المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



السقيفة : المؤتمر وجدول الاعمال  
  
2864   03:31 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 580-588.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

          كان اجتماع السقيفة الذي تم خلال الفترة التي انشغل بها علي (عليه السلام) وبنو هاشم بتجهيز النبي (صلى الله عليه واله) ودفنه، مؤتمراً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فقد كان اجتماعاً لافراد جاءوا بدعوة - على الاغلب تأريخياً - من اجل مناقشة هدف محدد في فترة زمنية قصيرة جداً، وكانت آلية ذلك الاجتماع اعطاء صلاحية قانونية للبرنامج السياسي المطروح وهو خلافة رسول الله (صلى الله عليه واله)، وطريقة مثلى لاقناع الاطراف الاخرى بصلاحية ابو بكر، حتى لو استخدمت القوة في ذلك.

          وكان المؤتمر ايضاً، وبحضور شخصيات مثل عمر وابو بكر وابو عبيدة والحباب بن المنذر وسعد بن عبادة وبشير بن سعد ومجموعة من الانصار والمهاجرين، ساحة عمل لتوحيد الآراء بابعاد الوصي الذي عيّنه رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو علي (عليه السلام) والتمهيد لخلافة ابو بكر باعتباره احق الناس بهذا الامر.

خصائص اجتماع السقيفة :

ولاجتماع السقيفة خصائص مهمة لابد من ملاحظتها، وهي :

اولاً : جمع اجتماع السقيفة كل الافراد الذين كانوا يطمحون سياسياً للامارة، والذي كان يوحدهم في الاجتماع ويجمع شملهم هو الامل بالفوز بذلك المقعد الحساس، وهو مقعد الخلافة والامارة، ولذلك تكررت الفاظ تدلّ على ذلك الامر، منها : «انتم احقُ الناس به»، و«منا امير ومنكم امير»، و«نحن الامراء وانتم الوزراء»، ولذلك فانهم تناسوا خطبة رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم الغدير القائلة بخلافة علي (عليه السلام) : «من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه»، وغزوة تبوك : «اما ترضى ان تكون مني بمنـزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي»، ولم يبرز في ذلك الاجتماع الصاخب ولا صوت واحد يذكّرهم بما قاله لهم رسول الله (صلى الله عليه واله) في غدير خم قبل سبعين يوماً فقط، وهذا يعني بالنتيجة ان اجتماع السقيفة كان يحمل رباطاً يربطهم جميعاً وهو رباط الطموح الشخصي بالخلافة، فكان كلٌ يتمناها لنفسه.

ثانياً : لم يكن اجتماع السقيفة اجتماعاً تشاورياً بين الخبراء يؤدي الى الخروج بمبنى عقلائي، ولو كان كذلك لاسترجعوا في اذهانهم وصايا رسول الله (صلى الله عليه واله)، واقروا ولاية علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ولكنه كان اجتماعاً من اجل السيطرة والتحكم بالمقدرات، ولذلك رُفِع السيف اكثر من مرة، واُسكِت اكثر من فرد، وتهاوت الافكار من اقصى الطموح بالخلافة للانصار الى مستوى : منا امير ومنكم امير، الى القبول بخلافة المهاجرين، وكان اجتماعاً يتناغم فيه زعماء قريش بعضهم لصالح بعض، وكان الحباب بن المنذر اشدهم في المعارضة المسلحة وكذلك سعد بن عبادة، بينما اخذ الحسد بشير بن سعد مأخذه منه.

          ولو استعرضنا ذلك الاجتماع سريعاً، لادركنا بان القضية كانت تمثل صراعاً من اجل اشغال المقعد الاعلى في الدولة الدينية التي اسسها رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلابد اذن من تلخيص ما دار في الاجتماع عبر النقاط التالية :

**سعد بن عبادة (من الانصار) :

          1_ انتصاره للانصار ومدحه اياهم.

          2_ ادانته للمهاجرين ووصمهم بانهم قلّة مستضعفة في وطنها وغير قادرة على دفع الاذى عن رسول الله (صلى الله عليه واله).

          3_ زعمه بان الانصار احق بالخلافة من المهاجرين.

**دخول عمر، وابو بكر، وابو عبيدة الجراح.

**ابو بكر :

          1_ انتصاره للمهاجرين ومدحه اياهم.

          2_ مدحه الانصار، ولكنه وضعهم بموضع الوزراء بينما وضع المهاجرين بموضع  الامراء.

          3_ دعوته بالخلافة لابي عبيدة الجراح او عمر.

**عمر وابو عبيدة :

          1_ انتصارهما لابي بكر وطرح اسمه على مستوى الامارة والخلافة.

**الانصار :

          1_ موافقتهم على ما قاله عمر وابو عبيدة وابو بكر.

          2_ تحذيرهم ممن يأتي بعدهم من امراء قريش.

          3_ اقتراحهم بجعل امير من الانصار وامير من المهاجرين.

**ابو بكر :

          1_ انتصاره مرة اخرى للمهاجرين ومدحهم.

          2_ تلميحه لاول مرة بافضلية المهاجرين على الانصار لانهم اول من عَبَدَ الله تعالى في الارض.

          3_ مدحه الانصار، وتكراره بان المهاجرين هم الامراء والانصار هم الوزراء.

**الحباب بن المنذر (من الانصار) :

          1_ تصريحه الخطير بان المهاجرين تحت ظل الانصار وفي خيمتهم.

          2_ اقتراحه بان القوم اذا رفضوا الانصار فالبديل هو : منا امير ومنهم امير.

**عمر :

          1_ معارضة فكرة «منا امير ومنكم امير»، وتثبيت افضلية المهاجرين  على الانصار.

**الحباب بن المنذر :

          1_ مخالفة عمر صراحة والاستخفاف به.

          2_ طرح فكرة «إجلاء الانصار» من المدينة لاول مرة.

          3_ طرح فكرة احقية الانصار في الخلافة.

          4_ اول بوادر استخدام لغة القوة (السيف).

**عمر :

          1_ تعذر عمر بان منازعة كانت بينه وبين الحباب، فنهاه النبي (صلى الله عليه واله) عنه.

          2_ ملاسنة بين عمر والحبّاب.

**ابو عبيدة :

          1_ تحذير شديد للانصار.

          2_ موقف ثابت بجنب المهاجرين.

**بشير بن سعد (من الانصار):،

          1_ حسد زميله سعد بن عبادة.

          2_ تثبيت حق قريش والمهاجرين في الخلافة.

          3_ تحذير قومه «الانصار» من مخالفة المهاجرين.

**ابو بكر :

          1_ يطرح اسم عمر وابي عبيدة مرة اخرى.

          2_ عمر وابو عبيدة يقدمانه للخلافة.

          3_ يبايعه بشير بن سعد، ثم عمر وابي عبيدة.

**الحباب :

          1_ اول اشتباك مسلح، ويُنزع منه السيف.

          2_ يرفض البيعة، ويتنبأ برجوع المشاعر الجاهلية الى الابناء.

**سعد بن عبادة :

          1_ رفض البيعة، وعمر يهدد بقتله.

          2_ يبقى معارضاً لهم حتى مات.

          وهذا العرض المختصر يُظهر بان نظريات المناصفة في الحكم او الاستفراد بالسلطة لطرف دون آخر كانت تطرح بكل قوة، وهو امرٌ غريب، لان موضوعاً خطيراً كهذا كان ينبغي ان يتم فيه التشاور، لا ان تكون لغة القوة والسيف هي السائدة.

ثالثاً : لم يكن جدول اعمال السقيفة تبادل الآراء بهدوء من اجل الوصول الى افضل الحلول، على افتراض وجود مشكلة يُراد حلُّها، بل ان الجو النفسي والفكري كان جو ارهاب وتحدي وعنف لفظي مثلّه قول عمر لسعد بن عبادة : اقتلوه قتله الله، او قول عمر للحباب بن المنذر : اذاً ليقتلك الله ! فاجابه بحدة : بل اياك يقتل، ومخاوف الحباب بن المنذر من المصير القاتم على احفاده من خلافة قريش وممن يأتي بعدها.

          وعلى اية حال، فان الاجتماع لم يغيّر رأياً من الآراء، بقدر ما جعل اصحاب الدهاء السياسي يسيطرون على الطرف الآخر من الذين لم يكونوا يملكون القوة اللازمة في لوي عنق الطرف الاقوى.

          ولو كان اجتماعهم اجتماع دين وتقوى في الصورة والمحتوى، لتوصل الى اتفاق مبدئي في الالتزام بوصايا رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولكن النتيجة كان مخططاً لها قبل الاجتماع، وهي تجاهل دور الوصي (عليه السلام) تماماً والتركيز على الخليفة المنتَخب، ولذلك كان النقاش يدور حول الامارة والوزارة وتبادل الآراء، ولم يكن محوره اقوال رسول الله (صلى الله عليه واله) ولا فعله حول الامامة والولاية اصلاً.

رابعاً : كان اجتماع السقيفة مؤتمراً جمع اغلب اطراف الصراع الاجتماعي في عصر الاسلام عدا بني هاشم، فقد عزلوا تماماً عن مجرى الاحداث، فقد حضر الاجتماع في سقيفة بني ساعدة : سعد بن عبادة شيخ الانصار، وبشير بن سعد من سادات الخزرج، وبعضاً من رؤوساء الاوس كأسيد بن حضير، وابو بكر وعمر وابو عبيدة من قريش، ثم اجتمعت بنو امية على عثمان، واجتمعت بنو زهرة الى سعد وعبد الرحمن بن عوف، وكان بنو امية وبنو زهرة على وفاق مع ما حصل في السقيفة، وكان هؤلاء جميعاً يمثلون التيارات المختلفة في المدينة، وهو تيار الانصار «الاوس والخزرج» والمهاجرين «قريش وبني امية»، ولم يعرف تأريخياً : هل حضر المنافقون سقيفة بني ساعدة في ذلك الوقت ام لا ؟

          وكان ذلك التخاطب جزءً من الاتصال اللفظي بين اطراف الصراع، فقد كان تقسيماً للادوار، فكان عمر اكثر الافراد اندفاعاً في اقناع الناس على بيعة ابو بكر، وقد وصف الامام (عليه السلام) هدفه بالقول : «احلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً»، وكان بشير بن سعد يطمح الى شيء من تلك الامارة، ولذلك كان يقدم لهم النصح والمشورة، وكان ابو عبيدة_ بدهائه السياسي_ يحاول ابعاد علي (عليه السلام) عن خلافة رسول الله (صلى الله عليه واله) بالقول : «ان ابا بكر اقوى على هذا الامر منك»، بينما وصف المغيرة بن شعبة ابا عبيدة الجراح بانه من دهاة قريش.

خامساً : اُريد لاجتماع السقيفة ان يُؤسس لاجواء ذهنية اجتماعية لتقبل إبعاد الامام (عليه السلام) عن الخلافة والقبول بخلافة الخليفة الجديد، واجتماعٌ من ذاك القبيل جمع تيارات سياسية واجتماعية مختلفة يمكن ان يحقق هذا الهدف، خصوصاً وانه حصل خلال انشغال الامام (عليه السلام) بتغسيل النبي (صلى الله عليه واله) ودفنه، فقد كان ابعاد علي (عليه السلام) وبنو هاشم مقصوداً، حتى يتم لهم ما ارادوا، وكان حضور قريش مخططاً، ولم يكن امراً عفوياً.

          الا ان اللافت للنظر ان علياً (عليه السلام) عندما كان يكلّم الانصار او عندما كانت فاطمة الزهراء (عليه السلام) تكلم نسائهم، كانوا يتظاهرون بانهم لو سمعوه في البداية لما اختلف عليه (عليه السلام) اثنان، وهذا يقرّب احد احتمالين :

          أ_ الاحتمال الاول : ان وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) قد اذهلتهم، وانستهم ما اوصاهم (صلى الله عليه واله) به، وهو بعيد، لان المصيبة العظيمة تجعل الامة تفكر بما قاله قائدها قبل وفاته، لا ان تنسى المبادئ التي جاء بها.

          ب_ الاحتمال الثاني : خلال مرض رسول الله (صلى الله عليه واله) وانتظار جيش اسامة اوامر التحرك، قامت بعض اطراف الصراع بعمليات منظّمة لتهيئة الاجواء الذهنية لإبعاد الناس عن ولاية علي (عليه السلام)، والا، كيف يُفسَّر سكوت الناس عن ولاية الامام (عليه السلام) ولم يكن بين غدير خم (18 ذي الحجة) واحداث السقيفة (28 صفر) الا سبعون يوماً، فهل يستطيع الناس ان ينسوا ما قاله لهم خاتم الانبياء (صلى الله عليه واله) واوصاهم به خلال شهرين وعشرة ايام ؟ مع انهم كانوا يحفظون عنه (صلى الله عليه واله) الحديث في الامور الجزئية الثانوية فضلاً عن الامور الرئيسية.

سادساً : هيأ رسول الله (صلى الله عليه واله) لاُسامة جيشاً كبيراً قبل ايام من وفاته (صلى الله عليه واله)، وكان في الجيش وجوه الانصار والمهاجرين، وفيهم عمر وابو بكر، فكيف التئم جمع السقيفة في يوم وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو لا يزال مسجى لم يدفن بعد ؟ الم يكن من وظيفة سعد بن عبادة وبشير بن سعد وابو عبيدة وابو بكر وعمر والحباب وغيرهم الذهاب الى جيش اسامة ؟ لقد سمعنا علل عمر وابو بكر وقرأناها، فما هي علل الآخرين ؟ وهي بمجموعها تجعل الانسان يشك في مصداقية هؤلاء الذين كان يأمرهم رسول الله (صلى الله عليه واله) بالذهاب الى الجيش، ويتعللون بمختلف العلل للبقاء في المدينة بانتظار موت النبي (صلى الله عليه واله)، فاين شرعية اجتماع السقيفة من كل ذلك ؟

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.