أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1632
التاريخ: 8-10-2014
2840
التاريخ: 13-11-2015
1389
التاريخ: 8-10-2014
1593
|
بعد ان إزداد ضغط المشركين وتعذيبهم، فكر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بإنقاذ ضعفاء المسلمين وتخليصهم من أذى المشركين فدعاهم للهجرة إلى الحبشة، وبالفعل هاجر إليها عدد منهم في السنة الخامسة للبعثة النبوية بعد سنتين من اعلان الدعوة الإسلامية وفي شهر رجب (1).
وبهذه الهجرة أخذ الإسلام يتحرك وينتشر بصورة جديدة لذلك قررت قريش اعادة المسلمين من الحبشة واخضاعهم لها، فأرسلوا هدايا ثمينة للنجاشي ملك الحبشة طالبين منه تسليم المسلمين لهم، وبالرغم من اعطاء هدايا اخرى لبطانة النجاشي للتعاطف معهم ولكن النجاشي قال لهم : إنّ هؤلاء قد لجأوا إلينا ولا يمكن تسليمهم مالم نسمع حديثهم، واحضر النجاشي المسلمين وأخذ يسألهم عن سبب لجوئهم إليه.
وانتخبوا جعفر بن أبي طالب ناطقاً عنهم للجواب عن استفسارات النجاشي الذي طلب منه أن يتلو عليه آيات من سورة مريم كانت تتضمن نظر رسول الإسلام صلى الله عليه و آله في المسيح وامّه مريم عليهما السلام، بعدها أعلن النجاشي إبقاء المسلمين عنده، وأرجع مبعوثي قريش.
ثم سأل النجاشي : «أي دين تدينون»؟ فقال جعفر : «أيّها الملك كنّا أهل جاهلية نعبدُ الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجِوار، ويأكل القوي منّا الضعيف حتى بعثَ اللَّه إلينا رسولًا منّا نَعرفُ نَسَبَهُ، وصدقَهُ وأمانتهُ وعفافهُ فدعانا لتوحيد اللَّه وأن لا نُشرك به شيئاً ونخلع ما كنّا نعبد من الأصنام وأمرنا بصدق الحديث وأداءِ الأمانة وصلة الرحم وحسنِ الجوار والكفّ عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم، وأمرنا بالصلاة والصيام .... فآمنّا به وصدّقناهُ وحرَّمنا ما حرّمَ علينا وحللنا ما أحلَّ لنا فتعدى علينا قومُنا فعذَّبونا وفتنونا عن ديننا ليردّونا إلى عبادة الأوثان فلما قهرونا وظلمونا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادِك واخترناكَ على من سواك ورَجَونا أن لا نُظلم عندك أيّها الملك» فقال النجاشي بعد أن سمع آيات من القرآن حول مريم والمسيح عليهما السلام : «اذهبوا فأنتم آمنون ما احبُّ أنّ لي جبلًا من ذهبٍ وأنني آذيتُ رجلًا منكم» (2).
ورجع سفراء قريش خائبين منكسين رؤوسهم.
وقد اقترن بتلك الأيّام إسلام رجل قوي من بني هاشم وهو الحمزة بن عبد المطلب (3) فزاد المسلمون قوة فوق قوتهم وصمموا على تلاوة القرآن بشكل جماعي وسط الملأ من قريش، وأول من قام بهذا العمل هو ابن مسعود فتعرض للضرب والشتم.
ويذكر التأريخ : «فغدا عليهم في الضحى حتى اتى المقام وقريش في انديتها ثمَ رفعَ صوتَهُ وقرأ سورة «الرحمن» فلما علمت قريش أنّه يقرأ القرآن قاموا إليه يضربونه وهو يقرأ ثم انصرف إلى أصحابهِ وقد اثّروا في وجههِ، فقالوا : هذا الذي خشينا عليك، فقال : ما كان أعداءُ اللَّه أهون عليَّ منهم اليوم ولئن شئتم لأغادينَّهم، قالوا : حسبُك» (4).
ومن هنا نفهم أنّ المسلمين كانوا يؤدون عباداتهم إلى جانب الكعبة حيث كان عددهم يزيدُ على الستين شخصاً وكانوا يتزاورون في بيوتهم لتعلّم القرآن.
_______________________
(1) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 344؛ الكامل، ج 1، ص 498.
(2) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 358؛ والكامل، ج 1، ص 499؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 73.
(3) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 311؛ والكامل، ج 1، ص 501؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 74.
(4) سيرة ابن هشام، ج 1؛ ص 336؛ الكامل، ج 1، ص 502؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 73.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|