أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
1336
التاريخ: 16-12-2015
986
التاريخ: 17-12-2015
973
التاريخ: 17-12-2015
1266
|
يشهد تاريخ العلم والحضارة البشرية على أنّ الروح وهيئتها وخواصّها الغريبة كانت موضع اهتمام العلماء دائماً.
وقد ساهم واحد منهم بجهوده ليكشف بُعداً من أبعاد دائرة الروح التي تعتبر لغز الالغاز وسر الخفايا ولهذا السبب كانت آراء العلماء في مجال الروح متنوعة وكثيرة جدّاً.
ورغم أنّ أرواحنا أقرب الينا من كل شيء في هذا العالم، إلّا أنّه قد لا تتمكن جميع علومنا المعاصرة - بل حتى علوم اللاحقين لعصرنا - أن تكتشف جميع أسرار الروح، وليس هذا من الامور الغريبة لأنّ جوهر الروح يختلف كثيراً عمّا أنسناه من عالم المادّة، ولا عجب في إخفاقنا في الاطلاع على أسرار وكنه هذا المخلوق العجيب الذي لا يخضع لقوانين المادّة.
ولكن هذا - على أيّة حال- لا يمنعنا من مشاهدة ظل الروح بواسطة منظار العقل الثاقب ولا يمنعنا من التعرف على مجمل القوانين المهيمنة عليها.
وأهم ما ينبغي لنا معرفته هنا مسألة أصالة واستقلال الروح، وعلينا أن نثبت ذلك في مقابل رأي الماديين الذين يرون أنّ الروح أمرٌ ماديّ وأنّها من افرازات خلايا المخ والخلايا العصبية ولا شيء وراء ذلك!
ونحن نتعرض بدورنا لهذا البحث هنا ونمعن النظر فيه، لأنّ بحث «خلود الروح» و «مسألة التجرد الكامل أو التجرد البرزخي» تعتمد على هذا الأمر.
إلّا أنّه قبل الولوج في هذا البحث نرى من الضروري ذكر هذه الملاحظة وهي أن تعلق الروح ببدن الإنسان ليس من قبيل حلول الهواء في المنطاد مثلًا- كما يعتقد البعض - بل هو نوع من الارتباط القائم على اساس هيمنة الروح على البدن في التصرف والتدبير، وقد شبّه بعضهم هذه الرابطة بالعلاقة الموجودة بين «اللفظ» و«المعنى» وسوف تتضح هذه المسألة بجلاء خلال بحث مسألة استقلال الروح فلنعُد إلى صلب البحث.
ممّا لا شك فيه أنّ الإنسان يختلف عن الجمادات كالحجر والخشب، لأنّنا نشعر في قرارة أنفسنا بأنّنا نختلف عن سائر الموجودات غير الحية، بل حتى عن النباتات، فنحن بإمكاننا أن نفهم شيئاً أو نتصور شيئاً أو نريد شيئاً ونمتلك إرادة ونحب ونبغض و ...، أمّا بالنسبة للجمادات والنباتات فهي لا تمتلك شيئاً من هذه الأحاسيس، إذن هناك شيء أساسي نتميز به عن هذه الموجودات، ذلك الشيء هو ما نسمّيه الروح.
لا أحد ينكر أصل وجود «الروح» و«النفس» أبداً، لا الماديون ولا غيرهم ولهذا فالجميع يعتقد بأنّ علم النفس (السيكولوجي) وعلم التحليل النفسي (البيسكاناليزي) من العلوم الثابتة، وهذان العلمان على الرغم من كونهما في مرحلة النشوء وفي المراحل البدائية إلّا أنّهما من العلوم التي تُدرس في الجامعات الكبيرة في العالم ويتابع تطورهما الاساتذة والمحققون، وكما سنلاحظ فإنّ «الروح» و «النفس» هما حقيقتان غير منفصلتين عن بعضهما بل تمثلان حقيقة واحدة لمراحل مختلفة.
وسوف نطلق اسم «النفس» في المجالات التي تتعلق بارتباط الروح بالجسم والتأثيرات المتبادلة كما نطلق اسم «الروح» عند الحديث عن الروح المستقلة عن الجسم.
وقصارى الكلام هو عدم وجود من ينكر امتلاكنا روحاً ونفساً، فمن هنا علينا أن نحدد دائرة النزاع المحتدم بين «الماديين» و «الميتافيزيقيين».
ولتحديد دائرة النزاع نقول : إنّ العلماء الالهيين والفلاسفة الميتافيزيقيين يرون أنَّ الإنسان بالإضافة إلى امتلاكه لجسم مادي يمتلك جوهراً آخر غير مادّي، والجسم يتلقى أوامره من ذلك الجوهر بصورة مباشرة.
وبعبارة اخرى إنّ الروح من الحقائق المتعلقة بعالم ما وراء الطبيعة وتختلف عن عالم المادة من ناحية وجودها ونشاطها معاً ورغم ارتباطها الدائم بعالم المادة إلّا أنّها ليست مادة ولا تملك صفات المادة!
والرأي المقابل لهذا هو رأي الماديين حيث يقولون : إنّ كياننا خالٍ من وجود شيء مستقل عن المادّة يسمى ب «الروح» أو ايّ اسم آخر وما كياننا إلّا هذا الجسم المادّي والآثار الفيزيائية والكيميائية المختصة به فنحن لدينا جهاز نسميه «المخ والأعصاب» وهو ينجز لنا قسماً كبيراً من أعمالنا الحياتية وهذا الجهاز مادّي كسائر أجهزة البدن الاخرى ويخضع في نشاطاته لقوانين المادة.
فالإنسان لديه مثلًا غدد تحت اللسان تسمى «الغدد اللعابية» وهذه الغدد تمارس أفعالًا فيزيائية وكيميائية في آن واحد، فعندما يدخل الطعام الفم تمارس هذه الغدد نشاطاتها بصورة ذاتية لا إرادية، وتضخ من الماء الكميّة اللازمة لمضغ الطعام بصورة دقيقة، فالغذاء الجاف يحصل على ما يكفيه من الماء من هذه الغدد وكذلك الغذاء الرطب، فكل واحد منهما يحصل على ما يناسبه من كميّة الماء لا أكثر ولا أقل!.
والأغذية الحامضة بالخصوص تثير هذه الغدد لفرز كميّات أكبر من الماء إذا كان تركيز الحموضة كبيراً فيها، وذلك من أجل خفض نسبة الحموضة كي لا تؤثر على جدار المعدة والجهاز الهضمي.
وبعد بلع الطعام تتعطل هذه الغدد عن العمل وإذا اختلّ نظام هذه الغدد لساعة من الزمان فإمّا أن يجف الفم فلا يتمكن الإنسان من بلع الطعام، أو يسيل اللعاب بصورة مستمرة من الفم!.
وهذه هي المهمّةُ «الفيزيائية» لهذه الغدد، لكننا نعلم أنّ المهمّة الأكثر أهميّة لهذه الغدد هي الافرازات الكيميائية، فاللعاب يحتوي على مواد مختلفة تتفاعل مع الغذاء لهضمه ولتسهيل عمل المعدة في هضمه.
فالماديون يقولون : إنّ الجهاز الهضمي والمخ يشبهان في عملهما النشاطات الفيزيائية والكيميائية للغدد اللعابية، (التي تسمّى النشاطات (الفيزياكيميائية) التي نسميها «مظاهر الروح» أو «الروح».
فهؤلاء يقولون : عندما يمارس الإنسان عملية التفكير تشع من المخ مجموعة خاصة من الأمواج الالكترونية، وهذه الأمواج في عصرنا الحاضر تُسجل على شريط من الورق بواسطة أجهزة معيَّنة متوفرة في المستشفيات وبالأخص في المصحات المعدّة لعلاج الأمراض النفسية، ويواكب الأطباء مطالعة هذه الأمواج المسجلة على الشريط لتشخيص الأمراض النفسية التي يعاني منها المرضى لغرض علاجها، وهذه هي النشاطات الفيزيائية للمخ.
وبالإضافة إلى هذه النشاطات تحدث في خلايا المخ تفاعلات كيميائية عند ممارسة التفكير أو عند حدوث الانفعالات النفسية.
وبناءً على هذا ليست الروح والمظاهر الروحية إلّا تلك النشاطات الفيزيائية أو تلك التغييرات الكيميائية لا غير. وتوصل هؤلاء من خلال هذا البحث إلى النتائج الآتية :
1- كما أنّ أفعال الغدد اللعابية وآثارها المختلفة لا توجد قبل وجود البدن وتفنى بفنائه، فكذلك الحال في الروح التي توجد مع وجود المخ والجهاز العصبي وتفنى بفنائهما!.
2- إنّ الروح من مختصات الجسم، فهي مادّية وليس لها بعدٌ ميتافيزيقي.
3- إنّ الروح تخضع لجميع القوانين التي تتحكم بالجسم.
4- لا يمكن وجود الروح بصورة مستقله عن الجسم أو أن تستقل عنه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|