أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1455
التاريخ: 8-10-2014
1517
التاريخ: 7-12-2015
1805
التاريخ: 8-10-2014
1632
|
لقد بلغ الفساد الأخلاقي أعلى درجاته عند عرب الجاهلية فقد كانت تحكمهم عداوات شديدة وأحقاد موروثة من السلف إلى الخلف، لم تقتل الأخلاق فحسب بل إنّ كل شيء في المجتمع ذهب ضحية لهذه العداوات وقد بيّن القرآن الكريم ذلك للعرب الذين مَنَّ اللَّهُ وتعالى عليهم بالإسلام بقوله : {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَليَكُم اذْ كُنْتُم اعدَاءً فَالَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم فاصبَحْتُم بِنِعمَتِهِ اخوَاناً وَكُنْتُم عَلى شَفَا حُفرَةٍ مِنَ النَّارِ فَانقَذَكُم مِّنهَا}. (آل عمران/ 103)
و «الشفا» : كما جاء في «مقاييس اللغة» هي الإشراف والتسلُّط على الشيء و (الشفا) هنا يطلق على الأشياء التي يشرف الإنسانُ عليها، مثل الإشراف على جوانب الحفرة أو حافة الوادي أو حافة النهر، وكذلك (شفة) الإنسان على جانبي فمه ويُطلق أيضاً على تحسن صحة المريض لأنّه يتسلط ويتغلب على المرض.
وعلى أيّة حال فقد شبَّه القرآن الكريم حياة عرب الجاهلية بمن يقف على شفا حفرة من النار ليسقط فيها بسهولة، نار تحرق كل شيء وتحوله إلى رماد.
كانت العداوة والنفاق والاختلافات مطبوعةً في نفوسهم وحاكمةً عليهم بحيث صرح القرآن الكريم لنبيّ الإسلام محمد صلى الله عليه و آله : إنّ من المستحيل القضاء على هذه الاختلافات بالطرق العادية وإيجاد الاتحاد والوحدة بينهم إلّا بمعجزة إلهيّة، وقد حصل ذلك على يد الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بإذن اللَّه : {لَو انفَقتَ مَا فِى الأَرضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَلَكنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم}. (الانفال/ 63)
إنَّ معاقرة الخمر واللعب بالميسر والأزلام كانت متفشية بحيث كان من الصعب القضاء عليها بمرحلة واحدة، لذلك جاء أمر تَحريم الخمر على عدّة مراحل (1).
كما أنّ أحد أكبر المفاسد الأخلاقية والاجتماعية هو مسألة (حقوق المرأة) في مجتمع عرب الجاهلية، فقد وصلت إلى الحد الذي يتفق مع ما قاله بعض المفسرين : إنّه عندما تحين ولادة المرأة في العصر الجاهلي تحفر حفرة وتجلس على شفتها فإن كان المولود بنتاً قذفته فيها، وإذا كان ولداً عصمته منها. وقد قال أحد شعرائهم بهذا الصدد مفتخراً :
سَميتُها إِذْ وُلدت تَموتُ والقبرُ صِهرٌ ضامنٌ ذمِّيتُ (2)
إنّ هذا العمل سواء كان بدافع الفقر المدقع والاعتقاد بعدم الفائدة الاقتصادية للبنات أو بدليل التعصب المفرط ضدهن لتفادي وقوعهن في الحروب أسيرات بيد الأعداء فهو أفضع وأوحش عادات عصر عرب الجاهلية.
وقد عاب القرآن هذه الاعتقادات مراراً بقوله تعالى : {وَاذَا بُشِّرَ احدُهُم بالأنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدّاً وَهُوَ كَظيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ القَومِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ايُمسِكُهُ عَلَى هُونٍ امْ يَدُسُّهُ فِى التُّرابِ الَا سَاءَ مَا يَحكُمُونَ}. (النحل/ 58- 59)
إنّ هذا العمل نوع من أنواع التعصب الأعمى لحفظ الشرف وقد جرهم لاقتراف أفضع الجرائم : (قتل الإنسان لطفله المسالم) وهو دليل واضحٌ على أعظم حالات الجهل وسقوط الأخلاق وانعدام العواطف الإنسانية والاستهانة بمنزلة المرأة في ذلك المجتمع الجاهلي وتعبير {أَيُمسِكُهُ عَلَى هُونٍ} يشير إلى أنّ وجود البنت يعدّ عاراً عندهم إلى الحد الذي يهرب من قومه وقبيلته تخلصاً من عارها، غافلًا عن أنّ مسألة عدم وجود بنت تعني عدم وجود امهات، وإذا انعدمت الامهات انعدم وجودهم أيضاً، يقول أحد شعرائهم في هذا الصدد :
لكل أبي بنت يُراعي شؤونها ثلاثةُ أصهارٍ إذا حُمِدَ الصهرُ
فبعلٌ يُراعيها وخِدرٌ يُكنّها وقَبرٌ يُواريها وخيرُهُم القَبرُ(3)
___________________
(1) والتفصيل في ذلك جاء في التفسير الامثل ذيل الآية 90 من سورة المائدة.
(2) تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 444.
(3) تفسير القرطبي، ج 6، ص 3734.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|