تم تقسيم الأقاليم المناخية في القارة على أساس كمية الأمطار الساقطة ودرجات الحرارة إلى :

1 - المناخ الصحراوي : يشمل النطاق الجاف وشبه الجاف ويتركز المناخ الجاف في نطاق الصحراء الكبرى ويمتد لعرض يتراوح من 1200 - 1400كم وهي أعظم المناطق الصحراوية في العالم وتعتبر امتداداً إلى الصحراء الآسيوية حيث تتأثر بكتلة آسيا القارية وتمتاز بقلة أمطارها وتذبذبها حتى ضمن مرتفعات تبستي والأحجار بسبب تباعد أجزائها من المسطحات المائية ووجود سلاسل جبال أطلس التي تعيق الرياح الشمالية الغربية الممطرة.

أما الرياح الموسمية الجنوبية الغربية فلا تصلها، وتختلف كمية الأمطار في الصحراء من منطقة إلى أخرى وتتوزع ضمن حدود 100 ـ 150ملم ويتميز المناخ بارتفاع المدى الحراري اليومي والسنوي وتتعرض لرياح شمالية شرقية، تمتاز بجفافها بسبب مرورها على مساحات شاسعة من اليابسة ولمرورها على مناطق ذات حرارة مرتفعة وتمتاز السواحل الغربية للصحراء الكبرى بقلة حرارتها لتأثير تيار الكناري البارد وتختلف صحراء كلهاري وناميبيا عن الصحراء الكبرى باعتبارها أقل تطرفاً بسبب ضيق القارة في الجنوب وكونها أقل اتساعاً من الصحراء الشمالية .

ويظهر نطاق آخر للصحراء في شرق القارة متمثل في سواحل الصومال وأريتريا وخليج عدن وجاء جفاف هذه المنطقة نتيجة لأن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية الصينية تهب بموازاة الساحل، أما الرياح الموسمية الشتوية الآتية إلى الهند تصل الصومال جافة وقد أفرغت كل حمولتها . من يظهر إقليم المناخ شبه الجاف في ثلاث مناطق تمثل طوق للصحراء السالفة الذكر التي يقل فيها التطرف الحراري بالإضافة إلى ارتفاع كمية الأمطار الساقطة كما توجد قيمة فصلية للمطر .

2 - مناخ البحر المتوسط : يشمل المناطق الشمالية كما في المغرب والجزائر وتونس وأجزاء من ليبيا وجنوب غرب القارة وبالذات مقاطعة الكاب ويتميز بأمطاره الشتوية المتذبذبة التي تسببها الجبهات الهوائية القطبية البحرية ويتميز هذا الإقليم المناخي بدرجات حرارة تقدر ما بين 24 - 28 درجة مئوية في الصيف، وفي الشتاء 13 درجة مئوية وتسقط أمطار شتوية تقدر بـ 24 بوصة، ونطاق هذا الإقليم في القسم الجنوبي ويوجد في إقليم الكاب ويتمثل في أمطار شتوية بسبب وصول الهواء القطبي المار على المحيط ويسبب في بروز جبهات هوائية، أما في الصيف فيكون جاف وحار.

3 ـ المناخ المعتدل الدفيء : يشمل النصف الجنوبي الشرقي فيما بين 20 - 30 درجة شرقاً وهو ذو مطر معتدل طول العام ونتيجة لارتفاع النطاق زاد في كمية نزول المطر في الصيف .

4 - المناخ المداري : يشمل مساحات واسعة من القارات، وهو مناخ انتقالي ما بين المناخ الجاف وأشباهه والمناخ المطير ويمتاز بزيادة كمية الأمطار وتزداد كمية المطر كلما اتجهنا نحو العروض الاستوائية، ويسود الجفاف لمدة 4 أشهر في السنة فقط .

ويمكن تقسيمه إلى مناخ مداري بحري وقاري وآخر فوق المرتفعات أما المداري البحري ويمتاز بالدفء والرطوبة، أما في الجنوب فيكون تمايز الفصول الحرارية هو العامل المميز ويمكن التفريق بين الصيف والشتاء عن طريق التباين الحراري.

ويتوزع هذا النشاط من خط عرض 10 درجات جنوباً و30 درجة جنوباً  أما القاري فيتميز بقمة مطرية صيفية مرتبطة بالهواء المداري والشتاء جاف بسبب كتلة الهواء المداري القاري والرطوبة منخفضة والسماء صافية وارتفاع درجة الحرارة التي تزيد على المناخات الاستوائية ويتوزع على شمال وجنوب دائرة الاستواء ويختلف هذا النطاق فوق المرتفعات حيث تشمل قمة واحدة للمطر ودرجة الحرارة فيه معتدلة ويسود هذا النظام في معظم هضبة جنوب إفريقيا.

5 - المناخ الاستوائي : ويتصف هذا النطاق بأن متوسط درجة الحرارة الشهرية 22 درجة مئوية والمدى الحراري السنوي قليل جداً بحيث لا يزيد عن 3 درجات مئوية أما المدى الحراري اليومي فهو حوالي 8.5 درجة مئوية بسبب تأثير الشمس على حرارة الجو وتسقط به كمية أمطار كبيرة بسبب الكتل الاستوائية البحرية وتزداد الغزارة على المناطق المرتفعة التي تعترض اتجاه الرياح كما في مرتفعات الكاميرون وتختلف كمية نزول المطر على شرق مدغشقر وغربها بسبب امتداد الجبال من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ويمتد هذا النطاق من إقليم البحيرات الطولية حتى حوض الكونغو ومع الامتداد على ساحل خليج غينيا إلى ليبيريا في الغرب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يوسف عبد المجيد فادي - جغرافية المناخ والنبات - دار النهضة - بيروت ـ ص 154.