أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2016
12153
التاريخ: 8-06-2015
5446
التاريخ: 2024-05-11
772
التاريخ: 28-1-2016
5560
|
مقا- عشو : أصل صحيح يدلّ على ظلام وقلّة وضوح في الشيء ، ثمّ يفرّع منه ما يقاربه ، من ذلك العشاء وهو أو ل ظلام الليل ، وعشواء الليل : ظلمته.
والتعاشي : التجاهل والعشيّ : آخر النهار. وقد قيل كلّ ما كان بعد الزوال فهو عشيّ.
والعشاء : الطعام الذي يؤكل من آخر النهار و أو ل الليل. قال الخليل والعشا : مصدر الأعشى ، والمرأة عشواء ، ورجال عشو : وهو الذي لا يبصر بالليل وهو بالنهار بصير ، يقال عشى يعشى عشى.
مصبا- العشيّ : قبل ما بين الزوال الى الغروب ، ومنه يقال للظهر والعصر صلاتا العشيّ. وقيل هو آخر النهار. وقيل العشيّ والعشاء من صلاة المغرب الى العتمة. قال ابن الأنباري : العشيّة مؤنّثة ، وربّما ذكرتها العرب على معنى العشيّ ، وقال بعضهم العشيّة واحدة جمعها عشيّ.
مفر- العشيّ : من زوال الشمس الى الصباح- إلّا عشيّة أو ضحاها.
والعشاء : من صلاة المغرب الى العتمة ، والعشاءان : المغرب والعتمة. والعشا : ظلمة تعترض في العين ، يقال رجل أعشى وامرأة عشواء. وعشوت النار قصدتها ليلا ، وسمّى النار الّتي تبدو بالليل عشوة وعشوة كالشعلة. وعشى عن كذا : عمى عنه- ومن يعش عن ذكر الرحمن. والعواشي : الإبل الّتي ترعى ليلا ، الواحدة عاشية.
أسا- هو يخبط خبط عشواء ، أي يخطئ ويصيب كالناقة الّتي في عينها سوء إذا خبطت بيدها. وإنّهم لفي عشواء من أمرهم ، أي في جيرة وقلّة هداية. والعشواء والعشوة : الظلمة ، يقال لقيته في عشوة العتمة وفي عشوة السحر. وركب فلان عشوة : باشر أمرا على غير بيان. واوطأه عشوة : حمله على أمر غير رشيد.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو صيرورة شيء في محيط ظلام ضعيف النور مادّيا أو معنويّا ، يقال عشا يعشو عشوا : إذا ورد في محيط ظلام أو وقع فيه ، أو كان بصره ضعيفا لا يبصر في الظلام ، أو كان قلبه في ظلمة أو حيرة أو جهل. وإذا استعملت من باب علم بكسر الشين وقيل عشى يعشى : يدلّ على ثبوت وشدّة في محيط الظلام بمقتضى الكسرة ، ومن الباب يستعمل الأعشى وهو الذي من صفته لا يبصر بالليل.
وإذا استعمل بحرف الى : يدلّ على الميل والتوجّه. وبحرف عن : يدلّ على الإعراض والإدبار ، كما في نظائره.
والعشاء : من أول انكدار الجوالي أن تشتدّ الظلمة في الليل ، وذلك بمضيّ ربع أو ثلث من الليل. وأمّا التفاسير الاخر فخارجة عن الأصل. ومن هذا المعنى صلاة العشاء وطعام العشاء ثمّ قد يحذف المضاف ويقولو ن العشاء ، مريدا به الصلوة أو الطعام فيها.
والعشا : مصدر في الأصل ، وأصله العشو ، قلبت الو أو ألفا كما قلبت ياء في عشى يعشى عشيا. وكذلك العشاء : مصدر في الأصل كالغشاء والغطاء والغذاء ، ثم غلب استعمالهما في الوقت أو الطعام.
وقد يشتقّ من المادّة بالاشتقاق الانتزاعيّ ، ويقال عشى النار أي رآها ليلا ، وعشوته أي قصدته ليلا ، وهكذا.
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف : 36] أي ومن يصر الى محيط انكدار وظلمة باطنيّة ، في حال الانصراف والأدبار عن ذكر اللّه الرحمن نقيّض له شيطانا. لأنّه انصرف وخرج عن محيط النور والرحمة وانقطع عن الرحمن الى محيط الظلمة وسلطة الشيطان ، وهذا جريان طبيعيّ وأمر قهريّ ، إمّا الرحمن وإمّا الشيطان.
{ وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } [آل عمران : 41] . { يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} [ص : 18].
{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } [غافر : 55] مقابلته بكلمة الإبكار وهو أول الوقت من اليوم : يؤيّد ما ذكرنا من معنى العشاء.
وتقديم العشيّ : بمناسبة التسبيح والحمد ، فان الذكر والتوجّه الى اللّه تعالى في الليل أنسب ، لحصول الفراغ والخلوة فيه.
وهذا بخلاف آيات :
{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام : 52] . {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف : 28] .
{وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } [مريم : 62] .
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر : 46].
فانّ تقدّم الغداة أمر طبيعيّ وجريان واقعيّ- مضافا الى أنّ الأمور الطبيعيّة يبتدء بها من ابتداء النهار ومن ساعات الاشراق.
وأمّا التعبير بالإبكار مصدرا في بعض الموارد : فيشار فيه الى لزوم الاستمرار في تمام النهار ، كما في : {وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ والْإِبْكٰارِ}.
يراد الأمر بالتسبيح بوقت العشاء وسبب الدخول في البكرة مستمرّا.
وأمّا في العشيّ : فلا يمكن الاستمرار فيه بالتسبيح والدعاء ، فإنّ الليل جعله اللّه لباسا والنوم فيه سباتا ، وقال تعالى : {ومِنْ آنٰاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ ...} ،.{ ومِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ}.
أي من بعض الليل.
وبالجملة يقدّم الليل في كلّ مورد يكون الإخفاء والستر فيه مطلوبا. ولعلّ بهذا المنظور : قد وقع مجيء الإخوة وعرض الصافنات الجياد في العشيّ.
{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} [يوسف : 16].
{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} [ص : 31].
ثمّ إذا كان النظر الى وقوع أمر في أو ل النهار : فيعبّر بلفظ البكرة والغدوة- كما في :
{وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} ،. {ولٰا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ والْعَشِيِّ}.
فان الرزق يعطى في أو ل النهار ولا معنى لإعطائه مستمرّا في تمام الساعات.
وهكذا المستضعفون الّذين يدعون ربّهم بالغداة ، ولا انتظار منهم اكثر من هذا.
وأمّا كلمة العشيّ : فهو فعيل كالعلى والنّجيّ ، وهو ما ثبت فيه الظلام.
راجع- البكر ، الغدو ، القيض.
_______________________
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
-مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
-أسا - أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ م .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|