أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1421
التاريخ: 13-11-2015
1832
التاريخ: 8-10-2014
1593
التاريخ: 8-10-2014
1320
|
كانت عبادة المشركين غريبة للغاية، ويجيب القرآن الكريم على ادّعاء المشركين الذين يزعمون : بأنّه إذا كان محمدٌ صلى الله عليه و آله قد اتى بعبادات فإنّ لنا مثلها وكنا نصلي إلى جانب الكعبة كذلك، فيقول القرآن : {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُم عِندَ البَيتِ إِلَّا مُكَاءً وتَصدِيَةً} (الانفال/ 35).
نعم، إنّهم يُسمّون صفيرهم الاحمق وتصفيقهم الأبله صلاةً، «فالمكاء» يعني : صوت الطيور، وجاء تشبيه أصوات العرب في الجاهلية حول الكعبة بصوت الطيور، ربّما لأنّه خالٍ من أي مفهوم كصوت الطيور الذي لا محتوى فيه، أو أن كل ما كان يفعلونه ما هو إلّا مجرّد غناء.
وأمّا «التصدية» فمعناها التصفيق، وهو ضرب اليد على الاخرى والصوت الناتج من ذلك يسمى تصدية، وعلى هذا الأساس سمي تردد الصوت بين الجبال بالصدى، ولم ينتهوا إلى هذا الحد بل كانوا يطوفون عراة كما ولدتهم امهاتهم حول الكعبة، وهذا ما اشير إليه عندما نزلت سورة براءة وقام بإبلاغها أمير المؤمنين علي عليه السلام في شهر ذي الحجة بقوله : «لا يطوفَنَّ بالبيت عُريانٌ ولا يحُجنَّ البيتَ مشركٌ ...» (1).
ويقال : إنّ السبب من طوافهم عراة أنّ مجموعة من العرب يُسمّون أنفسهم (حُمس) (2) يعتقدون بأنّ طوافهم حول الكعبة يجب أن يكون بلباس خاص، ومن لم يملك ذلك اللباس ويطوف بملابسه المعتادة فعليه أن يرميها بعيداً بعد انتهاء الطواف ولا يحق له وللآخرين استخدامها ولذلك يطلقون على هذه الألبسة (اللَقاء)، أي ما يُلقى من الثياب، وإذا اخذ بنظر الاعتبار أنّ أكثر الناس كان يسودهم فقر مدقع ولا يملكون إلّا لباساً واحداً فيضطرون لخلعه من أجل الاحتفاظ به ويطوفون عراة حول الكعبة.
وقد استفاد أصحاب الشهوات أحياناً من هذه الخرافة ليتمتّعوا بالنظر إلى الشباب من الرجال والنساء عندما يعرضون أجسادهم عارية (3).
ويذكر ابن هشام أنّ الرجال كانوا عراة تماماً. أمّا النساء فكنَّ يخلعن كل ملابسهن ما عدا ثوباً مشقوق الذيال يبدي أجسامهن ثم ينشغلن بالطواف، وذات يوم طافت امرأة في تلك الهيئة أمام أعين رجال شرهة فأنشأت هذا الشعر الذي حفظه لنا التاريخ :
اليَومَ يَبدُو بَعضُهُ أَو كُلُّهُ فما بَدا مِنهُ فَلا أحِلُّهُ (4)
أمّا القرابين التي يقدمونها إلى الأصنام فلها قصةٌ مفصلةٌ، فمن جملة ذلك أنّ الناس في (دومة الجندل) (5) كانوا يقدمون شخصاً في كل سنة قُرباناً إلى الآلهة مع مراسم خاصة ثم يدفنون جسده المدمى قرب المذبح، حتى كتب بعضهم : ا نّ المصريين كانوا يقدمون أجمل الشباب والشابات قرابين إلى (آلهة النيل)، وقد بقي ذلك التقليد عُرفاً اجتماعياً لبعض قبائل العرب فينذر الآباء أبناءهم أحياناً قرابين إلى الآلهة أيضاً (6).
____________________
(1) تفسير مجمع البيان، ج 5، ص 3، في ذيل الآيات الاولى لسورة البقرة.
(2) «حُمس» على وزن «خُمس» جمع «أحمس» وهو من تعصب لدينهِ، ولأنّ قريش كانت توطد عقيدة الشرك لذلك وصفوا أنفسهم بال (حُمس).
(3) الإسلام والعقائد والآراء البشرية، ص 288.
(4) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 215.
(5) منطقة في شمال غربي (نجد) في قمة جبال الجزيرة العربية، وهناك كانت قصة وقوع التحكيم بصفين.
(6) الإسلام وعقائد وآراء البشر، ص 278.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|