسافر على هذه الناقة القوية الشديدة (التي تستطيع أن تصل إلى المكان البعيد) . اصلحك اللّه و أدناك (من المكان الذي تقصده: أوصلك اليه) و رحمك.

8) لو علم (مغبة ما يفعل. يبدو أن أبا وجزة لم يكن مرتاحا إلى سلوك ابنه و لا مسرورا بمعاملة امرأته و معاملة أخيه-عم ابنه) .

9) «رب» فاعل «سينتقم» (في البيت السابق) . «من» مفعول به من «يجازي» (رب يجازي الذين ظلموا بسيئات مثل سيئاتهم) . الشدة (بفتح الشين) : الحملة، الهجمة، الوثبة. اضم: غاضب (يقصد أبو وجزة بقوله «من ليث أضم» نفسه) .

10) عاد: عدو ظالم. أبو شبلين: له ولدان (و ذلك أبو وجزة نفسه) . الفرفار: الذي يفرفر الأشياء (يكسرها، يحطمها) . لحم: ضار، أكول للحم. فارجع إلى أمك (تعيش في بيتي و أنا لها كاره) . تفرشك: تجعل لك فراشا (في بيتي) .

11) الارم: الحجارة. . . . ثم كل أيضا في بيتي، فان الذي تأكله (في بيتي) هو رزقك من اللّه الذي يرزق الناس كلهم ما يعيشون به.

12) لم تثب: لم تنل، لم تصل (لم تمنحك ودها) . التحنان و الطرب: التشوق و الحزن (لقد جربت حبها فلم تنل منها ودا، فلما ذا هذا الاستمرار في الشوق اليها و الحزن على ما يفوتك منها؟) .

13) . . . . ان الذي مر بي (أصابني من الدهر) لم يغب عنك (لقد عرفته) .

14) سقى اللّه أيامنا مع سعدى ما أحسنها قبل أن أشيب و بعد أن شبت.

15) أهدي (أدل، اركب في السفر إلى مكان المحبوبة) قلاصا (نياقا) عناجيج (كريمة، فتية) أضر بها (أهزلها، جعلها نحيلة لبعد السفر و مشقة الطريق) نص (اجهاد الناقة بالسير) الوجيف: سير الابل (بسرعة) و تقحيم (موالاة السفر بلا راحة) من العقب (جمع عقبة بضم العين: النوبة، المرحلة من السير) . يقول: ان ناقته لا ترتاح بين سفر ليلة و سفر ليلة أخرى، بل هو يسافر عليها ليلا و نهارا.

16) العد (بكسر العين) : الماء الذي لا ينفد. القرن (بكسر القاف) : الشجاع، الكفوء لكل خصم. الكذب: التراجع في المعركة و الجبن.

17) محمد (جد عبد الملك الممدوح) و ابوه (عطية: والد جد الممدوح) و ابنه (ابن محمد، أي يزيد: والد الممدوح) . صنائع جمع صنيعة: فعل حميد.

18) إذا أنت لم تعطني (على هذا المدح) لم يجزني أحد: لم يعطني أحد غيرك (لن أجد أحدا غيرك يستحق المديح) . «ما» في الشطر الثاني زائدة. و رواية بعض الكلمات واردة باختلاف يسير عند ابن قتيبة (الشعر و الشعراء 442) .

19) غ 12:242؛ الشعر و الشعراء 442(من قصيدة يمدح بها بني الزبير بن العوام) .

20) الموكل بالصبا: المتعلق بالهوى. الدد: اللعب و اللهو.

21) قديمة: امرأة قديمة، مسنة. تجدد كاليماني الجيد (تجدد لون وجهها حتى تجعله في كل مرة كالنسيج اليماني بألوانه المختلفة!) .

22) تزين كمالها بجلال (بوقار و هدوء؛ و ليس ذلك من صفات المرأة التي تصلح للغزل) . الفاضلة: الفضيلة.

23) بخلت عليك بنائلها (بوصالها) لأنها لا تستطيعه. و انّما غران: أنّما مغروران تطلبان في مثل سنكما (في الشيخوخة) شيئا يطلبه الناس في الشباب. الاغيد: اللين.

24) مكان الفرقد: بعيد يستحيل الوصول اليه. الفرقد: اسم على عدد من النجوم أحدهما «النجم الذي يهتدي الناس به في أسفارهم» (راجع القاموس 1:323) ، لعله النجم القطبي أو نجم قريب منه.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.