أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2016
11565
التاريخ: 6-3-2022
1803
التاريخ: 15-2-2016
9247
التاريخ: 6-5-2022
2332
|
مقا- كعب : أصل صحيح يدلّ على نتوّ وارتفاع في الشيء ، من ذلك الكعب : كعب الرجل ، وهو عظم طرفي الساق عند ملتقى القدم والساق. والكعبة : بيت اللّه تعالى ، سمّى لنتوّه وتربيعه. وذو الكعبات : بيت لربيعة ، وكانوا يطوفون به. ويقال إنّ الكعبة : الغرفة. وكعبت المرأة كعابة ، وهي كاعب : إذا نتأ ثديها. وثوب مكعّب : مطوىّ شديد الإدراج. وبرد مكعّب : فيه وشى مربّع. والكعب من القصب : انبوب من ما بين العقدتين. وكعوب الرمح كذلك.
مصبا- الكعب من الإنسان : اختلف فيه أئمّة اللغة ، فقال أبو عمرو ابن العلاء والأصمعي وجماعة : هو العظم الناشز في جانب القدم عند ملتقى الساق والقدم ، فيكون لكلّ قدم كعبان عن يمنتها ويسرتها. وقال ابن الأعرابي وجماعة :
هو المفصل بينهما ، والجمع كعوب وأكعب وكعاب. وذهبت الشيعة الى أنّ الكعب في ظهر القدم ، وأنكره أئمّة اللغة. والكعب من القصب : الانبوبة بين العقدتين والكعبة : الغرفة.
لسا- واختلف الناس في الكعبين : سئل عن الكعب؟ فأومأ ثعلب الى رجله ، الى المفصل منها بسبّابته ، فوضع السبّابة عليه ، قال ، هذا قول المفضّل وابن الأعرابي. ثمّ أومأ الى الناتئين وقال هذا قول أبى عمرو والأصمعىّ ، قال ، وكلّ قد أصاب. والكعب : العظم لكلّ ذى أربع. والكعب كلّ مفصل للعظام. وكعب الإنسان : ما أشرف فوق رسغيه عند قدمه ، وقيل هو العظم الناشز فوق قدمه. وقيل هو العظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم. وأنكر الأصمعى قول الناس إنّه في ظهر القدم.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو النتوّ في الشيء ، أي تورّم وانتفاخ فيه متّصلا في مادّىّ أو معنوىّ. ومن مصاديقه : الانبوبة الناتئة من القصب. وما نتأ من العظام في المفصل. وما نتأ وارتفع من الأعضاء ، كالثدي. والشرف والمجد الروحانىّ. والبناء المرتفع ظاهرا أو باطنا كالكعبة والغرفة.
وبهذه المناسبة : قد اصطلح في الرياضيّات الكعب والمكعب ، فالكعب : حاصل ضرب عدد في مثله ثمّ الحاصل من ضربه فيه مرّة ثانية ، فكعب 7 هو 343. والمكعّب : هو المربّع له ستّة سطوح متساوية.
وهكذا في علم التشريح ، فيطلق الكعب على العظم في الرجل وهو واقع فيما بين عظم العقب الواقع في الجهة السفلى من القدم ، وعظم القصبة ، فانّ عظما القصبة يستقرّان في الكعب.
وعظم الكعب يقرب شكله من المكعّب في 7 سانتيمترات ، في أسفله تحدّب يستقرّ على العقب ، وفي أعلاه مفصل القصبة ، والناتئان في طرفي القدم هما رأسا القصبتين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة : 6] في هذه الآية الكريمة تعبيرات لطيفة :
1- إذا قمتم : اشارة الى أنّ الوضوء يجب عند وقت الصلوة.
2- الى المرافق : الجمع باعتبار المقابلة بالجماعة والأيدي.
3- برؤسكم : حرف الباء للربط ، وفيه اشارة الى أنّ المسح في الرأس يكفى في تحقّقه ووجوبه : صدق عنوان المسح في رابطة الرأس ، ولا يلزم المسح على جميع الرأس.
4- وأرجلكم : أي وامسحوا أرجلكم الى الكعبين ، النصب في الأرجل ، والتقييد بالكعبين : يدلّان على المسح بتمام اليد على تمام ظهر الرجل ، فانّ تعلّق المسح بالأرجل من دون واسطة حرف الربط : يدل على لزوم المسح على تمام ظهر الرجل على المتفاهم العرفي ، كما في قوله تعالى :
. {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ } [المائدة : 6].
يراد غسل تمام الوجه على ما هو المتفاهم عرفا.
وأمّا الكعبين : فهما النائتان في طرفي القدم في ملتقى القصبتين وعظم الكعب ، بنتوء من جهة طرفي القصبتين.
وهذان الكعبان يقعان في منتهى ظهر الرجل ، بحيث ينتهى المسح بتمام كفّ اليد عليه ، اليهما.
5- الى الكعبين : أي لينتهي المسح بظهر الرجل اليهما ، وهذا لطف التعبير بالكعبين دون الكعوب ، فانّ المراد هذان النائتان في مفصل الساق والقدم ، واطلاق الكعب عليهما حقيقة كما قلنا في تحقيق الأصل ، ولا يصحّ تفسير الكعبين بالمفصل ولا بالناشز فوق القدم ، فانّ المفصل في نفسه ليس فيه نتوء وارتفاع إلّا من جهة نتوّ في طرف العظم الملاقى ، فلا يصدق عليه مفهوم الكعب حقيقة. وكذلك الارتفاع المحسوس المختصر في ظهر الرجل ، فانّه ليس بنتوّ وانتفاخ بل انحدار من عظم الكعب الى العظم الزورقي ، مضافا إلى أنّه إن صحّ :
ليس بكعبين تثنية ، بل كعب.
6- فظهر أنّ مسح الرجل في الوضوء لازم أن يكون بتمام الكفّ على تمام ظهر الرجل الى الكعبين ، على ما هو المتفاهم عرفا.
وأمّا القول بكفاية المسح بالأصابع حتّى ينتهى الى ما يقرب من المفصل : فهو خلاف صريح الآية الكريمة.
وروى البزنطي في الصحيح عن الرضا «عليه السلام» : انّه سئل عن المسح على القدمين كيف هو؟ فوضع كفّه على الأصابع فمسحها الى الكعبين الى ظاهر القدم فقلت جعلت فداك ، لو أنّ رجلا قال بإصبعين من أصابعه هكذا؟ فقال لا إلّا بكفّه ، ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب.
رواه في الوسائل في باب المسح على الرجلين.
7- وأمّا ما ورد من أنّ أرجلكم بالجرّ لا بالنصب : فهو في قبال قول بعض العامّة ، حيث يقولون بالنصب عطفا على وجوهكم ، في فاغسلوا وجوهكم ، فيحكمون بوجوب غسل الرجلين.
مع أنّ العطف بعد تماميّة الجملة السابقة وتبدّل الحكم : غير جايز بل قبيح. وأمّا العطف على رؤسكم : فأوّلا إنّه خلاف ظاهر الآية ، حيث صرّح بتمديد المسح الى الكعبين ، وهذا ينافي الحكم بلزوم المسح في رابطة الرجل مطلقا. وثانيا- النصب هو القراءة الصحيحة الّتى وصلت إلينا. وثالثا- العطف على المجرور من دون إعادة الجارّ مرجوح. ورابعا- الحكم بمسح ظاهر الرجل مطلقا مع كونه محدودا في الغاية : لا لطف فيه ، ولا ينتج اثر نظافة ولا رفع خباثة وكثافة عن الرجل.
وأمّا الكعبة : فقد وردت هذه الكلمة في موردين :
{هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95]
{ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة : 97] فأطلقت على بيت اللّه الحرام ، باعتبار ارتفاع مقامه وشرافة منزلته وانتسابه الى اللّه تعالى ولزوم حرمته فيما بين الناس ، وكونه مرتفعا في واد غير ذي زرع.
والبيت في الآية الكريمة مفعول ثان ، وقياما مصدر بمعنى الانتصاب والعمل وهو مفعول لأجله ، أي جعلنا الكعبة بيتا محفوظا ذا حرمة وفيه حدود معيّنة وأحكام ، وهذا لأجل قيام الناس لتحصيل معاشهم ومعادهم وكسب المقامات المعنويّة والفيوضات الروحانيّة.
ولا يناسب كون القيام مفعولا ثانيا : فانّ القيام ليس بمجعول من جانب اللّه تعالى ، بل هو من أعمال العبيد الاختياريّة لهم.
ويلزم أيضا أن يكون البيت تابعا لا مفعولا ، مع أنّ المناسب هو جعل الكعبة بيتا حراما للقيام ، فالقيام علّة لكونه حراما.
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} [النبأ : 31 - 33]. الكواعب كالطوالب جمع كاعبة : بمعنى المتعالي المرتفع شأنا من جهة الروحانيّة والنورانيّة ، وهي في ذلك الحال ومع تلك المرتبة الرفيعة ، متواضعة في غاية الخضوع والانخفاض كالأتراب.
وكلمة الأتراب جمع ترب بمعنى من ثبت له الخضوع والانخفاض ، وهذه الكلمة قرينة على المفهوم المذكور من الكواعب.
وأمّا مفهوم الناتئ ثديا : فغير مناسب ، مضافا الى لزوم وجود القرينة في تعيين أحد المصاديق ، وأمّا مفهوم الذات المرتفع المتعالي النورانيّ : فهو مفهوم مطلق للذات من دون خصوصيّة.
____________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|