المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

نظام وحدات القياس الامبراطورية: وحدات الطول والمساحة والحجم
19-7-2019
ميخائيل الثالث والعرب.
2023-10-26
أدنى الأرض
2023-09-30
Grammar
11-3-2022
أنظمة جرد البضاعة (نظام الجرد الدوري Periodical Inventory system)
17-4-2022
المقام
27-9-2016


إبن زُريق البغدادي  
  
3894   09:13 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص90-93
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-8-2018 1828
التاريخ: 24-7-2016 2554
التاريخ: 26-06-2015 2647
التاريخ: 27-09-2015 11488

قيل فيه: هو أبو عليّ الحسن بن زريق الكاتب الكوفيّ (1)، من ساكني الكرخ (الجانب الغربيّ من بغداد)

كان كاتبا (في ديوان الرسائل) . و يبدو أنّ حاله رقّت فخطر له أن يذهب الى الأندلس متكسّبا بشعره. فاذا صحّ أنّ وفاته كانت نحو 420 ه‍(1029 م) و أنّه كان ميتا لمّا ألّف الثعالبيّ (ت 428 ه‍) يتيمة الدهر (يتيمة الدهر 2:246-238) فيكون قد جاء إلى الاندلس في أيّام الفتنة (400 -422 ه‍) و اضطراب الأحوال و تنازع الخلفاء و الولاة و العرب و البربر، و لم يكن ذلك الحين موافقا للتكسّب بالشعر. و يقال إنّ ابن زريق مدح ملك الأندلس و لا سبيل الى معرفة اسمه (بقصيدة لم تصل إلينا) فأجازه بجائزة ضئيلة. فعاد ابن زريق آسفا الى الخان الذي كان ينزل فيه و نظم القصيدة العينية المشهورة. و قيل أيضا: إنّ صاحب الاندلس كان قد أراد امتحان نفس ابن زريق بالجائزة الضئيلة، فطلب ابن زريق-بعد بضعة أيام-فوجده في الخان ميتا و القصيدة عند رأسه.

لابن زريق قصيدة عينية (2) أربعون بيتا فصيحة الألفاظ سهلة التراكيب

و لكنّ عليها شيئا من الضعف و فيها ترديد الى جانب عذوبة في السبك و لفتات بارعة في المعاني التي يتناولها الشاعر المطبوع عادة من متناول يده. و العاطفة فيها جيّاشة. و يبرز في هذه القصيدة غرضان: النسيب و الشكوى، إلاّ أن الشاعر يستسلم أخيرا لمشيئة اللّه في ما وقع له من سوء تقديره هو.

و قد اهتمّ الادباء بهذه القصيدة اهتماما كبيرا: عارضها أحمد بن جعفر الواسطي (3)، و أبو بكر العيدي (ت 580 ه‍) (4) و خمّسها أحمد بن ناصر الباعوني (ت 816 ه‍) (5)، و شرحها عليّ بن عبد اللّه العلويّ (ت 1199 ه‍) و وليّ الدين يكن (ت 1920 م) (6)

و لابن زريق أيضا أرجوزة في الأخلاق (بروكلمان، الملحق 1:133) .

مختارات من القصيدة العينية لابن زريق البغدادي:

لا تعذليه فإنّ العذل يولعه... قد قلت حقّا؛ و لكن ليس يسمعه

جاوزت في لومه حدّا أضرّ به... من حيث قدّرت أن اللوم ينفعه

فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا... من عذله، فهو مضنى القلب موجعه

يكفيه من لوعة التأنيب أنّ له... من النوى كلّ يوم ما يروّعه

ما آب من سفر الاّ و أزعجه... عزم إلى سفر بالبين يجمعه

كأنّما هو في حلّ و مرتحل... موكّل بفضاء اللّه يذرعه

و ما مجاهدة الانسان واصلة... رزقا، و لا دعة الإنسان تقطعه

قد وزّع اللّه بين الخلق رزقهم... لم يخلق اللّه من خلق يضيّعه

و الحرص في الرزق-و الأرزاق قد قسمت... بغي، ألا إنّ بغي المرء يصرعه

و الدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه... عفوا، و يمنعه من حيث يطمعه

أستودع اللّه في بغداد لي قمرا... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ودّعته، و بودّي لو يودّعني... صفو الحياة و أنّي لا أودّعه

كم قد تشفّع بي ألاّ أفارقه... و للضّرورات حال لا تشفّعه

و كم تشبّث بي، خوف الفراق، ضحى... و أدمعي مستهلاّت و أدمعه

لا أكذب اللّه؛ ثوب الصبر منخرق... عنّي بفرقته لكن أرقّعه

أعطيت ملكا فلم أحسن سياسته... و كلّ من لا يسوس الملك يخلعه

و من غدا لابسا ثوب النعيم بلا... شكر عليه فعنه اللّه ينزعه

بمن-إذا هجع النّوّام-بتّ له... بلوعة منه ليلي لست أهجعه

لا يطمئنّ لجنبي مضجع؛ و كذا... لا يطمئنّ له-مذ بنت-مضجعه

ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني... به، و لا أنّ بي الأيّام تفجعه

حتّى جرى البين، فيما بيننا، بيد... عسراء تمنعني حظّي و تمنعه

باللّه-يا منزل العيش الذي درست... آثاره و عفت مذ بنت أربعه

هل الزمان معيد فيك لذّتنا... أم الليالي الذي أمضته ترجعه

في ذمّة اللّه من أصبحت منزله... و جاد غيث على مغناك يمرعه

من عنده لي عهد لا يضيّعه... كما له عهد صدق لا أضيّعه

و من يصدّع قلبي ذكره، و إذا... جرى على قلبه ذكري يصدّعه

لأصبرنّ لدهر لا يمتّعني... به، و لا بي في حال يمتّعه

علما بأنّ اصطباري معقب فرجا... فأضيق الأمر إن فكّرت أوسعه

علّ الليالي-التي أضنت بفرقتنا... جسمي-ستجمعني يوما و تجمعه

و أن تغل أحدا منّا منيّته... فما الذي بقضاء اللّه نصنعه

__________________

1) يتيمة الدهر 2:346-347، أو لعل هذا غيره (راجع 91 ح 1) .

2) ذكر ابن خلكان (3:32-33) أن جارية غنت الأمير تميم أبا المعز بن باديس من بني زيري أصحاب القيروان (القطر التونسي) ، و قد حكم من سنة 453-501 ه‍، بيتا هو: «استودع اللّه في بغداد لي قمرا. . .» ثم قال ابن خلكان: و هذا البيت لمحمد بن رزق الكاتب البغدادي من جملة قصيدة طويلة. و في يتيمة الدهر (2:347) : يقول أبو محمد بن زريق الكوفي الكاتب: سافرت أبغي لبغداد و ساكنها مثلا، فحاولت شيئا دونه اليأس!

3) الخريدة (الشام)3:185، الحاشية 11.

4) ؟

5-6) راجع بروكلمان، الملحق 1:133.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.