المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الطبيعة الكاشفة للقسمة
25-5-2017
النمو الأولي Pregrowth
16-9-2019
مدرسة المواقع- الجغرافية علم التوزيعات
4-12-2021
التشجيع مقابل الثناء
12-4-2017
KINETIC ENERGY
24-11-2020
الصحافة الحزبية في العراق
22-10-2015


آية المباهلة دليل فضائل اهل البيت عليهم السلام  
  
4867   11:31 صباحاً   التاريخ: 7-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج9 , ص181- 193
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / سيرة الامام علي ـ عليه السلام /

قال تعالى : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ ابْنَاءَنَا وَابْنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَانْفُسَنَا وَانْفُسَكُم ثَمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلى‏ الْكَذِبِينَ}. (آل عمران/ 61)

هنا ينبغي توضيح بعض الامور :

اولًا : مضمون الآية.

ثانياً : من الذين ذكرتهم الروايات التي جاءت في المصادر الإسلامية المعروفة في تفسير هذه الآية؟

ثالثاً : كيفية الاستدلال بهذه الآية على‏ أفضلية علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

رابعاً : الرد على‏ بعض الشبهات فيما يتعلق بهذه الآية.

مضمون آية المباهلة :

تدلُّ الآية أعلاه بالإضافة إلى‏ الآيات التي نزلت قبلها وبعدها أنّ النبي صلى الله عليه و آله يُؤْمَر في مواجهة اصرار النصارى‏ على‏ التمسك بعقائدهم المحرفة كزعمهم بأُلوهية عيسى‏ عليه السلام مثلًا، وعدم جدوى‏ المنطق والاستدلال ازاء عنادهم، فكان لابدّ للنبي عليه السلام من التضرع وأن يسلك طريق المباهلة، ويثبت صدق كلامه من خلال هذا الطريق المعنوي، أي ‏يباهلهم ليتبين الصّادق من الكاذب!

والمباهلة في الأصل من مادة «بهلْ» على‏ وزن (أهلْ) وتعني الترك، من هنا فعندما يتركون الحيوان لحاله ولا يلفون ثداياه في كيس خاص- لمنع وليده من الرضاعة- يقولون‏ له : «باهل»، و «الابتهال» في الدعاء تعني التضرع وايكال الأمر إلى‏ اللَّه تعالى‏.

وتارة فسروا هذه الكلمة بمعنى‏ «الهلاك واللعن والطرد من اللَّه»، وذلك أيضاً بسبب ترك العبد وايكاله إلى‏ نفسه والخروج عن ظل لطف اللَّه سبحانه.

هذا الرأي هو الأصل اللغوي، أمّا من ناحية «المفهوم المتداول» الذي أشير إليه في الآية، فالمباهلة الملاعنة بين شخصين، من هنا فعندما لا تجدي الاستدلالات المنطقية، ويجتمع الذين يدور بينهم جدول بشأن مسألة دينية مهمّة ويتضرعون إلى‏ اللَّه سائلين منه أن يفضح الكاذب ويعاقبه، وهو ما فعله النبي صلى الله عليه و آله في مواجهة نصارى‏ نجران، حيث اشير إليه في الآية.

ومن خلال ما ذكر نلقي نظرة على‏ تفسير هذه الآية :

{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ ابنَاءَنَا وَابنَاءَكُم وَنسَاءَنَا وَنسَاءَكُم وَانْفُسَنا وَانْفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى‏ الكَذِبِينَ}.

لا شك أنّ هذه الواقعة التاريخية قد حصلت ولم يستطع أحد انكارها، ومفادها : أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله اختار نفراً واصطحبهم معه للمباهلة.

جاء في الروايات الإسلامية التي نقلها المفسرون والمحدثون : لما نزلت الآية أعلاه اقترح النبي صلى الله عليه و آله على‏ نصارى‏ نجران المباهلة، فطلب زعماء النصارى‏ من النبي صلى الله عليه و آله مهلة يوم واحد ليتشاوروا في الأمر، فقال لهم حبرهم :

«انظروا محمّداً في غدٍ فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنّه على‏ غير شي‏ء فلما كان الغد جاء النبي صلى الله عليه و آله آخذاً بيد علي والحسن والحسين بين يديه يمشيان وفاطمة تمشي خلفه، وخرج النصارى‏ يقدمهم أسقفهم، فلما رأى‏ النبي صلى الله عليه و آله قد أقبل بمن معه سأل عنهم فقيل له : هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من علي عليه السلام، وهذه الجارية بنته فاطمة أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى‏ قلبه، وتقدم رسول اللَّه فجثا على‏ ركبتيه قال الأسقف جثا واللَّه كما جثا الأنبياء للمباهلة، فرجع ولم‏ يقدم على‏ المباهلة، فقال الأسقف : يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك» (1).

وجاء هذا المضمون أيضاً باختلافات طفيفة لا تضر بأصل القضية في الكثير من التفاسير الاخرى‏، مثل‏ تفسير الفخر الرازي (ج 8، ص 10)؛ والقرطبي (ج 2، ص 1346)؛ وروح البيان (ج 2، ص 44)؛ وروح المعاني (ج 3، ص 188)؛ والبحر المحيط (ج 2، ص 472)؛ وتفسير البيضاوي (ذيل آية البحث) وتفاسير آخرى‏.

والآن لنرى‏ كتب الحديث، ماذا تقول :

المباهلة في أقوال المحدثين :

وردت روايات كثيرة تعد موثوقة ومعتبرة في مصادر أهل السنّة ومصادر أهل البيت عليهم السلام حيث تفيد بصريح القول : إنّ آية المباهلة نزلت بحق علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. منها :

1- روي في صحيح مسلم في كتاب‏ «فضائل الصحابة» في باب فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام عن سعد بن أبي وقاص أنّ معاوية قال لسعد : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال :

أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فلن أسبّهُ لئن تكون لي واحدة منها لكانت أحبّ الي من حمر النعم، ثم أخذ يذكر قصة حديث المنزلة في‏ (معركة تبوك) وقصة اعطاء الراية لعلي عليه السلام أبان معركة خيبر، ثم يضيف : ولما نزلت هذه الآية {قل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم} دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللّهم هؤلاء أهلي‏ (2).

روى‏ هذا الحديث جماعة آخرون من عظماء أهل السنّة مثل! الترمذي في صحيحه‏ (3).

فبعد نقله يضيف. يقول أبو عيسى‏ : إنّه حديث حسن وصحيح وغريب‏ (لعل غرابته تكمن في عدم اتفاقه مع حكمه المسبق الملي‏ء بالتعصب).

وأحمد بن حنبل في مسنده‏ (4).

والبيهقي في السنن الكبرى‏ (5).

والسيوطي في الدر المنثور (6).

2- وفي موضع آخر من صحيح الترمذي أيضاً نقل الحديث عن سعد بن أبي وقاص : إنّه لما نزلت آية المباهلة دعا النبي صلى الله عليه و آله علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال : اللّهم هؤلاء أهلي‏ (7).

والرواية نفسها نقلها الحاكم في‏ «مستدرك الصحيحين»، وأخيراً يقول : هذا حديث صحيح موافق لمعايير الشيخين‏ (8).

كما نقله البيهقي أيضاً في السنن الكبرى‏ (9).

3- يروي السيوطي في‏ «الدر المنثور» عن‏ «الحاكم»، و «ابن مردويه» و «أبو نعيم» في‏ «الدلائل»، عن‏ «جابر بن عبد اللَّه الأنصاري» : لما عزم النبي صلى الله عليه و آله على‏ مباهلة النصارى‏، أخذ في اليوم التالي بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام واتى‏ بهم إلى‏ المباهلة، لكنهم لم يباهلوا، ثم يضيف جابر : إنّ آية «تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ...» نزلت بحق هؤلاء (10).

يقول السيوطي : هذا حديث صحيح لدى‏ «الحاكم».

4- ويروى‏ عن ابن عباس في كتاب الدر المنثور نفسه أنّ وفد نصارى‏ نجران جاء إلى‏ النبي صلى الله عليه و آله وبعد تفصيله لقصة المباهلة ورجوع نصارى‏ نجران يضيف : كان هذا لما خرج النبي صلى الله عليه و آله وكان معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال لهم : إن دعوت أنا فأمنوا أنتم، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على‏ الجزية.

5- وفي نفس الكتاب يروي عن‏ «ابن جرير» عن «العلباء بن أحمر اليشكري»، عندما (11) نزلت آية قل تعالوا ندعُ ابناءنا 000 ودعا النبي صلى الله عليه و آله بعلي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين عليهم السلام واقترح على‏ المخالفين المباهلة فأبوا (12).

6- يروي العلّامة الطبري في تفسيره وبسنده عن «زيد بن علي» في تفسير هذه الآية : كان النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين‏ (13).

7- ويروي في نفس الكتاب أيضاً بسنده عن السديّ في ذيل هذه الآية : أخذ النبي بيد الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلي اتبعنا (14).

8- يقول العلّامة «أبو بكر الحصاص» وهو من علماء القرن الرابع الهجري في كتاب‏ «أحكام القرآن» في تعبير مفيد بصدد المباهلة : أنّ‏ رواة السير ونَقلةَ الأثر لم يختلفوا في أنّ النبي صلى الله عليه و آله أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة عليهم السلام ودعا النصارى‏ الذين حاجّوه إلى‏ المباهلة (15).

وعلى‏ ضوء قول الجصاص فإنّ هذه القضية محل إجماع واتفاق علماء الحديث والتاريخ جميعاً.

9- يقول هذا العالم نفسه في كتاب آخر تحت عنوان‏ «معرفة علوم الحديث» بعد ذكره لقصة المباهلة : قال الحاكم وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد اللَّه بن عباس وغيره إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أخذ يوم المباهلة بيد عليّ وحسنٍ وحسينٍ وجعلوا فاطمة وراءهم ثم قال :

هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا (16).

هذا جانبٌ فقط من الروايات المتعلقة بقصة المباهلة ونزولها بحق هؤلاء، ومن الطبيعي أنّ اختلاف هذه الأحاديث في بعض الجزئيات مثل إن كانت فاطمة مع النبي صلى الله عليه و آله أم أنّها جاءت خلفه، أم أنّ علياً عليه السلام كان إلى‏ جانب النبي صلى الله عليه و آله أم خلفه، لا يترك أثراً على‏ أصل القضية، لأنَّ ثمّة اختلاف في نقل جزئيات وفروع ومتعلقات الكثير من الوقائع التاريخية المسلم بها، مثل معركة بدر، وخيبر، والأحزاب، وفتح مكة، ومن النادر أن نستطيع العثور على‏ واقعةٍ تاريخية مهمّة تخلو من هذه الاختلافات في مثل هذه الامور الثانوية.

على‏ أيّة حال فالروايات المذكورة وبشهادة جماعة من عظماء أهل السنة كثيرةٌ ومشهورة بحيث وصلت إلى‏ حدّ التواتر، مع هذا فإنّ من العجب أن يقول صاحب تفسير المنار في ذيل هذه الآية : قال الاستاذ الإمام : الروايات متفقة على‏ أنّ النبي صلى الله عليه و آله اختار للمباهلة علياً وفاطمة وولديهما ويحملون كلمة (نساءنا) على‏ فاطمة، وكلمة (أنفسنا) على‏ علي عليه السلام فقط، ومصادر هذه الروايات الشيعة! ومقصدهم منها معروفٌ‏! (17).

وإنّه لمدهشٌ حقاً، فعندما تتركز قاعدة الحكم المسبق والتعصبات الطائفية يتفوه عالم معروفٌ كمؤلف كتاب المنار بكلام لا يخفى‏ خواؤه على‏ أحد، هل أنّ‏ «صحيح مسلم وصحيح الترمذي ومسند أحمد من مصادر الشيعة؟ وهل أنّ علماء الشيعة كتبوا سنن البيهقي، والدر المنثور للسيوطي، وأحكام القرآن للجصاص، وتفسير الطبري، ومستدرك الحاكم»؟

إنّ خطأً بهذا المستوى‏ لا يحصل إلّا نتيجة لحجاب التعصب.

فمن ناحية يقول الموما إليه : إنّ الروايات التي نقلت هذا الحديث‏ «متفقٌ عليها» ومن ناحية اخرى‏ يضعها موضع التشكيك.

فاذا كانت كتب مثل صحيح مسلم، والترمذي، ومسند أحمد، وما شابهها بحيث يستطيع الشيعة وضع روايات ودسّها فيها بحيث تغدو متواترة، فاي قيمة تبقى‏ لهذه الكتب؟ وكيف يتسنى‏ قبول ولو حديثٍ واحدٍ منها؟

وفي واقع الأمر أنّ مؤلف المنار بكلامه هذا أفقد اعتبار المصادر المعروفة لأهل السنّة، وسلب منها قيمتها بالكامل، نعم فهو أراد التنكر لفضيلة علي وفاطمة وابنيهما عليهم السلام بَيدَ أنّه‏ وجَه ضربة قاصمة لأصل المذهب السنّي!.

والكلام الوحيد الذي يبقى‏ هنا هو الشبهة التي آثارها المنار وآخرون بصدد «ضمائر الجمع» الموجودة في الآية، وسنتطرق إليه فيما بعد بشكل مفصل.

أهميّة المباهلة :

إنَّ أول أمر يثير الاهتمام في هذه الآية هو إمكانية طرح قضية المباهلة على‏ أنّها دليلٌ جليٌ على‏ حقانية وصدق النبي صلى الله عليه و آله في مسألة ادّعائه للرسالة، لأنّه من المتعذر على‏ الذي لا يملك إيماناً جازماً بصلته بالباري عزوجل أن يدخل مثل هذا الميدان، أي ليدعو معارضيه أن تعالوا ندعو اللَّه أن يفضح الكاذب، وأنا اعطي عهداً على‏ أنّ دعائي على‏ أعدائي سيحصل بشكل عملي، وسترون نتيجة ذلك!

ومن المسلَّم به أنّ دخول مثل هذا الميدان خطير للغاية، فلو لم يُستَجب الدعاء ولا يظهر أثرٌ من عقاب الخصوم، فلا تكون هناك نتيجة سوى‏ فشل الداعي، وأي إنسان عاقل لا يدخل هذا الميدان مالم يطمئن إلى‏ النتيجة.

من هنا نقرأ في الروايات الإسلامية : لما حضر النبي صلى الله عليه و آله إلى‏ المباهلة استمهله نصارى‏ نجران ليفكروا في الأمر، وعندما رأوا أنّ النبي صلى الله عليه و آله اصطحب معه الأشخاص الذين يمكن أن تستجاب دعوتهم، وحضر إلى‏ المباهلة بعيداً عن المراسيم والضجيج، اعتبروا ذلك دليلًا آخر على‏ صدق دعوته فانصرفوا عن المباهلة، لئلا يصيبهم العذاب الإلهي.

فعندما رأوا أنّ النبي صلى الله عليه و آله جاء بنفر قليل من خاصته وحامته وابنائه الصغار وابنته فاطمة عليها السلام، اضطربوا وذعروا وأبوا المباهلة.

ومن جهة أخرى‏ فانَّ هذه الآية سندٌ واضحٌ على‏ المقام الشامخ لآل النبي صلى الله عليه و آله، علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، لأنّ الآية فيها ثلاث كلمات، «أنفسنا، ونساءَنا، وأبناءنا»، ولا شك في أنّ المراد من‏ «أبنائنا» الإمام الحسن والحسين عليه السلام ولا اعتراض في ذلك أبداً، ولا تنطبق كلمة «نساءنا» على‏ أحدٍ سوى‏ فاطمة عليها السلام، وأمّا كلمة «أنفسنا» فمن‏ المتيقن بأنّها ليست إشارة إلى‏ شخص النبي صلى الله عليه و آله، لأنَّ الآية تقول :

ندعُ ... وأنفسنا، فإن كان المراد هو النبيّ صلى الله عليه و آله، فإنّ دعوة الإنسان لنفسه لا معنى‏ لها، بناء على‏ ذلك فلا يبقى سبيل إلّا أنّ نقول : أنّ المراد هو علي عليه السلام فحسب.

والملفت للنظر هو أنّ «الفخر الرازي» ينقل في ذيل هذه الآية عن «محمود بن الحسن الحمصي» وهو من علماء الشيعة، أنّه يثبّت من خلال هذه الآية أنّ علياً أفضل من الأنبياء والصحابة أجمعين بعد النبيّ صلى الله عليه و آله. فيقول : ليس المراد بقوله (وأنفسنا) نفس محمّد صلى الله عليه و آله لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه بل المراد به غيره، وأجمعوا على‏ أنّ ذلك الغير كان علياً عليه السلام فدلّت الآية على‏ أنّ نفس علي هي نفس محمّد صلى الله عليه و آله، ولا يمكن أن يكون المراد منه أنّ هذه النفس هي عين تلك النفس، فالمراد أنّ هذه النفس مثل تلك النفس، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه ....

ثمّ الإجماع دل على‏ أنّ محمداً صلى الله عليه و آله كان أفضل من سائر الأنبياء عليهم السلام فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء عليهم السلام فهذا وجه الاستدلال بظاهر هذه الآية، ثمّ قال : ويؤيد الاستدلال بهذه الآية الحديث المقبول عند الموافق والمخالف هو قوله عليه السلام : «مَنْ أراد أن يرى‏ آدم في علمه، ونوحاً في طاعته، وإبراهيم في خلته، وموسى‏ في هيبته، وعيسى‏ في صفوته، فلينظر إلى‏ علي بن أبي طالب عليه السلام».

ثمّ يضيف قائلًا : (وأمّا سائر الشيعة فقد كانوا قديماً وحديثاً يستدلون بهذه الآية على‏ أنّ علياً (رضى اللَّه عنه) أفضل من سائر الصحابة، وذلك لأنّ الآية لما دلت على‏ أنّ نفس علي (رضى اللَّه عنه) مثل نفس محمّد صلى الله عليه و آله إلّا فيما خصّه الدليل وكان نفس محمّد أفضل من الصحابة (رضوان اللَّه عليهم) فوجب أن يكون نفس علي أفضل أيضاً من سائر الصحابة) (18).

وبعد ايراده لهذا الدليل يمر الفخر الرازي مر الكرام ويكتفي في الجواب قائلًا : (إنّه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على‏ أنّ محمّداً صلى الله عليه و آله أفضل من علي، فكذلك انعقد الإجماع بينهم قبل ظهور هذا الإنسان، على‏ أنّ النبيّ أفضل ممن ليس بنبيّ واجمعوا على‏ أنّ علياً  (رضي اللَّه عنه) ما كان نبيّاً، فلزم القطع بأنّ ظاهر الآية كما أنّه مخصوص في حقّ محمّد صلى الله عليه و آله، فكذلك مخصوص في حقّ سائر الأنبياء عليهم السلام) (19).

تمعّنوا جيداً في كلام «الفخر الرازي» تجدوا بأنّه في واقع الأمر لا يمتلك جواباً لذلك الاستدلال القوي والمتين، وكأنّه يريد الكلام لمل‏ء الفراغ فحسب، وإلّا فالقول بأفضلية كل نبي من الأنبياء على‏ من هو غير نبي ليس محل جدالٍ، لأنّ أفضلية جميع أنبياء اللَّه على‏ غيرهم مسلّم بها في الوحي فقط، وأمّا في غير الوحي فربّما يكون هناك عظماء أفضل من الأنبياء جميعاً ما عدا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولو غضضنا النظر عن هذا فإنّ الكلام حول أفضلية علي على‏ سائر الامّة، وهذا الأمر لا يحتاج إلى‏ إثبات أفضليته عليه السلام على‏ سائر الأنبياء (تأملوا جيداً).

على‏ أيّة حال، فالفضيلة التي تستنتج من هذه الآية والروايات المتواترة التي جاءت تعقيباً عليها تستطيع توضيح قضية خلافة النبيّ صلى الله عليه و آله لأنّ اللَّه تعالى‏ يأبى‏ أن يكون الأفضل مأموماً وغير الأفضل إماماً، وأن يكون الذي هو كنفس النبيّ صلى الله عليه و آله تابعاً، ومن سواه الذي يليه في المرتبة متبوعاً!!

وفي هذه القضية لا فرق في أن نرى الإمامة مشروطة بتعيين إلهي- كما نعتقد نحن أو عن طريق انتخاب الامّة، كما يعتقد أبناء السنّة، لأنّه في الحالة الاولى‏ من المحال أن يقدم اللَّه تعالى «المفضول» على‏ «الأفضل»، وفي الحالة الثانية لا ينبغي للُامّة أن تقدم على‏ فعل يخالف الحكمة، ولن يكون مقبولًا ومرضياً فيما أقدمت عليه.

مؤاخذاتهم على‏ آية المباهلة :

المؤاخذة المعروفة التي أثارها صاحب المنار والآخرون بصدد نزول الآية بحق أهل البيت عليهم السلام، وهي : كيف يتسنى‏ أن يكون المراد من‏ «أبناءنا» الحسن والحسين عليهما السلام والحال إنّ كلمة «أبناء» جمعٌ ولا يطلق الجمع على‏ المثنى؟ وأيضاً : كيف يمكن اطلاق كلمة «نساءنا» وهي تفيد الجمع، على‏ السيدة فاطمة عليها السلام فقط؟

وكذا كيف يمكن أن يكون المراد من‏ «أنفسنا» علياً وحده؟ إذ إنّ‏ «انفسنا» صيغة جمع أيضاً، وعلي عليه السلام كان واحداً.

الجواب :

في الرد على‏ هذا السؤال نلفت انتباهكم إلى‏ عدّة امور :

1- كما ذكر بالتفصيل فيما سبق فقد وصلتنا روايات كثيرة في العديد من المصادر الإسلامية المعتبرة والمعروفة سواء من الشيعة أو السنّة بصدد نزول هذه الآية بشأن أهل البيت، حيث صرّح فيها أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لم يصطحب معه إلى‏ المباهلة غير علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وهذا بذاته سيكون قرينة واضحة لتفسير الآية، فإننا نعلم أنّ من بين القرائن التي تفسّر آيات القرآن هي‏ (السنّة وسبب النزول القطعي).

على‏ هذا الأساس، فالمؤاخذة المذكورة لا تثير اهتمام الشيعة فحسب، بل يجب على‏ علماء الإسلام جميعاً الرد عليها.

2- إنّ اطلاق (صيغة الجمع- على‏ «المفرد» أو «المثنى») ليس أمراً مستجداً، وكثيراً ما يشاهد هذا المعنى‏ في القرآن وغيره من الأدب العربي وغير العربي.

وتوضيح ذلك هو : كثيراً ما يحصل عند تفصيل قانون ما، أو تنظيم وثيقة ما، ايراد الحكم بصيغة العموم أو الجمع، فمثلًا يدوّنون في الوثيقة أنّ : المسؤول على‏ تنفيذها هم الموقّعون عليها وأبناؤهم، بينما ربّما يكون لأحد طرفيها ولدٌ واحدٌ أو ولَدَان، فهذا الموضوع لا يتعارض أبداً مع تنظيم القانون أو الوثيقة بصيغة «الجمع».

خلاصة الأمر لدينا مرحلتان : «مرحلة ابرام العقد»، و «مرحلة التنفيذ».

ففي مرحلة ابرام العقد تذكر الألفاظ بصيغة الجمع لكي تنطبق على‏ كافة المصاديق، أمّا في مرحلة التنفيذ فربّما ينحصر المصداق بشخص واحد، وهذا الحصر في المصداق لا يتعارض وعمومية القضية.

وبعبارة اخرى‏ فقد كان النبيّ صلى الله عليه و آله مكلّفاً على‏ ضوء العهد الذي كان أبرمه مع نصارى‏ نجران أن يصطحب معه أبناءه ونساءه والذين هم بمنزلة نفسه جميعاً إلى‏ المباهلة، ولكن لم يكن مصداقاً لهؤلاء سوى‏ ابنين وامرأة واحدة ورجل واحد.

وفي القرآن الكريم لدينا موارد اخرى‏ عديدة بأنّ تأتي العبارة بصيغة الجمع إلّا أنّ مصداقها يختص بشخص واحد لسبب ما، مثل الآية : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوهُمْ}. (آل عمران/ 173)

فالمراد في كلمة الناس في هذه الآية وعلى‏ ضوء تصريح فريق من المفسّرين هو «نعيم بن مسعود» الذي كان قد أخذ الأموال من‏ «أبي سفيان» لِيُرْعِبَ المسلمين من قوّة المشركين!

كما نقرأ في الآية : {لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ انَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحنُ أَغْنِيَآءُ}.

(آل عمران/ 181)

فالمراد من‏ «الذين» في الآية وبناءً على‏ ما صرّح به بعض المفسّرين هو «حي بن اخطب» أو «الفنحاص»، وأحياناً يشاهد اطلاق كلمة الجمع على‏ المفرد أيضاً من باب الإكبار، كما نقرأ بشأن إبراهيم : {إِنَّ إِبرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ}. (النحل/ 120)

فهنا اطلقت كلمة «امّة» وهي جمع على‏ شخص واحد (وكان لنا بحث مفصّل أيضاً بهذا الصدد).

3- يُستفاد من آية المباهلة أيضاً أن يقال لأبناء البنت‏ «ابن» على‏ العكس ممّا كان شائعاً في الجاهلية حيث كانوا يعتبرون أبناء الابن فقط أبناءهم، وكانوا يقولون :

بنونا بنو أبنائنا، وبناتنا       بنوهنّ أبناء الرجال الأباعدِ

فهذا النمط من التفكير كان وليداً لتلك السنّة الخاطئة حيث إنّهم لم يكونوا يرون أنّ الانثى‏ عضواً رئيساً في المجتمع البشري، ويعدونهن أوعية لحمل الأولاد فقط.

كما يقول شاعرهم :

وإنّما امهات الناس أوعية             مستودعاتٌ وللأنساب آباءُ

بيدَ أنّ الإسلام قضى‏ على‏ هذا النمط من التفكير قضاءً مبرماً واجرى‏ حكم الابن على‏ أبناء الولد والبنت على‏ حدّ سواء.

ونقرأ في القرآن الكريم بشأن أبناء إبراهيم : {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيمنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى‏ وَهرُونَ وَكَذَلِكَ نَجزِى الُمحسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحيَى‏ وَعِيسَى‏ وَإِليَاسَ كُلٌّ مِنَ الصلِحِينَ}. (الأنعام/ 85- 84)

ففي هذه الآية عدّ المسيح من أبناء إبراهيم والحال أنّه كان ابن من البنت.

وفي الروايات الواردة عن طرق الشيعة والسنّة بحقّ الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام كثيراً ما يلاحظ تكرار اطلاق كلمة «ابن رسول اللَّه».

ونقرأ في الآيات المتعلقة بالنساء اللواتي يحرّم الزواج منهن : «وحلائل أبنائكم ...»، فهذه المسألة من المسلّم بها بين فقهاء الإسلام حيث إنّ زوجات الأبناء والأحفاد أولاداً كانوا أم بنات محرمات على‏ الشخص ومشمولات بالآية أعلاه.

ومن الامور الجديرة بالاهتمام بشأن آية المباهلة ما ورد في الرواية المشهورة أنّ المأمون العباسي سأل الإمام علياً بن موسى‏ الرضا عليه السلام : ما الدليل على‏ خلافة جدك علي بن أبي طالب؟ قال : «آية انفسنا»، قال : «لولا نسائنا» قال : «لولا أبنائنا».

يقول العلّامة الطباطبائي في تفسير هذه الجمل القصيرة :

«آية «أنفسنا» يريد أن اللَّه جعل نفس علي عليه السلام كنفس نبيّه صلى الله عليه و آله، وقوله : لولا نسائنا.

معناه : أنّ كلمة نسائنا في الآية دليل على‏ أنّ المراد بالأنفس الرجال فلا فضيلة فيه حينئذٍ، وقوله : لولا أبنائنا، معناه : أنّ وجود أبنائنا فيها يدل على‏ خلافه، فإنّ المراد بالأنفس لو كان هو الرجال لم يكن مورداً لذكر الأبناء» (20) (تأملوا جيداً).

ونُقلت هذه الحادثة في بحار الأنوار بنحو آخر، والظاهر أنّ السؤال وجواب الإمام الرضا عليه السلام عنه كان في موضع آخر، تقول هذه الرواية : قال المأمون يوماً للرضا عليه السلام : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام يدل عليها القرآن، فقال له الرضا عليه السلام : «فضيلة في المباهلة، قال اللَّه تعالى‏ : «فمن حاجك فيه ...» الآية، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الحسن والحسين عليهم السلام فكانا ابنيه، ودعا فاطمة عليها السلام فكانت في هذا الموضع نساءَه، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم اللَّه عزّ وجلّ، فقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق اللَّه تعالى أجلَّ من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بحكم اللَّه تعالى ...».

فقال له المأمون : هل بالإمكان أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين عليه السلام ما ذكرت من الفضل؟ قال عليه السلام : «ليس يصحّ ما ذكرت، وذلك أنّ الداعي إنّما يكون داعياً لغيره، كما أنّ الآمر آمر لغيره، لم يدع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله رجلًا في المباهلة إلّا أمير المؤمنين عليه السلام فقد ثبت أنّه نفسه التي عناها اللَّه سبحانه في كتابه وجعل حكمة ذلك في تنزيله» (21).

_____________________
(1) تفسير مجمع البيان، ج 1 و 2، ص 452 مع شي‏ء من الاختصار.

(2) صحيح مسلم، ج 4، ص 1871، ح 32، الباب 4.

(3) صحيح الترمذي، ج 5، ص 638، ح 3732 (الباب 21 باب مناقب علي عليه السلام).

(4) مسند أحمد بن حنبل، ج 1، ص 185.

(5) السنن الكبرى‏، طبقاً لنقل الفضائل الخمسة، ح 1، ص 291.

(6) تفسير در المنثور، ذيل الآية 61 من سورة آل عمران.

(7) صحيح الترمذي، ج 5، ص 225 (الباب 4، ح 2999).

(8) مستدرك الصحيحين، ج 3، ص 150.

(9) السنن الكبرى‏، ج 7، ص 63.

(10) تفسير در المنثور، ج 2 ص 38 ذيل آية البحث (مع الاختصار).

(11) تفسير در المنثور، ج 2، ص 39.

(12) المصدر السابق.

(13) تفسير جامع البيان، ج 3، ص 192 (وفقاً لنقل احقاق الحق، ج 3، ص 47).

(14) المصدر السابق.

(15) أحكام القرآن للجصاص، ج 3، ص 14.

(16) معرفة علوم الحديث، ص 50، (وفقاً لنقل احقاق الحق، ج 3، ص 48).

(17) تفسير المنار، ج 3، ص 322.

(18) التفسير الكبير، ج 8، ص 81.

(19) تفسير الكبير، ج 8، ص 81.

(20) تفسير الميزان، ج 3، ص 230- ذيل آية المباهلة.

(21) بحار الأنوار، ج 10، ص 350، مع الاختصار.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .