أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-09
![]()
التاريخ: 23-2-2022
![]()
التاريخ: 2023-06-14
![]()
التاريخ: 2023-03-08
![]() |
ما أن تتشكل الأوتار الثابتة، حتى تستقر لمدة طويلة، كما سوف نرى. ومنذ الوقت الذي تشكلت فيه عند 30-10 ثوان، كونت تكتلاً هائلاً يعد الخلفية التي تطورت فيه الجسيمات والنوى والذرات وحققت أهدافها في الكون.
وما دامت الأوتار لم تتأثر بضغط الإشعاع مثل البلازما، إذن يمكنها أن تعمل كنواة متكاثفة - بذوراً - لتشكيل المجرات والعناقيد المجرية، والعناقيد المجرية الفائقة شريطة أنه يمكنها البقاء فترة طويلة كافية لتحقيق ذلك كان المتحدث الرئيسي لفكرة الأوتار الكونية، هو (نبيل) (توروك) الفيزيائى النظري الشاب الذي يعمل أصلاً في كلية إمبريال في لندن، وقد قضى توروك زمناً طويلاً في الولايات المتحدة الأمريكية ويسعدني القول إن جولاته شملت قسمى القديم في جامعة فيرجينيا، لقد جعل عمل حياته بقدر ما يمكن أن ينطبق هذا القول على رجل لم يصل إلى الثلاثين بعد إماطة اللثام عن سلوك الأوتار الكونية، وتفسير معادلات النظرية المعقدة للمجال الكمي، التي تصفها. وأسلوب توروك مثير للإعجاب لشموليته ودقته التي بلغت أوجها وبدلاً من اتباع المسار العادى فى البحث، بأن تميط اللثام عن سلوك الأوتار الكونية ثم تترك
للآخرين إيجاد تأثير الأوتار على مشكلة المجرات وكيفية تشكلها، قرر (توروك) ومن معه من العلماء الشباب أن يتعلموا علم الكون. وليس من المعتاد أن الباحثين، وهم في قمة حماسهم لاكتشاف فرع جديد من المعرفة، أن يتوقفوا عن أبحاثهم ليعلموا أنفسهم بهذه الطريقة، والأكثر غرابة من هذا، حقيقة أن أكثر النقاد قسوة على الأوتار الكونية ويدعى (ب. ج . أ . بيبلس) من جامعة برنستون - كان هو المعلم الخاص لهم. والرأي عندي، أن هذا التعاون الوثيق بينهم، هو تعبير عن أرقى النماذج المثالية للمجتمعات العلمية.
ويبدو أن الصورة التي تنبع من عمل (توروك)، تحمل في طياتها الحل لكثير من المشاكل التي وضعت في هذا الكتاب الذي بين أيديكم. كما أنه من السهل تكوين صورة ذهنية لها. ووفق محاكاة (1) الحاسوب - خلال عملية تجميد نظريات التوحيد العظمى - كونت الشوائب سلسلة طويلة ومتصلة، مثل تلك الموضحة في أ بالشكل (123) عندئذ كانت الأجزاء المختلفة من الأوتار تندفع خفاقة حولها عبر الفضاء، وهي تتحرك تقريباً بسرعة الضوء. وعندما تتقاطع الأوتار الأولية - كما هو موضح في نفس الشكل - فإن أبحاث توروك تبين أن الأنشوطة الظاهرة تنفصل وتتحطم.
الشكل1
حينئذ، وبعد فترة قصيرة امتلأ الكون بأنواع متباينة من الأوتار الكونية مختلفة
الحجوم والأشكال. فالبعض منها كان مثل الخيوط الأفعوانية والطليقة والخفاقة. ويمكن لمثل هذه الأوتار أن تجذب المادة المحيطة إلى مستوى معين، بينما هي تخفق رائحة غادية.. والشكل المالوف للوتر كان مثل أنشوطة مغلقة، مشابه لذلك النوع الموضح في ب. وتلك الأنشوطات هي التي كانت تجول في ذهني عندما ذكرت الثعبان الذي يلتهم ذيلة". وحول هذه الأنشوطات، أخذت المادة تنجذب إليها، وتتجمع في شكل عنقود كروى أو على شكل سيجار. والأمر المثير للاهتمام عن هذه الأشكال - على الرغم من ذلك - ليس نظامها الهندسي في المقام الأول، بل أيضا مراحل تطورها. فعلى سبيل المثال، لو حدث أنه خلال مرحلة تذبذبات الأوتار الكونية في الفضاء، لابد أن أنشوطة قد اتخذت شكل "ثمانية باللغة الإنجليزية 8 وعندما يتقاطع خط من الوتر مع آخر فإن هذه الثمانية، سوف تنشطر إلى أنشوطتين منفصلتين، كل واحدة منها، جزء من الثمانية الأصلية، كما هو موضح فى ج بالشكل (3-12) وأطلق (توروك) على هذه العملية انسلاخ الأنشوطات". وهكذا، فما أن تتشكل الأوتار الكونية، فإنها لن تبقى ككيانات ساكنة في الفضاء. بل سوف ينتابها التغير بينما تتحرك هنا وهناك، مع الأنشوطات الضخمة التي ستصبح أصغر حجما مع مرور الزمن. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يجعل من نظرية الأوتار أكثر تعقيداً، فإنها تعطينا أيضا فرصة لاختبار مدى صحتها مع الأرصاد والملاحظات الفعلية. وبعد اقتفاء أثر تطور الأوتار عبر مرور الزمن، يمكننا أن نسأل أنفسنا عن كيفية انتظام المادة التي انجذبت إليها. ولو أخبرتنا النظرية بأن الأوتار جميعها تتشكل كأجزاء من أجرام فضائية في حجم المجرات (أو أصغر)، قبل فك اقتران الإشعاع، إذن، فإن نظرية الأوتار تتنبأ بكون تتبعثر فيه المجرات - إلى حد ما - بطريقة عشوائية عبر كل الفراغ. ومن جهة أخرى، إذا حدث وظلت الأوتار في حجم العناقيد الفائقة المجرية، فإننا نتوقع كونا تكون فيه كل المجرات، تنتظم في سلسلة، على طول خطوط في الفضاء، موسومة بالأوتار. وبالطبع، فإن الكون الفعلى يقع في مكان ما بين هذين الرأيين المتطرفين، على الرغم من أنه يكون أشد قرباء من الأخير أكثر من الأسبق.
وواحد من أعظم إنجازات أبحاث توروك وزملائه، تحقق أثناء حسابهم لمدى قوة الترابط المتوقعة للمجرات، لو أن الأوتار موجودة بالفعل إن قوة الترابط - كما تتذكر - هي احتمالية وجود مجرة عند موقع معين في الفضاء، فلابد من وجود مجرة أخرى عبر مسافة معينة من المجرة الأولى. وفى كون عشوائي بالكامل، فإنك تتوقع أن تجد مجرات تفصل بينها مسافات متباينة، ولن يكون أي فصل مشابه لغيره. ومن جهة أخرى، فإن أى تنظيم دقيق للكون، حيث توجد بين المجرات كلها، نفس الفواصل الزمنية تماما، حيث تكون قوة الترابط تساوى صفرا في كل مكان، إلا عند ذلك
الفاصل المختار وباستخدام ميكانيكا الأوتار الكونية (1) ، يمكننا أن نتوصل إلى كيفية تكتل المادة في معظم الأحيان - حول أنشوطات ذات أحجام متباينة وكذلك المستويات، ومن هذه النقطة يمكننا أن نتنبأ بعدد المرات التي نتوقع فيها إمكانية المجرات أن تقع في مجموعات بمختلف الأحجام. وهذا يعنى أنه عندما تم حساب الأحجام المتوقعة للأوتار الكونية، فإن الفواصل المحتملة بين المجرات، يمكن حسابها أيضا. ويوضح الشكل (2)، ما أعتقد أنه أقوى برهان متاح عن حقيقة الأوتار الكونية.
الشكل 12.4
فعلى المحور الرأسي نخطط بيانيا عن طريق الإحداثيات قوة الترابط، أما في الخط الأفقى، فإننا نخطط لمسافات الانفصال بين المجرات. ويمثل الخط الثابت، التنبؤ بالاحتمالية التي يمكن استنباطها من نظرية الأوتار، بينما تمثل النقاط تلك البيانات التي تم الحصول عليها من الأرصاد والملاحظات (توضح الخطوط الرأسية المرفقة بالنقاط اللا محققيات (1) التي يشعر الفلكيون بها كامنة في قياساتهم)، والتوافق ما بين التنبؤ والأرصاد والملاحظات، لافت للنظر.
ولو قبلنا هذا الدليل، فإن صورتنا الذهنية عن الكون المبكر، لاتزال أخاذة أكثر. وبعد فترة وجيزة من تجميد نظرية التوحيد العظمى، كان الكون مثل هوة مروعة، تطن في كل مكان منه، كل من الأوتار الكونية الحرة وتلك التي في الأنشوطات، حيث تتصادم ببعضها وتطرح الأنشوطات، وتشارك في التمدد الكوني. ومع مرور الزمن مرت المادة العادية بمجالات التجميد المتباينة المبينة إجمالاً في الفصل الثالث، وبقيت الأوتار في الخلفية، حيث تطورت وفقاً لقوانينها الذاتية. وطوال تلك الفترة، قامت أيضاً ببذل شد تجاذبي على المادة الأخرى الموجودة مما جعلها تتجمع في شكل كتل أصبحت مجرات فى نهاية الأمر. وهذه التجمعات من المادة حول الأوتار تتكون من كل المادة المظلمة والمادة العادية، إذ إن كليهما متأثران بالقوة التجاذبية. ومن خلال وجهة النظر هذه تتخذ المجرات شكلها مع مكوناتها من المادة المضيئة والمظلمة الموجودة بالفعل داخلها. والمجادلات المعقدة عن التحيز، والتي تحتاج إليها نظريات المادة المظلمة الباردة، ليست لها ضرورة هنا.
من وفضلاً عن ذلك، فليس ثمة صعوية في شرح البنى الكونية مثل العنقود المجرى الفائق المروع الفرس الأعظم - الجبار) ومن الطبيعي أن يجذب الوتر الكوني الطويل المادة إليه، وهذه المادة سوف تكون المجرات طبيعيا، وستبدو هذه المجرات مثل خرزات في عقد. وسوف تكون الأشكال الأخرى من الأوتار، أنواعاً أخرى من العناقيد المجرية. ولعل الرفض الثابت والحازم، أن الكون يظهر تجانسا - عندما ننظر إلى أضخم المستويات فيه - يعكس، ببساطة، الحقيقة بأن الكون ليس متجانساً، وهذه الخاصية هي إرث للدقيقة الأولى عند تجميد نظريات التوحيد العظمى، مما أدى إلى تشكيل الأوتار، بنفس الطريقة التي كون فيها الثلج بنى على سطح البحيرة المتجمدة.
|
|
لشعر لامع وكثيف وصحي.. وصفة تكشف "سرا آسيويا" قديما
|
|
|
|
|
كيفية الحفاظ على فرامل السيارة لضمان الأمان المثالي
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تجري القرعة الخاصة بأداء مناسك الحج لمنتسبيها
|
|
|