أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2015
4251
التاريخ: 6-12-2015
3398
التاريخ: 6-12-2015
2117
التاريخ: 26-10-2014
1869
|
نقرأ في قوله تعالى : {هُوَ الَّذِى ارسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشرِكُونَ} (التوبة/ 33).
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الآية تأتي بعد آية : {يُرِيدُونَ انْ يُطفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِافواهِهِم وَيَأَبَى اللَّهُ الَّا انْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ}.
وأعطى اللَّه في هذه الآيات- كما في الآيات السابقة- الوعد في غلبة وانتصار الإسلام على كافة الأديان في العالم.
وحول السؤال القائل : ما هو المقصود بانتصار الإسلام على كافة الأديان؟ اعطى المفسرون عدّة احتمالات.
فالفخر الرازي يعطي خمسة تفاسير هنا تعد جواباً على الاسئلة المرتبطة بكيفية هذه الغلبة :
1- المقصود بالغلبة هو الغلبة النسبية والموضعية، ذلك إنّ الإسلام انتصر بمنطقه على جميع الأديان والمذاهب.
2- المراد هو الانتصار على الأديان في الجزيرة العربية.
3- المراد إخبار النبي صلى الله عليه و آله بجميع الأديان الإلهيّة (فسّرت جملة «ليظهره» هنا بمعنى الإخبار).
4- المراد النصر والغلبة المنطقية، أي أنّ اللَّه ينصر منطق الإسلام على سائر الأديان.
5- المراد النصر النهائي على جميع الأديان والمذاهب عند نزول عيسى عليه السلام وقيام المهدي عليه السلام إذ سيصبح الإسلام عالمياً.
ولا شك بأنَّ تفسير الآية بالنصر المنطقي وبصورة وعدٍ مستقبلي لا ينطوي على مفهوم صحيح، لأنّ النصر المنطقي للإسلام كان واضحاً منذ البداية، إضافة إلى ذلك فإنّ مادة «الظهور» و «الاظهار» (ليظهره على الدين كُلِّهِ) وكما يستفاد من موارد استعماله في القرآن المجيد، بمعنى الغلبة الخارجية والعينية كما نقرأ ذلك في قصة أصحاب الكهف : {انَّهُم انْ يَظْهَرُوا عَليَكُم يَرجُمُوكُم} (الكهف/ 20).
ونقرأ في قوله تعالى : {كَيفَ وَانْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرقُبُوا فِيكُم الًّا وَلَا ذِمَّهً} (التوبة/ 8).
ومن البديهي أنّ عَبَدة الأصنام من قوم أصحاب الكهف، ومشركي مكة لم ينتصروا منطقياً على المؤمنين باللَّه اطلاقاً، واقتصرت غلبتهم على الغلبة الخارجية فقط، وبناءً على هذا فإنّ المراد بغلبة الإسلام على جميع الأديان هي الغلبة الخارجية والعينية، وليس الغلبة المنطقية والفكرية.
إنَّ هذه الغلبة- وكما ورد نظير ذلك في البحث الماضي- لها مراحل مختلفة :
حصلت احدى مراحلها في عصر الرسول صلى الله عليه و آله، ومرحلتها الأوسع حصلت في القرون
التالية، ومرحلتها النهائية ستحصل عند قيام المهدي عليه السلام، لأنّ الآية الشريفة تتحدث عن غلبة الإسلام على جميع الأديان دون أي قيد وشرط، والغلبة المطلقة دون أي قيد أو شرط إنّما تتحقق بشكل كامل عندما تلقي ظلالها على جميع أرجاء المعمورة، كما ورد في رواية رسول الإسلام صلى الله عليه و آله إذ قال : «لا يبقى على ظهر الأرض بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ الّا أدخَلَهُ اللهُ كلمة الإسلامِ» (1).
ونقل شبيه هذا المعنى في تفسير «الدرّ المنثور» عن «سعيد بن منصور، و «ابن المنذر» و «البيهقي» في سننه عن «جابر بن عبد اللَّه» أنّه قال في تفسير هذه الآية :
«لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ صاحبُ ملةٍ الّا الإسلام» (2).
أجل سيتحقق هذا الوعد الكبير في ذلك اليوم الكبير.
ونقل هذا المعنى عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية السابقة، إذ قال : «واللَّه ما نزل تأويلها بَعْدُ ولا ينزلُ تأويلها، حتى يخرُجَ القائمُ، فاذا خرجَ القائمُ لم يبق كافرٌ باللَّه العظيم» (3).
وهذه الملاحظة على جانب من الأهميّة إذ إنّ الآية : {هُوَ الَّذِى ارسَلَ رسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الّدِينِ كُلِّهِ} قد ورد في ثلاث سورٍ من القرآن : الاولى في التوبة الآية 33 (كما مرَّ سابقاً)، والثانية في سورة الفتح الآية 28، والثالثة في سورة الصف الآية 9.
هذا التكرار يبيّن أنّ القرآن المجيد قد تابع هذه المسألة بتأكيد متزايد.
ونقرأ في حديث آخر نُقل في مصادر السنّة عن أبي هريرة : المقصود من الآية : {لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}، خروج عيسى بن مريم عليه السلام (ونحن نعلم أنّ خروج عيسى ابن مريم عليه السلام وطبقاً لما ورد في الروايات الإسلامية سيكون أثناء قيام المهدي عليه السلام) (4).
ونختم هذا البحث بحديث منقول عن «قتادة» المفسّر المعروف، إذ يقول في تفسير هذه الآية : «الأديانُ ستَّةٌ : الَّذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئون، والنصارى، والمجوس، والذين اشركوا، فالأديان كُلُّها تدخل في دين الإسلام» (5).
ومن الواضح أنّ هذا المعنى لم يتحقق بَعْدُ بشكل نهائي، ولن يتحقق إلّافي عصر قيام المهدي عليه السلام.
وهذه الملاحظة جديرة بالاهتمام أيضاً، وهي : أنّ المقصود بزوال الديانة اليهودية والمسيحيّة ليس بشكل كامل، بل المقصود حاكمية الإسلام على العالم اجمع (تأملوا جيداً).
______________________
(1) تفسير مجمع البيان، الآية التي نحن بصددها.
(2) تفسير در المنثور، ج 3، ص 231.
(3) تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 212.
(4) تفسير در المنثور، ج 3، ص 231.
(5) تفسير در المنثور، ج 3، ص 231.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|