أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2021
2105
التاريخ: 5-6-2017
11902
التاريخ: 25-12-2015
25550
التاريخ: 22-03-2015
3251
|
التشيّع هو التحزّب، والشيعة هم الأنصار والاتباع. وكان لفظ الشيعة يطلق منذ صدر الاسلام الأوّل على الذين ناصروا عليّ بن أبي طالب [عليه السلام] وفضّلوه في تولّي الخلافة السياسية على غيره. ولقد كان للشيعة، كما كان لكلّ حزب سياسي آخر في ذلك الطور المتقدّم في تاريخ الاسلام، شعراء يدافعون عن الآراء السياسية التي كانوا يؤمنون بها. ومع الأيام قوي الحزب الأمويّ ثم غطّى على سائر الاحزاب السياسية واضطهد رجالها وأتباعها اضطهادا شديدا دفاعا عن مقامه في الحكم. ثم اشتدّ الاضطهاد خاصّة على الشيعة لشدّة المقاومة التي أبداها الشيعة في وجه الأمويّين أصحاب الدولة.
وبرز الشعراء الشيعة في هذا الكفاح السياسيّ بأسباب كثار:
كان يغلب على الشيعة أنهم كانوا أهل حضر بخلاف الخوارج الذين كانوا في الاكثر أهل بدو. ثم ان مهد الشيعة كان في العراق في الجانب الغربي خاصّة على الفرات، وتلك منطقة خرج منها شعراء وجدانيون يقولون شعرا عاطفيا رقيقا. ثم ان الاضطهاد الذي تحمّله آل البيت [عليهم السلام] وتحمّله معهم أنصارهم وأتباعهم الشيعة زاد في العنصر الوجداني في ذلك الأدب. أضف إلى هذا كلّه أن أدب الشيعة اكتسب مع الأيام نفحة دينية لمّا اعتقد الشيعة أن منصب الخلافة ليس أمرا دنيويا ولكنّه جزء لا ينفصل من العقيدة الدينية نفسها. ومنذ العصر الأموي تبلور عدد من أوجه العقيدة الشيعية في السياسة كالقول بالحقّ الشرعي في الخلافة في مقابل الانتخاب والشورى في اختيار الخليفة. وكذلك برزت بعض الآراء الدينية كالقول بالرجعة (رجوع النفوس إلى الحياة في الدنيا في جسد يعود هو نفسه مرة بعد مرّة).
فمن الدلالة السياسية في شعر الشيعة في العصر الأموي قول كثيّر عزّة يخاطب عمر بن عبد العزيز، وقد كان عمر بن عبد العزيز قد أبطل لعن عليّ ابن أبي طالب [عليه السلام] على المنابر في صلاة الجمعة (1):
ولِيت فلم تشتم عليّا ولم تخف... بريّا (2) ولم تقبل إشارة مجرم
وصدّقت بالفعل المقال مع الذي... أتيت، فأضحى راضيا كلّ مسلم
على أن بعض الشعر الشيعي خرج إلى القول بشيء مما كان يعتقده الشيعة الغلاة من الرجعة (3) وأمثالها مما نراه مثلا في شعر الكميت بن زيد الاسدي.
____________________________
1) اللعن أو السب أو الشتم، في هذا المقام، هو تفنيد الآراء السياسية واستنزال الغضب الديني على المبطل أو المخطئ؛ وليس له صلة بالاقذاع (القبيح من القول) على ما يعرف في العصور المتأخرة.
2) بريا: بريئا (لا ذنب له).
3) الشيعة اسم جامع للذين اتبعوا علي بن ابي طالب [عليه السلام] وفرعوا الآراء السياسية والدينية على حسب ذلك. غير أن الآراء المتطرفة جاءت من فرق من غلاة الشيعة كالكيسانية مثلا ممن لا وجود لهم اليوم. أما الجماعة المعروفة عندنا اليوم باسم «الشيعة» فهم الشيعة الإمامية أو الاثنا عشرية أو الجعفرية، وهم أهل مذهب اسلامي كالمذهب الشافعي والمذهب الحنفي من مذاهب أهل السنة. وليس بين المذهب الجعفري وبين المذهب الحنفي من الخلاف في الفقه أكثر مما بين المذهب الشافعي والمذهب الحنفي. على أن الفارق النظري الباقي إلى اليوم بين السنة والشيعة هو اعتقاد الشيعة أن الامام عليا [عليه السلام] كان أحق من جميع الذين تقدموه في الخلافة وأنه كان يجب أن يتولى الخلافة قبلهم؛ ثم ان الاعتقاد بذلك جزء لا ينفصل من المذهب.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|