و هي واحدة من أكثر الكتل السليمة في العنق شيوعاً و تأتي في المرتبة الثانية في نسبة الحدوث بعد التهاب العقد البلغمية الرقبية عند الأطفال ، و تعد من التشوهات الناجمة عن عيب تطوري في نشوء الغدة الدرقية ، حيث تنشأ الغدة الدرقية من الثقبة العمياء كنمو بشروي يخترق الأديم المتوسط باتجاه الأسفل أمام البلعوم كرتج مشكل من فصين ، يبقى هذا الرتج مفتوحاً أثناء الهجرة و يعرف باسم القناة الدرقية اللسانية . و تأخذ الغدة الدرقية وضعها النهائي أمام الرغامي في الأسبوع السابع من الحياة الجنينية ، و تختفي القناة الدرقية اللسانية في الأسبوع الثامن حتى العاشر .

إذا بقي قسم من القناة فإن إفرازات الطبقة البشروية لهذه القناة تشكل كيسة ممتلئة بمادة تشبه الغراء، أما العظم اللامي الذي ينشأ من الأقواس الثانية و الثالثة ، فيتحـد مـن الأمام  ليشمل بشكل وثيق القناة الدرقية اللسانية ، لذلك فإن القناة الدرقية اللسانية توجد عادةً إما أمام العظم اللامي أو ضمنه أو خلفه .

سريرياً يمكن أن تكون الكيسة الدرقية اللسانية غير عرضية و تكتشف عادةً في عمر 5 سنوات و يمكن أن تتأخر في الظهور حتى عمر متأخر ، ترتفع الكيسة في العنـق عـنـدمـا يـمـد المريض لسانه إلى الأمام ، بسبب تعلقها بقاعدة اللسان ، وتقع عادة على الخط الناصف أو جانبه و لكنه لا يزيد عن 1سم ، وقد تصاب هذه الكيسة بالخمج بسبب غزو الجراثيم الفموية لها ، مما يدفع المريض لطلب المشورة الطبية

الأماكن المحتملة لوجود الكيسات الدرقية اللسانية

يوضع التشخيص عادة بالفحص السريري و لا تعتبر الاستقصاءات الشعاعية للغدة الدرقية روتينية لكن يجب دوماً التأكد من وجود نسيج درقي طبيعي في العنـق قـبـل اللـجـوء لاستئصال الكيسة ، تتمثل المعالجة بإجراء عملية "Sistrunk" و التي تشمل استئصال كامل الكيسة ككتلة واحدة مع  استئصال كامل مجرى الناسور حتى اتصالها بقاعدة اللسان و الجزء المركزي من العظم اللامي لتخفيف نسبة النكس.

وجد في 1% من الحالات أن هذه الكيسات تحوي ورماً خبيثاً غالباً ما يكون من النمط الحليمي ، وقد ذكر حدوث السرطان شائك الخلايا ، و سرطان خلايا هرتل ، و السرطان اللامصنع في بعض هذه الكيسات نادراً ، أما سرطان الدرق اللبي فهو لا يوجـد عــادة في الكيسات الدرقية اللسانية .