المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18780 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



من آذى عليا فقد آذاني  
  
348   01:27 صباحاً   التاريخ: 2025-01-30
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 6 ص124-126.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

من آذى عليا فقد آذاني

 

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } [الأحزاب: 57، 58].

 قال الإمام أبو محمد العسكري عليه السّلام : « إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعث جيشا ذات يوم لغزاة ، وأمّر عليهم عليا عليه السّلام - وما بعث جيشا قط وفيهم عليّ عليه السّلام إلا جعله أميرهم - فلما غنموا رغب علي عليه السّلام في أن يشتري من جملة الغنائم جارية ، ويجعل ثمنها في جملة الغنائم ، فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة ، وبريدة الأسلمي ، وزايداه ، فلما نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه انتظر إلى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك ، فلما رجعوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تواطئا على أن يقولا ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فوقف بريدة قدام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال : يا رسول اللّه ، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين ؟ فأعرض عنه ، وجاء من خلفه ، فقالها ، فأعرض عنه ، ثم عاد إلى بين يديه ، فقالها ، فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم غضبا لم يغضب قبله ولا بعده غضبا مثله ، وتغيّر لونه ، وتربّد « 1 » وانتفخت أوداجه ، وارتعدت أعضاؤه ، فقال : ما لك - يا بريدة - آذيت رسول اللّه منذ اليوم ، أما سمعت قول اللّه عزّ وجلّ :{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً }؟ .

فقال بريدة : يا رسول اللّه ما علمت أني قد قصدتك بأذى .

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أو تظن - يا بريدة - أنه لا يؤذيني إلا من قصد ذات نفسي ، أما علمت أن عليا مني وأنا منه ، وأن من آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه ، ومن آذى اللّه فحقّ على اللّه أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم ؟ يا بريدة ، أنت أعلم ، أم اللّه عزّ وجلّ ؟ أنت أعلم ، أم قراء اللوح المحفوظ ؟ أنت أعلم ، أم ملك الأرحام ؟ فقال بريدة : بل اللّه أعلم ، وقراء اللوح المحفوظ ، وملك الأرحام أعلم .

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا بريدة ، أنت أعلم أم حفظة علي بن أبي طالب ؟

قال : بل حفظة علي بن أبي طالب .

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فكيف تخطئه ، تلومه ، وتوبّخه ، وتشنّع عليه في فعله ، وهذا جبرئيل عليه السّلام أخبرني عن حفظة علي أنهم ما كتبوا عليه قط خطيئة منذ ولد ؟ وهذا ملك الأرحام حدثني أنه كتب قبل أن يولد ، حين استحكم في بطن أمه : أنه لا يكون منه خطيئة أبدا ، وهؤلاء قراء اللوح المحفوظ أخبروني ليلة أسري بي إلى السماء أنه وجدوا في اللوح المحفوظ مكتوبا : علي معصوم من كل خطأ وزلل . فكيف تخطئه أنت - يا بريدة - وقد صوّبه رب العالمين ، والملائكة المقرّبون ؟ ! يا بريدة ، لا تتعرض لعلي بخلاف الحسن الجميل ، فإنه أمير المؤمنين ، وسيد الوصيّين ، وسيد الصالحين ، وفارس المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وقسيم الجنة والنار ، يقول يوم القيامة للنار : هذا لي ، وهذا لك .

ثم قال : يا بريدة ، أترى ليس لعلي من الحق عليكم - معاشر المسلمين - ألا تكايدوه ، ولا تعاندوه ، ولا تزايدوه ؟ هيهات هيهات ، إن قدر علي عند اللّه تعالى أعظم من قدره ندكم ، ألا أخبركم ؟ قالوا : بلى ، يا رسول اللّه . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إن اللّه سبحانه وتعالى يبعث يوم القيامة أقواما تمتلئ من جهة السيئات موازينهم ، فيقال لهم : هذه السيئات ، فأين الحسنات ، وإلا فقد عطبتم ؟ فيقولون : يا ربنا ، ما نعرف لنا حسنات . فإذا النداء من قبل اللّه عزّ وجلّ : إن لم تعرفوا لأنفسكم حسنات ، فإني أعرفها لكم ، وأوفرها عليكم .

ثم تأتي الريح برقعة صغيرة وتطرحها في كفة حسناتهم فترجح بسيئاتهم بأكثر مما بين السماء والأرض ، فيقال لأحدهم : خذ بيد أبيك ، وأمك ، وإخوانك ، وأخواتك ، وخاصّتك ، وقراباتك ، وأخدانك ومعارفك فأدخلهم الجنة . فيقول أهل المحشر : يا ربنا ، أما الذنوب فقد عرفناها ، فما كانت حسناتهم ؟ فيقول اللّه عزّ وجلّ : يا عبادي ، إن أحدهم مشى ببقية دين عليه لأخيه إلى أخيه ، فقال له : خذها ، فإني أحبك بحبك لعلي بن أبي طالب ، فقال له الآخر : قد تركتها لك بحبك لعلي بن أبي طالب ، ولك من مالي ما شئت . فشكر اللّه تعالى ذلك لهما ، فحط به خطاياهما ، وجعل ذلك في حشو صحائفهما وموازينهما ، وأوجب لهما ولوالديهما ولذريتهما الجنة .

ثم قال : يا بريدة ، إن من يدخل النار يبغض علي أكثر من حصى الخذف الذي يرمى بها عند الجمرات فإياك أن تكون منهم » « 2 » .

__________

( 1) تربد : احمر وجهه حمرة فيها سواد عند الغضب . « لسان العرب - ربد - ج 3 ، ص 170 » .

( 2 ) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : ص 136 ، ح 70 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .