أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-6-2021
3084
التاريخ: 2-06-2015
2640
التاريخ: 6-4-2016
2021
التاريخ: 22-3-2016
10855
|
تمّت الإشارة في القرآن الكريم إلى نوع آخر من العلم والمعرفة بالنسبة لسليمان عليه السلام ، والذي يبدو لأوّل وهلة أمراً عجيباً ، ألا وهو مسألة القدرة على مخاطبة الطيور وفهم حوارها ، ونقرأ في قوله تعالى : {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ} (النحل/ 16).
الكلام هنا طويل :
هل حقّاً تتكلّم الحيوانات ؟ كيف يكون حديثها ؟ هل بهذه الأصوات المتنوّعة التي تنبعث منها في مختلف الحالات ، أم أنّ هناك كيفية خاصّة أخرى ؟
لا شكّ أنّ للطيور أصواتاً متفاوتة وبحسب الظروف المختلفة ، كالغضب والرضا والجوع والعطش والمرض والضجر ، وأنّ بإمكان من لهم أدنى اطّلاع على حالها إدراك مرادها.
لكن من المستبعد أن تكون الآية أعلاه وأمثالها ناظرة إلى هذا المعنى ، إذ إنّها تحكي عن مطالب أدقّ وأهمّ ، فالبحث هو عن تفاهمها وتخاطبها مع الإنسان ، والحديث هو عن سلسلة من المفاهيم العالية والراقية.
مع احتمال إقدام البعض على حمل هذه الآيات وأمثالها على الكنايات أو لغة الأساطير ، توهّماً منهم باستحالة مثل هذا الشيء للحيوانات ، فامتلاك سليمان عليه السلام للمعجزة واطّلاعه على العلوم الإلهيّة الخاصّة لا يستبعد أبداً.
وهناك سؤال وهو : هل أنّ للحيوانات مثل هذا الفهم والشعور لتتحدّث مثلًا عن عبادة ملكة سبأ للشمس من دون اللَّه ؟
التمعّن في أسرار حياة الطيور ، والمطالب العجيبة التي ينقلها العلماء فيما يتعلّق بذهنها ومهارتها ودقّتها ، يكشف عن سقم وسطحية افتراض تجرّد الحيوانات خصوصاً الطيور من الشعور.
إنّ أبحاث العلماء تشير إلى أنّ للكثير من الحيوانات القدرة على تحديد الظروف الجويّة ، حتّى قبل حدوثها بعدّة أشهر ، في حين أنّ الإنسان ومع كلّ الأجهزة التي يستعين بها يعجز أحياناً عن مثل ذلك ، ولو لساعات قليلة قبل ذلك.
أغلب الحيوانات تعلم بالزلازل قبل وقوعها وتبدي ردّ فعلها لذلك ، في الوقت الذي تعجز فيه أجهزة رصد الزلازل عن تخمين ولو مقدّماتها.
غرائب حياة النحل واقتفائها العجيب للمناطق التي تكثر فيها الزهور ، ونشاطات النمل العجيبة وتطوّرها المعقّد ، ومعرفة الطيور المهاجرة بوضع الطرق حين تطوي أحياناً المسافة بين القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية ، واطّلاع البعض من الطيور على أحوال فراخها قبل تفقيسها ، وتوقّعها الدقيق لاحتياجاتها مع عدم امتلاكها لتجربة سابقة ، وأمور أخرى من هذا القبيل والتي ذكرت في الكتب المعتبرة والمستندة في هذه الأيّام ، تشير بمجموعها إلى أنّ لا غرابة في تمتّع الحيوانات بنوع من الحوار فيما بينها ، مع تمكّنها من التحدّث مع من له اطّلاع على أبجديات لغتها ، وخلق رابطة ما معه.
الكثير من آيات القرآن تدلّل على أنّ للحيوانات شعوراً وإدراكاً على خلاف ما يتوهّمه البسطاء ، بل بلغ الحدّ بالبعض إلى الإعتقاد بأنّ لكلّ ذرّات الكون بما فيها الجمادات نوعاً من الشعور ، ومن هنا فقد اعتبروا عموم تسبيحها مقروناً بالشعور.
هذه المواضيع تعود بطبيعة الحال إلى بحوث أخرى ذكرناها في محلّها ، امّا الذي ينبغي الإلتفات إليه هنا فهو مسألة اطّلاع البعض من الأنبياء على «منطق الطير» ، وتحدّث قسم من الحيوانات معهم ، والتي لا تعدّ علماً ضرورياً لأداء الرسالة بل باعثاً على كمال النبوّة.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يحتفي بإصدار العدد الألف من نشرة الكفيل
|
|
|