الفيزياء بين الوصف والبناء: جدل الظاهراتية وأثرها على الإبداع العلمي" |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
![]()
التاريخ: 2-8-2016
![]()
التاريخ: 29-8-2016
![]()
التاريخ: 1-8-2016
![]() |
أتفق مع القول بأن المذهب الظاهراتى يرضى العاملين بالفيزياء بأسلوب وصفى descriptive أكثر منه استدلالى إنشائي Constructive . وكثير من مثل هؤلاء الذين يستطيعون وصف الظواهر المحددة - وحتى الخاصة جدا - على نحو رشيق تماما، قد يعدون أنفسهم - بسبب هذا المذهب - أسمى من المفكر الإبداعي الخلاق وأن إنتاج غيرهم ليس سوى مجرد سراب و أوراق شجر ذابلة". ورغم ذلك فلا أعتقد أن فلسفة ماخ بالنسبة لأناس بهذه الشخصية قد وضعت قيوداً على خيالهم، بل إن من تقيد الطبيعة خياله يجد في تعاليم ماخ نقاباً جميلاً يستر عيوب خياله، وربما كانت بعض هذه الحالات هى ما جعل بلانك فى نهاية محاضرته آنفة الذكر يصف حكماء التعاليم الظاهراتية بكلمات توراتية تعرفهم بثمارهم .
وبشأن معيار الثمار هذا فلدى إضافة لأقول فيما يتعلق بالتلميحات التوراتية أود أن أنقل ما قاله بيير دوهيم Pierre Duhem عن قيمة النظريات الفيزيائية. كان دوهيم أشهر من تبنى فى فرنسا أفكارًا مشابهة لأفكار ماخ إذ يقول : بالثمرة يحكم الإنسان على الشجرة شجرة العلم تنمو بتؤدة جداً؛ إذ تمضى قرون قبل جنى ثمارها الناضجة وحتى في أيامنا هذه لا يمكننا بسهولة الإطراء والثناء على نواة التعاليم التي أزهرت في القرن السابع عشر. فالذي يحرث لا يمكنه الحكم على قيمة الغلال، ولابد له أن يؤمن بأن الحبوب ستكون مثمرة كى يتابع دون ملل ما اختاره من أسلوب الحرث، وهو يلقى بأفكاره عبر الجهات الأربع الأصلية .
هذه الملاحظات من جانب أعظم وأدق تلميذ فى تاريخ الفيزياء ربما كانت أفضل إجابة للرأي الذي عبر عنه بلانك حتى صورة العالم الحالية رغم أنها تظهر ألوانها المتنوعة جدا تبعا لما يتفرد به الباحث، نجد فيها مع ذلك سمات معينة لا يمكن محوها بأي انقلاب سواء في الطبيعة أو في العقل البشرى" . وهذه السمات القوية ناجمة تبعا لماخ، من حقيقة أن جميع النظريات المعنية يجب أن تعطينا نفس العلاقة بين الظواهر وهذه الحقيقة، بعينها هي التي تضمن نوعاً من الاستمرارية إن العلاقات المعروفة بين الظواهر تشكل شبكة تحاول أى نظرية مد سطح متصل على هذه الشبكة مربوط بعقدها وخيوطها، وبطبيعة الحال كلما كان نسيج الشبكة دقيقًا كان السطح راسخا على الشبكة، وهكذا كلما تعاظمت خبراتنا يزداد السطح ثباتاً دون أن تحدده الشبكة بالمرة. ولما كانت قواعد ماخ الأساسية لا تنطوى إلا على الضرر بالفيزياء، فمن حسن طالع الفيزياء، تبعًا لبلانك وستادى، أن هذه القواعد لم يطبقها أتباعها أبدا، وإن كان ذلك بمثابة علامة قاتمة للقواعد ذاتها. لذلك يقول ستادى عن الوضعية حسب مفاهيم ماخ إننا نعد هذا المبدأ يوطوبية يستند احتمال وجودها كلية على حقيقة أن أتباعها تنكروا لها في كل خطوة. وحتى الآن لم تبذل أى محاولة جدية لتطبيقها بأسلوب متسق".
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية ووفد العتبة العلوية المقدسة يبحثان سبل تعزيز التعاون في مجال الفهرسة والتوثيق
|
|
|