المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



كتاب الأعمال في اليمين أو في الشمال.  
  
1089   11:18 صباحاً   التاريخ: 16-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج6 , ص61-62.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / المعاد /

قال تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ} [الحاقة : 19 - 26]

تشير الآية إلى‏ موضوع جديد وهو إتيان كتاب الأعمال، فيؤتى‏ الأشرار والأشقياء كتابهم بشمائلهم أمّا الصالحون والأخيار فيؤتون كتابهم بأيمانهم، وهذه علامة فارقة لتمييز الأخيار من الفجار في محكمة العدل الإلهي : {فَأَمّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَه ...}، وعلى‏ العكس : {وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيقُولُ يَالَيْتَنِى لَمْ أُوْتَ كِتابِيَه* وَلَم أَدْرِ مَا حِسَابِيَه* يالَيْتَها كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} ، فهل أنّ اليد اليمنى‏ واليسرى‏ إشارة إلى‏ هذا العضو الخاص من البدن أم هو كناية عن الخير والشر، ولماذا اليد اليمنى‏ كناية عن الخير، واليسرى‏ كناية عن الشر؟

لقد ورد هذا المعنى‏ (كاحتمال) في تفسير (في ظلال القرآن) ولكن نقول لا توجد ضرورة لهذا التأويل لأنّ إتيان كتاب أعمال الصالحين باليد اليمنى‏، والأشرار باليد اليسرى‏ وسيلة لتمييزهم والتعرف عليهم.

أمّا كلمة (هاؤم) فهي على‏ رأى الكثيرين من المفسرين وأرباب اللغة مركبة من (هاء) وهي اسم فعل (أمر) بمعنى‏ خذ و (ميم) وهو ضمير جمع مذكر مخاطب، وهذه الكلمة تعامل معاملة فعل الأمر فيقال (هاءَ، هاءِ، هائماً، هاؤُم، هاتُن (للمفرد، المذكر والمفرد المؤنث والمثنى‏ وجمع المذكر وجمع المؤنث) وأحياناً تبدل الهمزة بالكاف فيقال : (هاكَ، هاكِ، هاكما، هاكن) أمّا الهاء الواردة في آخر كلمتي‏ (كتابِيَهْ وحَسابِيهْ) فيطلق عليها اصطلاحاً ب (هاء السكون) وهي ليست بضمير وإنّما هي للاستراحة في الكلام وليس لها مفهومٌ خاص والأصل : (كتابيَ) و (حِسابيَ).

ولقد ورد في حديث عن عبداللَّه بن حنظلة المعروف بغسيل الملائكة وهو من شهداء أُحد، قال : إنّ اللَّه يوقف عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظهر صحيفته فيقول له أنت عملت هذا، فيقول نعم أي ربّ، فيقول له : إنّي لم أفضحك به وإنّي قد غفرت لك، فيقول عند ذلك هاؤم اقرؤا كتابيه إنّي ظننت أنّي ملاقٍ حسابيه، حين نجا من فضيحته يوم القيامة «1».

لقد ورد نفس هذا المعنى‏ بشي‏ء من الاختلاف (إيتاء كتاب أعمال الأبرار باليمين والفجار بالشمال).

 _______________________
(1). تفسير در المنثور، ج 6، ص 261؛ تفسير في ظلال القرآن، ج 8، ص 256 ولو أنّ هذا الحديث نقل عن عبداللَّه بن حنظلة ولكنه قد سمعه بالواسطة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .