أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2016
![]()
التاريخ: 25-8-2016
![]()
التاريخ: 28-7-2016
![]()
التاريخ: 2-8-2016
![]() |
تفهم التفسيرات الفلسفية الخاطئة لميكانيكا الكم بأفضل ما يمكن إذا راعينا أن أسلوب المعالجة المستخدم فى حالة التفسيرات الخاطئة للنظريات السابقة، قابل للتطبيق هذا كذلك وبالطريقة ذاتها سواء من الناحية السيكولوجية أو من الناحية المنطقية.
بادئ ذي بدء، ينبغى توضيح مفهوم التتام فى الفيزياء كثيرا ما نقرأ الصيغة التالية: "يستحيل قياس الموضع والسرعة لجسيم متحرك، في آن واحد". لذا فإن العالم، من منظور الميكانيكا الكلاسيكية ملىء بجسيمات ذات مواضع وسرعات محددة، ولكن لا يمكن الحصول على أى معلومات عنها. وهذا الأسلوب في طرح المسألة، والذى تلعب فيه حالات الجسيمات دور "الشيء في ذاته في الفلسفة المثالية يؤدى إلى مشكلات كاذبة لا حصر لها ؛ فهو يقدم أشياء فيزيائية، أي جسيمات ذات مواضع وسرعات محددة، لا تذكر عنها القوانين الفيزيائية لميكانيكا الكم شيئًا البتة. هذه الأشياء أو الأجسام تلعب دورًا مشابها لدور نظام الإسناد الساكن سكونا مطلقاً، والذي يرغب البعض إضافته لنظرية النسبية ولكنه لا يتحقق أبدا في أي قضية فيزيائية. وفي كلتا الحالتين يعزى سبب هذه الإضافة المنشودة إلى ما حظيت به هذه التعبيرات من فائدة فى سابق عهد الفيزياء، وجعلت منها فلسفة المدارس مكونات لـ العالم الحقيقى"، مما يستوجب إذن الاحتفاظ بها إلى الأبد.
وثمة طريقة أخرى لتمثيل الموقف، وهى القول بأن الجسيمات بصفة عامة ليس لها أصلاً مواضع وسرعات محددة في آن واحد". وفى نظرى فإن هذا الأسلوب في التعبير تشوبه الصعوبة فالربط بين كلمات جسيمات ذات موضع غير محدد أو سرعة غير محددة، يخالف القواعد اللغوية التي بمقتضاها تستخدم الكلمات جسيم"، و "موضع، و غير محدد بشكل معتاد في الفيزياء وفى الحياة اليومية. وبطبيعة الحال ليس ثمة ما يحول دون إدخال قواعد نحو جديدة لهذه الكلمات لأغراض ميكانيكا الكم. وفي هذه الحالة، فإن تعبيرات مثل جسيم ذو موضع غير محدد" يمكن استخدامها في الفيزياء دون خطورة. وهناك الكثير من الأعمال الصحيحة عن نظرية الكم ينطبق عليها ذلك. ومع ذلك ينشأ الكثير من سوء الفهم بمجرد استخدام هذه الطريقة في الحديث عن موضوعات خارج نطاق نظرية الكم، ولا يمكن تحقيق هذا التحول إلى مجالات أخرى إلا بإعتبار الجسم ذى الموضع غير المحدد من مكونات العالم الحقيقي وحينئذ نتعرض تماماً للتفسيرات الفلسفية الخاطئة في البند (أولاً).
أعتقد أن نقطة البداية فى طرح وصف صحيح لفكرة التتام تتمثل في الاستعانة بأكبر قدر من الدقة، بما ورد آنفاً في الوصف الذي جاء به بور عام 1936.
لا تتحدث ميكانيكا الكم عن جسيمات لها مواضع وسرعات، ولكن لا يمكن قياسها بدقة ولا عن جسيمات ذات مواضع وسرعات غير محددة، وإنما تتحدث عن ترتيبات تجريبية لا مجال عند وصفها لأن تستخدم في آن واحد التعبيرات موضع جسيم و سرعة جسيم . وإذا حدث عند وصف ترتيب تجريبي ما أن استخدم لفظ موضع جسيم فلا يمكن أن يتضمن وصف الترتيب ذاته استخدام تعبير سرعة جسيم والعكس صحيح والترتيبات التجريبية التي توصف إحداها بإستخدام تعبير موضع جسيم والأخرى باستخدام تعبير " سرعة أو بمعنى أدق كمية حركة أو زخم، هذه الترتيبات تسمى ترتيبات متتامة، كما تسمى الأوصاف أوصاف متتامة. وبالاستمساك القوى بهذه المصطلحات لا يمكن أبدا الانزلاق للوقوع في خطر ابتداع المفهوم الميتافيزيقى للتنام الفيزيائي، إذ يتضح هنا عدم ذكر شيء عن العالم الحقيقي ولا عن تكوينه أو إدراكيته أو لا محدوديته.
وثمة رغبة جارفة لأنصار التفسيرات الميتافيزيقية، تقبع في الصياغات المتكررة للتتام، يحاولون من خلالها القول بأن الأوصاف "الزمكانية" و "السببية هي أوصاف متتامة. وبهذه الطريقة كثيرًا ما يخفى علينا أن ذلك يعنى مرة أخرى تتام الموضع وكمية الحركة (الزخم) أو الزمن والطاقة، لا يعنى وصف سببى" هنا سوى الوصف بواسطة مبادئ حفظ الطاقة وكمية الحركة، وذلك لا يتفق تماماً مع ما نفهمه بالسببية. وفي الشروح الشائعة، ومن بينها ما هو صادر عن بعض الفيزيائيين لا يعرض ذلك الأمر عادة بوضوح. هذا النقص في الوضوح مرجعه استخدام تعبيرات "مكان"، و"زمان"، وسببية، وهى - بإعتبارها نوعا من الثالوث - تلعب دورًا غامضًا بشكل ما في الفلسفة المثالية. وإذا كان المقصود من مصطلح "الوصف الزمكاني هو ببساطة تخصيص إحداثيات وزمن، ومن الوصف السببي تطبيق مبدأ حفظ الطاقة وحفظ كمية الحركة فيمكن الاحتفاظ بهذه المصطلحات المحببة بطبيعة الحال. بيد أنها تفقد بذلك سحر الغموض ومن ثم لا يمكن استخدامها بعد ذلك لتمهيد الطريق للتحول من الفيزياء إلى الفلسفة المثالية، ومن ثم تفسح المجال للتفسيرات الخاطئة الموضحة في البند (أولاً). والواقع أننا ما إن تتعامل مع الصياغات الميتافيزيقية سرعان ما تصطدم بتفسيرات خاطئة. وكمثال على ذلك أذكر ما قاله فيزيائى مشهور جدا هو سومر فيلد في كتابه سيانسا (العلم) (1936): إذا تناولنا الجسم البشرى فسيولوجيا فالحديث سيدور بالقطع حول حدث جسيمي دقيق متمركز فى مكان ما. أما المبدأ النفساني فلا يمكن رصده في موضع، ومع ذلك لابد من معالجته - وهذا هو أيضاً رأى علماء السيكوفسيولوجيا - كما لو كان موجوداً بشكل ما في كل الجسم على غرار اتصال الموجة بالجسيم بطريقة لا يمكن تحديدها .
نرى هنا بوضوح تام كيف أن كل صيغة ميتافيزيقية لعبارة فيزيائية يمكن استخدامها بكل سهولة ويسر لتأييد عبارة في الفلسفة المثالية تبدو مماثلة نوعاً ما لمجرد وجود شيء من التماثل بينهما . وإن شئنا التعبير عن فكرة التتام في الفيزياء بأقرب ما يمكن لصياغة بور، بحيث لا تفضى لأى تفسيرات خاطئة بل بحيث يمكن أن تمتد إلى خارج مجالات الفيزياء فلا مندوحة عن المحاولة بالطريقة الآتية على وجه التقريب اللغة التي تنطوي على عبارات مثل الجسيم فى هذا المكان له هذه السرعة هي لغة تناسب خبرات لعمليات ميكانيكية ضخمة Gross mechanics ولا يمكن استخدامها بصورة مُرضية في وصف العمليات الذرية. ولكن من الممكن توفير مجموعة من الترتيبات التجريبية للمجال الذرى بحيث يمكن في وصفها استخدام تعبير "موضع جسيم . وفى وصف هذه التجارب - وهنا تكمن فكرة بور - لا يمكن استخدام تعبير سرعة الجسيم لعدم الجمع بين التعبيرين، ومن ثم في المجال الذرى يمكن استخدام بعض أجزاء من لغة الميكانيكا الضخمة. غير أن الترتيبات التجريبية الممكن استخدام هذه الأجزاء في وصفها، يلغى بعضها بعضاً .
ولسوف تنشأ على التو قضايا ميتافيزيقية عقيمة إذا قيل إن "الحقيقة" نفسها مزودجة أو تظهر وجوهاً مختلفة.
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني يعزي أهالي الأحساء بوفاة العلامة الشيخ جواد الدندن
|
|
|