أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-12-2015
4771
التاريخ: 3-10-2014
4896
التاريخ: 8-10-2014
5206
التاريخ: 24-11-2014
4916
|
قال تعالى : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } [العنكبوت : 61].
لا ينكر حتّى المشركون أنّ اللَّه هو الخالق للكون ، والآية تطرح مسألة التوحيد في إطار آخر وهو أنّ المشركين أنفسهم يُقرّون أنّ الأصنام ليست خالقة للسماء والأرض والشمس والقمر أبداً وتقول : {وَلَئِنْ سَأَلتَهُم مَّن خَلَقَ السَّماوَاتِ والْأَرْضَ وسَخَّرَ الشَّمْسَ والْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}.
فقد كان المشركون يعتقدون أنّ الأصنام شريكة للَّه في العبادة أو لها التأثير على مصير الإنسان في الخالقية ، فلا يصدق عاقل بأنّ كتلة من الحجر والخشب مصنوعة بيد الإنسان على هيئة الصنم تكون خالقاً للسماء والأرض وحتّى أنّهم لم يعتقدوا أنّ للأنبياء والأولياء هذا المقام أيضاً.
يحتمل أن تكون هذه الآية إشارة إلى نفوذ هذه العقيدة في أعماق الفطرة الإنسانية ، وعلى أيّة حال فإنّ الفصل بين (توحيد الخالقية) و (توحيد العبادة) تناقض صريح ، لأنّ الخالق والرازق هو اللائق بالعبودية فهو الذي سخّر الشمس والقمر لينعم بهما الإنسان وجعلهما في خدمته.
بناءً على ذلك لا تنفصل (الخالقية) عن (الربوبية) ولا (الربوبية) عن (الالوهية) ، وبعبارة أوضح : هو الخالق وهو المدبّر للعالم وهو أهل لعبودية العباد.
وقد حاول بعض المفسّرين مثل مؤلف تفسير (في ظلال القرآن) أن يعتبر التفات مشركي العرب إلى (توحيد الخالقية) ناشىء من تعليمات الأنبياء كالنبي إبراهيم عليه السلام «1».
إلّا أنّه لا ضرورة لهذا الإصرار ، حيث يقرّ كلّ إنسان بهذه الحقيقة عند مراجعته للعقل والوجدان ، كما اشير إلى هذا المضمون في تفسير روح البيان «2».
إنّ الإستناد إلى مسألة الخلق ثمّ التسخير إشارة إلى مسألتي (الخلق) و (التدبير) حيث يكون الجميع بأمره والمراد من (التسخير) في هذه الآية- بقرينة آيات التسخير الاخرى الواردة في القرآن الكريم- هو استخدامها في سبيل المصالح البشرية.
وعبارة {فَأَنّى يُؤْفَكُونَ} مع ملاحظة اشتقاقه من (افك) بمعنى (إرجاع الشيء عن مسيره الأصلي) يمكن أن يكون إشارة إلى أنّ المسار الصحيح والمنطقي هو أنّهم بعد الإقرار بخالقية اللَّه وتدبيره في عالم الوجود «أن لا يعبدوا سواه» ، إلّا أنّهم انحرفوا عن الطريق فتعرّضوا إلى العواصف العاتية للشيطان والنفس التي رمت بهم- كالقشّة- من الطريق المستقيم إلى التيه والضلالة (لاحظ أنّ المؤتفكات تعني الرياح المضادّة).
_________________________
(1) تفسير في ظلال القرآن ، ج 6 ، ص 428.
(2) تفسير روح البيان ، ج 6 ، ص 488.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|