أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
2328
التاريخ: 25-11-2014
2388
التاريخ: 2023-10-04
1297
التاريخ: 10-10-2014
3546
|
قال تعالى : {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّى وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (الأعراف/ 68).
إنّ الإنسان الذي يقود الناس ويتحمّل مسؤولية هدايتهم وتربيتهم كمعلّم صالح لهم هو ذلك الشخص الذي له رغبة شديدة بهذا العمل وفي قلبه شفقة على الناس، بل إنّه يعشقهم فلولا حبّ الأبوين لولدهما لما تحمّلا أبداً كلّ هذه المشاكل لرعايته وتربيته، ولولا حبّ الأنبياء عليهم السلام لهداية الناس لما تحملوا أبداً أعباء هذا العمل الذي يفوق طاقه الإنسان، ولما عرّضوا أنفسهم لأنواع المخاطر في هذا الطريق.
وقد أكّد القرآن مراراً على هذه المسألة كما ورد في الآية من بحثنا، ونقلًا عن لسان «هود» نبي اللَّه تعالى حيث قال لقومه المعاندين المتعصّبين : {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّى وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}.
ونفس هذا المعنى ورد بتعبير أدقّ في حقّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله حيث يواسيه تعالى ويقول : {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} (الكهف/ 6).
كما جاء نظير هذا المعنى أيضاً في قوله تعالى : {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}(الشعراء/ 3).
«ناصح» مأخوذة من مادّة «نصح» وتعني على حدّ قول الراغب في مفرداته، تحرّي فعل أو قول فيه صلاح صاحبه (أي أنّه يشمل تحرّي الصلاح قولًا وفعلًا)، وقد جاء في القرآن أنّ نوحاً عليه السلام دعا قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً فتحمل أنواع المشقّة لتبليغهم رسالات ربه وهدايتهم وبالنتيجة لم يؤمن به خلال كلّ هذه المدّة إلّا نفر قليل، (ذكرت التواريخ أنّ عددهم لم يتجاوز نيفاً وثمانين نفراً فقط)، وبعبارة علمية بسيطة فانّ نوحاً قد تحمّل مشقّة اثنتي عشرة سنة تقريباً لهداية كلّ واحد منهم على انفراد، وبديهي أنّ تحمّل مثل هذا التعب والمشقّة لا يتحقّق إلّافي ظلّ الرغبة والحب الشديدين لهداية الخلق.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|