المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

SINGLE-FREQUENCY OPERATION
17-3-2016
شروط اكتساب صفة الموظف العام
3-8-2021
الحسن بن إسحاق بن أبي عباد اليمني النحوي
21-06-2015
ثورة المغيرة
21-8-2016
مفهوم بحث شخصية المتهم السابق على الحكم
19-3-2018
اعادة تدوير الزجاج Bottle Recycling
2-1-2018


فجيعة الزهراء (عليها السلام) برسول الله (صلى الله عليه واله)  
  
2988   04:09 مساءاً   التاريخ: 24-12-2015
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص90-92.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

منيت زهراء الرسول (عليها السلام) بكارثة مدمّرة حينما علمت أنّ أباها سيفارق الحياة فقد نخب الحزن قلبها الرقيق وهامت في تيارات من الأسى واللوعة وقد لازمت أباها وهي مذهولة كأنّها جثمان فارقته الحياة وقد أحدقت بوجهه فسمعته يقول : وا كرباه! ؛ وامتلأ قلبها الطاهر حزنا فأسرعت قائلة : وا كربي! لكربّك يا أبت ؛ وأشفق عليها أبوها وراح يسلّيها قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم ؛ وكانت هذه الكلمات أشدّ على نفسها من الموت ورآها النبيّ وهي ولهى مذهولة قد خطف الحزن لونها كأنّما تعاني آلام الاحتضار فأمرها بالدنوّ منه فأسرّ إليها بحديث فغامت عيناها بالدموع ثمّ أسرّ إليها ثانيا فقابلته ببسمات فيّاضة بالبشر والرضا وكانت عائشة إلى جنبها فبهرت من ذلك وراحت تقول : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن! وسألتها عمّا أسرّ إليها أبوها فأشاحت بوجهها عنها وأبت أن تخبرها ولمّا انصرفت أخبرت (سلام الله عليها) بعض السيّدات عن ذلك فقالت : أخبرني أنّ جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة وإنّه عارضني به في هذا العام مرّتين ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي , وكان هذا هو السبب في لوعتها وبكائها وأمّا سبب سرورها وابتهاجها فتقول : أخبرني أنّك أوّل أهل بيتي لحوقا بي ونعم السّلف أنا لك ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الامّة ؛ وغرقت سيّدة النساء في البكاء فأخذ النبيّ (صلى الله عليه واله) يخفّف عنها آلامها قائلا : يا بنيّة لا تبكي وإذا متّ فقولي : إنّا لله وإنّا إليه راجعون فإنّ فيها من كلّ ميّت معوضة .

وذابت نفسها شعاعا وغامت عيناها بالدموع فقالت له بصوت متقطّع بالبكاء : ومنك يا رسول الله؟.

فقال (صلى الله عليه واله) : نعم ومنّي ؛ واشتدّ الوجع برسول الله (صلى الله عليه واله) فنظرت إليه سيّدة النساء فقالت له : أنت والله! كما قال القائل :

و أبيض يستسقى الغمام بوجهه              ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فقال لها أبوها : هذا قول عمّك أبي طالب , وقرأ قوله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]  .

روى أنس بن مالك قال : جاءت فاطمة ومعها الحسنان إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) في مرضه الذي توفّي فيه فانكبّت عليه وألصقت صدرها بصدره وهي غارقة في البكاء ثمّ انطلقت إلى بيتها والنبيّ تسبقه دموعه وهو يقول : اللهمّ أهل بيتي وأنا مستودعهم كلّ مؤمن .

وجعل يردّد ذلك ثلاث مرّات وهو مثقل بالألم والحزن فقد استشفّ من وراء الغيب ما يجري عليهم من المحن والخطوب .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.