المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاعتدال في الغذاء  
  
141   09:11 صباحاً   التاريخ: 2025-04-01
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص217ــ221
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

وهو بأن لا يكثر الإنسان من تناول الطعام والشراب زيادة عن المقدار اللازم لحاجته الجسدية، وهذا ما أشارت إليه الآية المباركة: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].

وفي الواقع إنَّ الاعتدال في الطعام والشراب أساس الصحة الجسدية والإفراط فيه أساس المرض لذا ورد عن الإمام علي (عليه السلام): ((إنَّ في القرآن لآية تجمع الطب كلّه {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].

والإسراف هو الإفراط في تناول الطعام والشراب، وهو يشمل الإفراط في الكم، والإفراط في الكيف فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((وإنَّ من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت))(1).

وقد ذكر الفقهاء أنَّ الإسراف من المكروهات في الشرع الإسلامي وأنه يصل إلى مرحلة الحرام إذا كان فيه ضرراً على النفس.

وقد تبين من خلال التجارب في علم التغذية أن الجسم الطبيعي بحاجة إلى ما بين 1800 - 3500 وحدة حرارية تؤمنها له 100 - 200 غرام من البروتينات و200 - 350 من النشويات و 15 – 25 غرام من الدهنيات، إضافة إلى الأملاح المعدنية والفيتامينات(2).

فكل ما زاد عن هذه الحاجة فهو من الإسراف وله مضاعفات سلبية ومرضية وما نقص عن ذلك فهو ضرر أيضاً وهو التعبير المنهي عنه في الأحاديث الشريفة.

وقد بين النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) هذه الحاجة بقوله: ((ما ملأ آدمي وعاءً شرّاً من بطنه وحسب ابن آدم لُقيمات يُقمن صلبه، فإن كان لا بُدَّ فعالاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه))(3).

معنى ذلك أنَّه يكفي للإنسان لقيمات تحتوي على مواد كافية لاحتياجات الجسم فلا تُضعف قوته ولا تخور، فإن أراد الزيادة على ذلك، فليأكل في ثلث بطنه ويدع الثلث الآخر للماء والثالث للهواء، ولما كان في الإنسان جزء أرضي ترابي وجزء مائي، جزء هوائي فقد قسم النبي (صلى الله عليه وآله) احتياج المعدة إلى الطعام والشراب والنفس.

فمراتب الطعام ثلاثة:

مرتبة الحاجة.

مرتبة الكفاية.

ومرتبة الفضلة.

والعناصر الغذائية الضرورية للجسم هي:

1 - الفيتامينات: وهي التي تعطي الجسم حاجته من أسباب الحياة، وفقدانها يؤدّي إلى الضعف والمرض والاضطراب في الصحة.

والجسم لا يكوّن الفيتامينات بنفسه ولكنه يستمدها من الفواكه والأغذية النباتية أو من الحيوان الذي تغذّى بالنبات، وتكون بشكل كبير في الأعضاء الهامة من الحيوانات كالكبد والقلب وفي الأجسام الهامة من النباتات كالأوراق الخضراء والثمار، ويتناقص مقدارها كُلَّما بعدت الشقة بينها وبين الحياة فالبطاطا المقطوفة حديثاً تحوي 25 ملغرام من الفيتامين (ت) في كل مائة كيلو، وبعد 24 ساعة تتناقص إلى 14 ملغرام وبعد أسبوعين تصل إلى 6 ملغرامات وهكذا.

والفيتامينات المكتشفة حَتَّى اليوم سُميت بحروف الأبجدية للسهولة بدلاً من تسميتها وفقاً لتركيبها الكيماوي المعقد ولكل نوع من أنواع الفيتامينات عمله الخاص في الجسم وفقدانه أو حَتَّى شحّه يُسبب اضطراباً في الصحة(4).

2- البروتينات: وهي مواد ضرورية لبناء وفعالية الجسم خصوصاً أثناء فترة النمو والعمل الشاق والحمل والرضاعة. تتكون البروتينات من مجموعة من الأحماض الأمينية اللازمة لبناء الخلايا والانزيمات والهرمونات وبروتينات الدم.

يحتاج الجسم العادي إلى ما يقل عن (1غم) من البروتين لكل كيلوغرام من وزن البدن، وتزداد الحاجة في حالات الحمل والرضاعة والرياضة.

المصدر الرئيسي للمواد البروتينية هي اللحوم، الحليب والبيض والبقليات كالباقلاء، والفاصوليا، والحمص، والعدس، يأتي بعدها الفواكه والخضراوات التي تحتوي على نسبة لا بأس بها من المواد البروتينية. اللحوم: تشمل اللحم الأحمر (البقر والأغنام) واللحم الأبيض (السمك بأنواعه والدجاج والطيور).

3- الدهنيات: وهي تزود الجسم بنسبة كبيرة من الطاقة الضرورية ويحتاج منها حوالي (30 غم) يومياً، وتزداد هذه الحاجة في حالات العمل المجهد وتعتبر الشحوم الحيوانية المصدر الرئيسي لبعض الفيتامينات مثل فيتامين A وفيتامين وفيتامين D، أما الشحوم التي تحتويها الفواكه والخضراوات فهي مصدر آخر للطاقة، وتحتوي على فيتامين E.

4- النشويات والسكريات: وهي تزود الجسم الإنساني بنسبة 50٪ من الطاقة الضرورية لفعالية البدن اليومية، وحاجة الإنسان اليومية منها تتراوح بين (300 - 500غم)، ونظراً للطاقة الكبيرة الموجودة فيها أكد الإسلام العظيم على لسان رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله) على أهميتها حين قال: ((المؤمنون حلويون)) أما المصادر الرئيسية للنشويات والسكريات فهي قصب السكر والبنجر، والتمر، والعسل، والبطيخ، والتين والعنب والفواكه الأخرى، والحبوب كالحنطة والشعير، والذرة، وبعض الحبوب الأخرى التي تحتوي على نسب مختلفة من المواد النشوية والسكرية ولنا في قول الإمام الصَّادق (عليه السلام) خير دستور حين قال: ((السكر ينفع من كلِّ شيء ولا يضر من شيء)).

5- الماء: وهو يكون الجزء الأعظم من وزن الإنسان 62٪، ويحتاج الجسم يومياً إلى كمية من الماء تتراوح ما بين 2 ـ 3 ليتر.

6ـ الأملاح والمعادن.

7- الحديد .

وهو مادة ضرورية للحيوان والإنسان، إذ بدون هذه المادة لن يستطيع الاستفادة من عملية التنفس واستخلاص الأوكسجين من الهواء، وبدون الحديد لا يقوم الدم بواجبه فتضطرب الدورة الدموية ويشحب الوجه وتقل الشهية نحو الطعام.

___________________________

(1) الفرقان: ج8، ص 84.

(2) علم الطب النبوي: ص 211، مع الطب في القرآن الكريم: ص129.

(3) طب الإمام علي (عليه السلام): ص 370.

(4) الغذاء لا الدواء: ص 517، وصحتك في المطبخ: ص 20. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.