أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
795
التاريخ: 3-12-2015
600
التاريخ: 3-12-2015
641
التاريخ: 3-12-2015
4273
|
يستحب أن يخرج الناس حفاة على سكينة ووقار، لأنه أبلغ في التذلل والخضوع.
ولقول الصادق عليه السلام: " يخرج كما يخرج في العيدين "(1).
ويستحب أن يتنظف الخارج بالماء وما يقطع الرائحة من سواك وغيره، لئلا يتأذى غيره برائحته، ولا يتطيب، لان التطيب للزينة وليس يوم زينة. ويخرج في ثياب بذلته وتواضعه ولا يجدد. ولان النبي عليه السلام، خرج متبذلا متواضعا متضرعا(2).ويكون مشيه وجلوسه وكلامه في تواضع واستكانة.
[و] يستحب الخروج لكافة الناس، لان اجتماع القلوب على الدعاء مظنة الاجابة.
ويخرج الامام من كان ذا دين وصلاح وشرف وعفاف وعلم وزهد، لان دعاءهم أقرب إلى الاجابة. ويخرج الشيوخ والعجائز والاطفال، لأنهم أقرب إلى الرحمة وأسرع للإجابة، لقوله عليه السلام: (لولا أطفال رضع، وشيوخ ركع، وبهائم رتع(3)، لصب عليكم العذاب صبا)(4).
وقال عليه السلام: (إذا بلغ الرجل ثمانين سنة، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)(5).ولا تخرج الشواب من النساء ليؤمن الافتتان بهن. ويمنع الكفار من الخروج معهم وإن كانوا أهل ذمة، لأنهم مغضوب عليهم وليسوا أهلا للإجابة. ولقوله تعالى: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14].و لأنه لا يؤمن أن يصيبهم عذاب فيعم من حضرهم، فإن قوم عاد استسقوا، فأرسل الله تعالى عليهم ريحا صرصرا فأهلكتهم. وقال إسحاق: لا بأس بإخراج أهل الذمة مع المسلمين - وبه قال مكحول والاوزاعي والشافعي في قول - لان الله تعالى ضمن أرزاقهم، كما ضمن أرزاق المؤمنين، فجاز أن يخرجوا ليطلبوا رزقهم(6). وقال الشافعي وأحمد: يكره للإمام إخراجهم، فإن خرجوا، لم يمنعوا لكن لا يختلطون بنا(7).قال الشافعي: ولا أكراه من اختلاط صبيانهم بنا ما أكره من اختلاط رجالهم، لان كفرهم تبع لآبائهم لا عن عناد واعتقاد(8).والحق ما قلناه أولا. وكذا يكره إخراج المتظاهر بالفسق والخلاعة، والمنكر من أهل الاسلام. ويخرج معهم البهائم، لأنهم في مظنة الرحمة وطلب الرزق مع انتفاء الذنب.
ولقوله عليه السلام: (وبهائم رتع)(9) فجعلها سببا في دفع العذاب. وقال الشافعي: لا آمر بإخراجها، لان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخرجها، فإن أخرجت فلا بأس(10).ولا حجة في الترك، للاكتفاء به صلى الله عليه وآله، عن كل أحد.
وقال بعض الشافعية: يخرجهم لعل الله أن يرحمها(11).ولان سليمان عليه السلام خرج ليستسقي فرأى نملة قد استلقت على ظهرها وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك (لا غنى بنا) عن رزقك، فقال سليمان عليه السلام: إرجعوا فقد سقيتم بغيركم(12).ويأمر السادة بإخراج عبيدهم وعجائزهم وإمائهم ليكثر الناس، والتضرع والاستغفار، ويأمرهم الامام بالخروج من المظالم، والاستغفار من المعاصي، والصدقة، وترك التشاجر ليكون أقرب لإجابتهم، فإن المعاصي سبب الجدب، والطاعة سبب البركة.
قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأعراف: 96].ويفرق بين الاطفال وأمهاتهم ليكثروا البكاء والخشوع بين يدي الله تعالى، فيكون أقرب للإجابة، ويخرج هو والقوم يقدمونه ذاكرين إلى أن ينتهوا إلى المصلى.
______________
(1) الكافي 3: 462 / 1، التهذيب 3: 148 / 149 / 322.
(2) سنن أبي داود 1: 302 / 1165، سنن ابن ماجة 1: 403 / 1266، سنن الترمذي 2: 445 / 558، سنن النسائي 3: 156، سنن البيهقي 3: 344، مسند أحمد 1: 355، المحرر في الحديث 1: 296 / 493، موارد الضمآن: 159 / 603.
(3) رتعت الماشية: أكلت ما شاءت. الصحاح 3: 1216 " رتع".
(4) سنن البيهقي 3: 345، الجامع الصغير للسيوطي 2: 443 / 7523، نثر الدر 1: 153، مجمع الزوائد 10 / 227 نقلا عن البزار والطبراني في الاوسط.
(5) مسند أحمد 2: 89 وفيه: التسعين، بدل ثمانين، وفي الخصال للصدوق: 545 / 21 بلفظ: (من عمر ثمانين...).
(6) الوجيز 1: 72، المجموع 5: 72، حلية العلماء 2: 273، مغني المحتاج 1: 323.
(7) المهذب للشيرازي 1: 131، المجموع 5: 71 و 72، فتح العزيز 5: 95، الام 1: 248، حلية العلماء 2: 273.
(8) الام 1: 248، المجموع 5: 71 و 72.
(9) تقدمت الاشارة إلى مصادره في الهامش(4).
(10) الام 1: 248، المجموع 5: 71، فتح العزيز 5: 93.
(11) قاله أبو إسحاق المروزي كما في المهذب للشيرازي 1: 131، وحلية العلماء 2: 272.
(12) الفقيه 1: 333 / 1493.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|