المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قطع القطّاع
13-9-2016
Stereochemistry of E2 Reactions
7-1-2022
Empirical Formulas Estimation
5-7-2020
1- العصر الحجري القديم
10-10-2016
معنى إذهاب الرجس في آية التطهير المباركة.
2024-09-24
Natural Rubber
17-8-2019


إبن وكيع التنّيسي  
  
7067   09:39 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص581-583
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو محمد الحسن بن عليّ بن أحمد بن محمّد (وكيع) بن خلف، أصله من بغداد و مولده في تنّيس قرب دمياط (مصر) .

نشأ ابن وكيع التنّيسي في بيت على شيء من اليسار و شيء مثله من العلم فقد كان جدّه وكيع (محمّد بن خلف) عالما مصنّفا للكتب و شاعرا (توفي سنة 306 ه‍ في بغداد) . و تنّيس بلد خصب جميل آثر ابن وكيع فيه أن ينصرف إلى ترك الكفاح في الحياة للاستمتاع باللهو وحده فلم يعرف أنه عمل عملا في الحياة و لا تكسّب بشعره. و كانت وفاته أيضا في تنّيس في ٢٣ جمادي الأولى ٣٩٣ ه‍ (٣٠-4-١٠٠٣ م) .

خصائصه الفنّيّة:

ابن وكيع التنّيسي شاعر بارع ظريف خفيف الروح وقف شعره على الوصف و الغزل، و مال إلى المجون فاتّخذه مذهبا في الحياة يدعو إليه و يدافع عنه و يحسّنه في العيون و الآذان. و شعره الباقي مقطّعات حسنة. المعاني جميلة السبك واضحة القصد. ثم له مربّعة (قصيدة كلّ بيتين فيها بقافية واحدة في صدريهما و عجزيهما معا) ، نحو:

رسالة من كلف عميد... حياته في قبضة الصدود
بلّغه الشوق مدى المجهود... ما فوق ما يلقاه من مزيد
جار عليه حاكم الغرام... فدقّ أن يدرك بالأفهام
فلو أتاه طارق الحمام (1)... لم يره من شدّة السّقام
و كذلك له مزدوجة (قصيدة كلّ بيت فيها بقافية واحدة في صدره و عجزه) ، نحو:

يا سائلي عن أطيب الدهور (2)... وقعت في ذاك على الخبير
سألتني: أيّ الزمان أحلى... و أيّه بالقصف عندي أولى (3)
عندي في وصف الفصول الأربعة ... مقالة تغني اللبيب مقنعة
و أكثر ميل ابن وكيع إلى المقطّعات أو ما يشبه المقطّعات (في قصائده المربّعة مثلا) . و أوسع فنون شعره وصف الازهار و الخمر و الغزل، و له شيء من الهجاء و الحكمة.

و لابن وكيع كتاب «المنصف» بيّن فيه سرقات أبي الطيّب المتنبّي:

المختار من شعره:

- لقد قنعت همّتي بالخمول... و صدّت عن الرتب العالية
و ما جهلت طعم طيب العلا... و لكنّها تؤثر العافية
- جانبت بعدك عفّتي ووقاري... و خلعت في طرق المجون عذاري
لا تأمرنّي بالتستّر في الهوى... فالعيش أجمع في ركوب العار
من تابعت أمر المروءة نفسه... فنيت من الحسرات و الأفكار

خوّفتني بالنار جهدك دائبا... و لججت في الإرهاب و الإنذار
خوفي كخوفك؛ غير أني واثق... بجميل عفو الواحد القهّار
انظر إلى زهر الربيع و ما جلت... فيه عليك طرائف الأنوار (4)
أبدت لنا الأمطار فيه بدائعا... شهدت بحكمة منزل الأمطار
ما شئت للأزهار في صحرائه... من درهمٍ بهجٍ و من دينار
و جواهرا لو لا تغيّر حسنها... جلّت عن الأثمان و الأخطار
من أبيض يققٍ و أصفر فاقعٍ... مثل الشموس قُرِنَ بالأقمار
ناحت لنا الأطيار فيه فأرهجت (5) ...عرس السرور و مأتم الأطيار
دار لو اتّصل السرور لأهلها... لم يحفلوا بنعيم تلك الدار (6)
فانهض بنا نحو السرور فانّه... ما زال يسكن حانة الخمّار
و اشرب معتّقة كأن نسيمها... مسك تضوّعه يد العطّار
أخفى دبيبا في مفاصل شربها... و أدقّ ألطافا من المقدار (7)
______________________

١) الحمام (بكسر الحاء) : الموت.

٢) الدهور: العصور-الأزمنة.

٣) القصف (غير عربية) : اللهو (القاموس 3:185)

4) النور (بفتح النون) : الزهر الابيض؛ (و هنا) الزهر عامة.

5) أرهج-أرهجت السماء: همت بالمطر. أرهج الرجل: كثر (فعل لازم) . بخور بيته («بخور» فاعل «كثر») ، الرائحة الطيبة في بيته. -المعنى غير واضح.

6) تلك الدار-الجنة.

7) الشرب (بفتح الشين) : الذين يشربون الخمر معا. المقدار: القضاء و القدر. الموت

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.