أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3330
التاريخ: 7-2-2019
2964
التاريخ: 5-11-2015
3655
التاريخ: 23-12-2015
3762
|
منيت زهراء الرسول (عليها السلام) بكارثة مدمّرة حينما علمت أنّ أباها سيفارق الحياة فقد نخب الحزن قلبها الرقيق وهامت في تيارات من الأسى واللوعة وقد لازمت أباها وهي مذهولة كأنّها جثمان فارقته الحياة وقد أحدقت بوجهه فسمعته يقول : وا كرباه! ؛ وامتلأ قلبها الطاهر حزنا فأسرعت قائلة : وا كربي! لكربّك يا أبت ؛ وأشفق عليها أبوها وراح يسلّيها قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم ؛ وكانت هذه الكلمات أشدّ على نفسها من الموت ورآها النبيّ وهي ولهى مذهولة قد خطف الحزن لونها كأنّما تعاني آلام الاحتضار فأمرها بالدنوّ منه فأسرّ إليها بحديث فغامت عيناها بالدموع ثمّ أسرّ إليها ثانيا فقابلته ببسمات فيّاضة بالبشر والرضا وكانت عائشة إلى جنبها فبهرت من ذلك وراحت تقول : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن! وسألتها عمّا أسرّ إليها أبوها فأشاحت بوجهها عنها وأبت أن تخبرها ولمّا انصرفت أخبرت (سلام الله عليها) بعض السيّدات عن ذلك فقالت : أخبرني أنّ جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة وإنّه عارضني به في هذا العام مرّتين ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي , وكان هذا هو السبب في لوعتها وبكائها وأمّا سبب سرورها وابتهاجها فتقول : أخبرني أنّك أوّل أهل بيتي لحوقا بي ونعم السّلف أنا لك ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الامّة ؛ وغرقت سيّدة النساء في البكاء فأخذ النبيّ (صلى الله عليه واله) يخفّف عنها آلامها قائلا : يا بنيّة لا تبكي وإذا متّ فقولي : إنّا لله وإنّا إليه راجعون فإنّ فيها من كلّ ميّت معوضة .
وذابت نفسها شعاعا وغامت عيناها بالدموع فقالت له بصوت متقطّع بالبكاء : ومنك يا رسول الله؟.
فقال (صلى الله عليه واله) : نعم ومنّي ؛ واشتدّ الوجع برسول الله (صلى الله عليه واله) فنظرت إليه سيّدة النساء فقالت له : أنت والله! كما قال القائل :
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فقال لها أبوها : هذا قول عمّك أبي طالب , وقرأ قوله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] .
روى أنس بن مالك قال : جاءت فاطمة ومعها الحسنان إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) في مرضه الذي توفّي فيه فانكبّت عليه وألصقت صدرها بصدره وهي غارقة في البكاء ثمّ انطلقت إلى بيتها والنبيّ تسبقه دموعه وهو يقول : اللهمّ أهل بيتي وأنا مستودعهم كلّ مؤمن .
وجعل يردّد ذلك ثلاث مرّات وهو مثقل بالألم والحزن فقد استشفّ من وراء الغيب ما يجري عليهم من المحن والخطوب .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|