أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2016
![]()
التاريخ: 2024-05-07
![]()
التاريخ: 2023-09-02
![]()
التاريخ: 2023-09-28
![]() |
إن الإيمان الذي لا يثير الضمير ولا يدفع إلى العمل بموجبه أشبه بالمصباح المحجور في صندوق ، ، أو بالجسد المحنط عن الحياة ، أو بالمحرك المفصول عن عجلات السيارة ، أو بشجرة الورد البلاستيكية الممنوعة من النمو والعطاء .
كيف يؤمن الإنسان بوجود الله تعالى ويصدق ما بلغ عنه رسله الكرام ثم لا يتدفق حياة بهذه الحياة ولا ينبعث إلى العمل لخير وجوده كما بعثه وأرشده الله تعالى ؟
كيف يؤمن أحدنا بأعماقه أنه كادح إلى ربه فملاقيه وساع إليه فموافيه ، ثم لا يتوقد أملا وعملا وإشفاقا ؟
إن الإيمان الحي لا بد أن يدفع إلى العمل به ، وهي حقيقة يقررها القرآن الكريم ويزن الإيمان على أساسها ، ولذا تجد الإيمان أكثر ما تجده في القرآن مقرونا بالعمل الصالح ومشروطا بالعمل الصالح وكأنهما إلفان لا يفترقان وسبب ونتيجة لا يتخلفان : ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات ) 35 البقرة .
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم ) 9 يونس .
( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض ؟ ) 28 ص .
( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) العصر.
وفي قرابة سبعين آية من القرآن الكريم يظهر العمل الصالح تحركا لازما يبعث إليه الإيمان ، واستجابة طبيعية للاعتقاد بالله تعالى ورسالته .
والعمل الصالح كل العمل الصالح هو ثمرة الإيمان : الجهود مع النفس ، وفي المجتمع والعمل المعيشي ، والراحة اللازمة ، وأداء كافة الواجبات والمستحبات التي بلغها رسول الله صلى الله عليه وآله أو هدى إليها عقل الإنسان ( الرسول الباطن )، ولكن أول عمل صالح ينتج عن الإيمان وأول ثمرة تبرز من أكمامه إقامة الصلاة ثم يليها إيتاء الزكاة .
( ذلك كتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) 2-3 البقرة .
( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ) 31 إبراهيم .
( ألم تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) 1-4 لقمان .
وآيات كريمة عديدة قرن الله فيها الإيمان بالصلاة وبالزكاة، إن قضية إيمانك بالإسلام تقف في أول خطواتها أمام امتحانك على الصعيد العملي ، فإن أنت عشتها في جزء من يومك وقسط من نفسك تابعت خطواتها في حياتك وعطاءها .
وأول بديهة يتطلبها منك إسلامك لله أن تعيش حياة المسلم المألوه، وهل حياة المألوه الخالية عن تركيز التأله عمليا إلا كحياة المؤمن بالوطن البعيد عن سلوك المواطنة ، المؤمن بالقانون الرافض لمظهر القانون . ؟ على سعة الفرق بين قضية المواطنة والقانون وقضية الدينونة لإله الوطن والقانون والكون أجمع تبارك وتعالى .
وعلاقة الزكاة بالإيمان والصلاة منشؤها أن حقل الإيمان في رأي الإسلام ليس هو النفس منفصلة عن حركة الحياة ولا هو حركة الحياة مفصولة عن النفس ، بل هو المساحة الكاملة لحركة النفس وحركة الحياة جميعا .
لا بد أن تمتد قضية الإيمان إلى الربح الموسمي والسنوي لكي تسهم ضريبة الزكاة في إنجاح الحياة الاجتماعية وتكافلها .
ولا بد كما خضعت حركة النفس لمتطلبات الإيمان فتقدست أن تخضع حركة الانتاج لمتطلبات الإيمان وتتسم بالعطاء لتتقدس فما بعد عطاء الوقت أهم وأبعد أثرا من عطاء المال .
عن الإمام الرضا ( ع ) : " إن الله عز وجل أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى : أمر بالصلاة والزكاة ، فمن صلى ولم يزك لم تقبل منه صلاته وأمر بالشكر له وللوالدين ، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله وأمر باتقاء الله وصلة الرحم ، فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عز وجل " رواه في الخصال ص 156
ومن الحقائق التي يلفت إليها التعبير القرآني في هذا المجال أن يصف المصلين بأنهم أهل زكاة فهم إذن أهل عمل وإنتاج ، ليسوا متصوفة يهربون بصلاتهم من الكدح والعيش في خضم الناس ، ولا كسالى يجعلون من الصلاة حرفة فاشلة ووسيلة استعطاء .
( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون ) 1-4 المؤمنون .
( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) 17-19 الذاريات .
وتلك هي صورة المؤمنين المصلين حقا الذين تملؤهم صلاتهم بالنشاط وتدفعهم إلى العمل والانتاج والعطاء .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|