المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

استخلاف ابي بكر
15-11-2016
مراسم الزواج تقام ببساطة
17-5-2017
حجم سجلات المعروضات
4/9/2022
انواع الطاقة الانتاجية
31-5-2016
صيغ المبالغة
18-02-2015
استعمال الكلاب في الحروب.
2024-01-26


التفسير في عهد التدوين  
  
37485   07:30 مساءً   التاريخ: 13-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص532-534.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /

كـان الـتفسير في عهد نشوئه انما يتلقى شفاها ويحفظ في الصدور ، ثم يتناقل نقل الحديث يدا بيد هـكـذا كـان الـتـفـسير على عهد الرسالة ، وعلى عهد الصحابة والتابعين الاول اما في عهد تابعي الـتابعين ، فجعل يضبط ويثبت في الدفاتر والالواح ، و بذلك بدأ عهد تدوين التفسير الى جنب كتابة الحديث ، وذلك في اواسط القرن الثاني ، حيث راج تدوين الاحاديث المأثورة عن السلف .

ولـعل اول من سجل التفسير في الدفاتر والالواح هو مجاهد بن جبر ، توفي سنة (101هـ) يقول ابن ابـي مليكة : (رأيت مجاهدا يسال ابن عباس عن تفسير القرآن ، ومعه الواحه فيقول له ابن عباس : اكـتـب قال : حتى سأله عن التفسير كله ) (1) وكان اعلم الناس بالتفسير قال الفضل بن ميمون : (سمعت مجاهدا يقول : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات) (2).

وله تفسير متقطع ومرتب على السور ، من سورة البقرة الى نهاية القرآن يرويه عنه ابو يسار عبد اللّه بن ابي نجيح الثقفي الكوفي ، توفي سنة (131هـ) وقد صححه الائمة واعتمده ارباب الحديث ، وقد طبع اخيرا في باكستان سنة (1367 ه ق ) حسبما تقدم في ترجمته .

ويـذكـر ابن حجر عند ترجمته لعطا بن دينار المصري ـ وكان من ثقات المصريين ، توفي سنة (126هـ) ـ ان لـه تـفسيرا يرويه عن سعيد بن جبير ، قتل سنة (95هـ) وكان في صحيفة قال : ولا دلالـة انـه سـمـع مـن سعيد بن جبير وعن ابي حاتم انه اخذه من الديوان ، وذلك ان عبد الملك بن مروان ، توفي سنة (86هـ) سال سعيدا ان يكتب اليه بتفسير القرآن ، فكتب سعيد بهذا التفسير فوجده عطا بن دينار في الديوان فأخذه ، فأرسله عن سعيد (3) .

فهذا صريح في ان سعيد بن جبير جمع تفسير القرآن في كتاب ، وهذا الكتاب اخذه عطاء بن دينار وبـمـا ان سعيد بن جبير قتل سنة (95هـ) ولا شك ان تأليفه هذا كان قبل موت عبد الملك سنة (86هـ) فهذا التفسير قد كتب ودون قبل هذا الحين .

ويذكر ابن خلكان : ان عمرو بن عبيد ـ شيخ المعتزلة ، توفي سنة (144هـ) ـ كتب تفسيرا للقرآن عن الحسن البصري المتوفى سنة 116هـ (4).

ولابـن جريج ، توفي سنة (150هـ) تفسير كبير في ثلاثة اجزاء ، يرويه بواسطة عطاء بن ابي رباح عن ابن عباس ، توفي سنة (68هـ) ، ويرويه عنه محمد بن ثور وقد صححته الائمة (5) وذكر احمد بن حنبل : انه اول من صنف الكتب (6).

وامـثـال هـذه التفاسير مما كتب على الالواح او في صحائف ذلك العهد كثير ، كانت تقتضيه طبيعة الاخذ والتلقي ذلك الحين ، وقد قل الاعتماد على الحفظ والضبط في الصدور.

غير ان هذه التفاسير كانت مقتصرة على نقل المعاني وروايتها عن التابعين والاصحاب ، وثبتها في الدفاتر خشية الضياع ، و لم يكن التفسير قد توسع او دخله الاجتهاد في شكل ملحوظ.

ولـعـل اول مـن تـوسع في التفسير وضم الى جانب المعاني جوانب اخر ولاسيما التعرض لأدب الـقـرآن وذكر خصائص اللغة ، واجتهد في ذلك ، هو ابو زكريا يحيى بن زياد الفرا المتوفي سنة (207هـ) .

يذكر ابن النديم في (الفهرست ) ان ابا العباس ثعلب قال : كان السبب في املاء كتاب الفراء في معاني الـقـرآن ، ان عـمر بن بكير كان من اصحابه ، وكان منقطعا الى الحسن بن سهل فكتب الى الفراء : ان الامـيـر الـحسن بن سهل ، ربما سألني عن الشي بعد الشيء من القرآن ، فلا يحضرني فيه جواب فان رأيت ان تـجـمع لي اصولا ، او تجعل في ذلك كتابا ، ارجع اليه فعلت فقال الفراء لأصحابه : اجتمعوا حـتـى امـلـي عـلـيـكـم كـتابا في القرآن ، وجعل لهم يوما ، فلما حضروا خرج اليهم ، وكان في الـمـسـجـد رجـل يـؤذن ويقرا بالناس في الصلاة فالتفت اليه الفراء ، فقال له : اقرأ بفاتحة الكتاب نـفـسرها ، ثم نوفي الكتاب كله فقرأ الرجل ويفسر الفرا قال ابو العباس : لم يعمل احد قبله مثله ، ولا احسب ان احدا يزيد عليه (7).

ولا شك ان تفسير الفرا هذا هو اول تفسير تعرض لآيات القرآن آية آية ، حسب ترتيب المصحف وفـسـرهـا على التتابع ، و توسع فيه وكانت التفاسير قبله تقتصر على تفسير المشكل ، وبصورة مـتـقـطـعـة ، غير مستوعبة لجميع الآيات على التتابع وقد جنح الى هذا الرأي الاستاذ احمد امين المصري في (ضحى الاسلام )(8).

وعـلى أي تقدير ، فان ذلك يعد اول بذرة غرست للتفسير المدون بشكل رتيب فقد كان القرن الثاني من بدايته الى نهايته ، عهد تطور التفسير ، من مرحلة تناقله بالحفظ الى مرحلة كتابته بالثبت كما اخذ بالتوسع والشمول ايضا بعد ما كان مقتصرا على النقل بالمأثور.

وازداد فـي القرن الثالث فما بعد ، في الاخذ في التنوع ، وتلونه بالوان العلوم والمعارف والثقافات التي كانت دارجة في تلك العصور.
____________________

1- راجع تفسير الطبري ، ج1 ، ص31 .
2- تهذيب التهذيب لابن حجر ، ج10 ، ص43.
3- تهذيب التهذيب ، ج7 ، ص198-199 ، رقم 382 .
4- وفيات الأعيان لابن خلكان ، ج3 ، ص 462 ، رقم 503.
5- الإتقان في علوم للسيوطي ، ج4 ، ص208.
6- تهذيب التهذيب ، ج6 ، ص403-404.
7- الفهرست لابن النديم ، ص105 .
8- ضحى الإسلام لأحمد أمين ، ج2 ، ص140-141.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .