أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-18
1120
التاريخ: 2023-03-20
1181
التاريخ: 2023-02-09
1954
التاريخ: 2023-03-19
1022
|
بالرغم من أنّ التاريخ مرآة كبيرة وجميلة تعكس الواقعيات إلّا أنّ المؤسف فيه هو وجود أيادٍ ملوَّثة سعت وتسعى دائماً لتغيير وتشويه الوجه الناصع لهذه المرآة، ولهذا السبب فإنّ هناك كثيراً من الشوائب في التاريخ تحول دون معرفتنا للحقيقة ودون تمييزنا الصادق من الكاذب منه.
إنّ سبب التشويه واضح، حيث لم يكن المؤرخون محايدين دائماً، بل كثيراً ما يؤرخون التاريخ بالشكل الذي يتناسب مع دوافعهم الشخصية والفئوية، هذا من جهة، ومن جهة اخرى فإنّ جبابرة كل عصر سعوا لإِغراء المؤرخين وجذبهم ليكونوا تحت سيطرتهم ونفوذهم، ليملوا عليهم ما يحلو لهم فيكتبوا ما يريد هؤلاء الجبابرة.
وبالرغم من المساعي التي تُبذل بعدَ زوال كلٍّ من الحبابرة والظالمين وتوفر أجواء حرة أكثر في سبيل إصلاح الأخطاء، وتصحيح ما لحق بالتاريخ من فساد، إلّا أنّ المؤرخين قد لا يوفّقون في هذا المجال لإصلاح الخطأ، أو تكون إصلاحاتهم غير كافية.
والملفت للنظر أنّ قضايا التاريخ تتبدّل كلما تبدلت الحكومات المستبدة ذات الميول والإتّجاهات المتضاربة، ف «بنو امية» مثلًا حرفوا التاريخ الإسلامي بشكل، و «العباسيّون» حرفوه بشكل آخر، كما أنّ الذين خلفوا العباسيين صاغوه بشكل آخر.
إنَّ (استالين) كتب في زمن ما تاريخ الثورة الشيوعية في روسيا بشكل، وقد دُرِّس هذا التاريخ في جميع المدارس آنذاك، والذين خلفوه كانوا يعتبرونه جلاداً مصاصاً للدماء فجمعوا تلك الكتب ودوّنوا تاريخ الثورة بصيغة اخرى، وهكذا فعل كل من خلف الحكومة في الاتحاد السوفيتي فكتب التاريخ بما يتناسب مع ميوله الشخصي والمذهبي.
ولهذا السبب، فإنّ البعض أساء الظن بالتاريخ وقال فيه- مبالغةً- هذه العبارة : «إنّ التاريخ مجموعة حوادث لم تحدث أبداً، وأقوام لم توجد أبداً»!!
إلّا أنّ الانصاف يفرض علينا أن نعدّ التاريخ أحد مصادر المعرفة بالرغم من الغبار الذي غطّاه، وذلك لأنّ التاريخ كأي خبر آخر منه «المتواتر» ومنه «الموثوق» ومنه «الضعيف» ومنه «المجهول».
ولا يمكن انكار ما تواتر في التاريخ عن جُند المغول وجيش هتلر والحوادث المفجعة في «الاندلس»، والمئات من هذه الحوادث، والذي يصلح للنفي والإثبات والإشكال هو جزئيات التاريخ، وهي بدورها إذا ثبتت بأخبار الثقات أصبحت صالحة للاعتماد عليها.
بالطبع فإنّ الأخبار الضعيفة في هذا المجال ليست قليلة.
وهذا حكم عادل بحق التاريخ، فينبغي عدم الأخذ بكل ما جاء في التاريخ، كما لا ينبغي نبذ كل ما ورد فيه.
وقد سَلِمَ قسمان من التواريخ من أي تحريف وتلويث وهما :
التواريخ التي ظلّت في صورة آثار تكوينية في الخارج، فلا يمكن تحريفها ببساطة، وقد أكد القرآن المجيد على هذا القسم كثيراً، وآيات «السير في الأرض» بهدف التعرف على تاريخ الامم السالفة ناظرة إلى هذا القسم منه.
والأكثر من ذلك التواريخ التي وصلتنا عن طريق «الوحي» مثل تواريخ القرآن التي تعتبر أصيلة وخالصة من جميع الرغبات والنزعات، فكما أن اللَّه عزّ وجلّ أفضل مقنّن فهو أفضل مؤرخ كذلك، لأنّه خبير بجميع الجزئيات ومنزه عن الاتجاهات الفردية والجماعية، ومع توفر هذين الشرطين فهو أفضل مؤرخ روى لنا التاريخ.
وقد يتعجب البعض ويسأل : لماذا يعيد اللَّه تعالى قصة نوح أو موسى أو فرعون أو مواجهة الأنبياء للمستكبرين والجبابرة عدّة مرّات؟
لقد غفلوا عن أن كل حكاية ناظرة إلى الحادث من زاوية واحدة فقد يكون لكل حدث تاريخي زوايا وجوانب متعددة، فقد ينظر- مثلًا- إلى تاريخ بني اسرائيل من حيث مواجهتهم لطاغوت زمانهم، وقد ينظر لتاريخهم من حيث عنادهم لأنبيائهم، وقد ينظر لتاريخهم من حيث عواقب الاختلاف والتشتت وعدم الاتحاد، أو من حيث آثار ونتائج نكران النِعَم، والخلاصة : إنّ كثيراً من الحوادث التاريخية كالمرآة ذات الأبعاد المختلفة، يسلط كلُّ بعد من ابعادها الأضواء على جانب من الجوانب ...
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|