أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
![]()
التاريخ: 9-11-2014
![]()
التاريخ: 2024-12-11
![]()
التاريخ: 27-5-2022
![]() |
من آذى عليا فقد آذاني
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } [الأحزاب: 57، 58].
قال الإمام أبو محمد العسكري عليه السّلام : « إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعث جيشا ذات يوم لغزاة ، وأمّر عليهم عليا عليه السّلام - وما بعث جيشا قط وفيهم عليّ عليه السّلام إلا جعله أميرهم - فلما غنموا رغب علي عليه السّلام في أن يشتري من جملة الغنائم جارية ، ويجعل ثمنها في جملة الغنائم ، فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة ، وبريدة الأسلمي ، وزايداه ، فلما نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه انتظر إلى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك ، فلما رجعوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تواطئا على أن يقولا ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فوقف بريدة قدام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال : يا رسول اللّه ، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين ؟ فأعرض عنه ، وجاء من خلفه ، فقالها ، فأعرض عنه ، ثم عاد إلى بين يديه ، فقالها ، فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم غضبا لم يغضب قبله ولا بعده غضبا مثله ، وتغيّر لونه ، وتربّد « 1 » وانتفخت أوداجه ، وارتعدت أعضاؤه ، فقال : ما لك - يا بريدة - آذيت رسول اللّه منذ اليوم ، أما سمعت قول اللّه عزّ وجلّ :{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً }؟ .
فقال بريدة : يا رسول اللّه ما علمت أني قد قصدتك بأذى .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أو تظن - يا بريدة - أنه لا يؤذيني إلا من قصد ذات نفسي ، أما علمت أن عليا مني وأنا منه ، وأن من آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه ، ومن آذى اللّه فحقّ على اللّه أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم ؟ يا بريدة ، أنت أعلم ، أم اللّه عزّ وجلّ ؟ أنت أعلم ، أم قراء اللوح المحفوظ ؟ أنت أعلم ، أم ملك الأرحام ؟ فقال بريدة : بل اللّه أعلم ، وقراء اللوح المحفوظ ، وملك الأرحام أعلم .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا بريدة ، أنت أعلم أم حفظة علي بن أبي طالب ؟
قال : بل حفظة علي بن أبي طالب .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فكيف تخطئه ، تلومه ، وتوبّخه ، وتشنّع عليه في فعله ، وهذا جبرئيل عليه السّلام أخبرني عن حفظة علي أنهم ما كتبوا عليه قط خطيئة منذ ولد ؟ وهذا ملك الأرحام حدثني أنه كتب قبل أن يولد ، حين استحكم في بطن أمه : أنه لا يكون منه خطيئة أبدا ، وهؤلاء قراء اللوح المحفوظ أخبروني ليلة أسري بي إلى السماء أنه وجدوا في اللوح المحفوظ مكتوبا : علي معصوم من كل خطأ وزلل . فكيف تخطئه أنت - يا بريدة - وقد صوّبه رب العالمين ، والملائكة المقرّبون ؟ ! يا بريدة ، لا تتعرض لعلي بخلاف الحسن الجميل ، فإنه أمير المؤمنين ، وسيد الوصيّين ، وسيد الصالحين ، وفارس المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وقسيم الجنة والنار ، يقول يوم القيامة للنار : هذا لي ، وهذا لك .
ثم قال : يا بريدة ، أترى ليس لعلي من الحق عليكم - معاشر المسلمين - ألا تكايدوه ، ولا تعاندوه ، ولا تزايدوه ؟ هيهات هيهات ، إن قدر علي عند اللّه تعالى أعظم من قدره ندكم ، ألا أخبركم ؟ قالوا : بلى ، يا رسول اللّه . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إن اللّه سبحانه وتعالى يبعث يوم القيامة أقواما تمتلئ من جهة السيئات موازينهم ، فيقال لهم : هذه السيئات ، فأين الحسنات ، وإلا فقد عطبتم ؟ فيقولون : يا ربنا ، ما نعرف لنا حسنات . فإذا النداء من قبل اللّه عزّ وجلّ : إن لم تعرفوا لأنفسكم حسنات ، فإني أعرفها لكم ، وأوفرها عليكم .
ثم تأتي الريح برقعة صغيرة وتطرحها في كفة حسناتهم فترجح بسيئاتهم بأكثر مما بين السماء والأرض ، فيقال لأحدهم : خذ بيد أبيك ، وأمك ، وإخوانك ، وأخواتك ، وخاصّتك ، وقراباتك ، وأخدانك ومعارفك فأدخلهم الجنة . فيقول أهل المحشر : يا ربنا ، أما الذنوب فقد عرفناها ، فما كانت حسناتهم ؟ فيقول اللّه عزّ وجلّ : يا عبادي ، إن أحدهم مشى ببقية دين عليه لأخيه إلى أخيه ، فقال له : خذها ، فإني أحبك بحبك لعلي بن أبي طالب ، فقال له الآخر : قد تركتها لك بحبك لعلي بن أبي طالب ، ولك من مالي ما شئت . فشكر اللّه تعالى ذلك لهما ، فحط به خطاياهما ، وجعل ذلك في حشو صحائفهما وموازينهما ، وأوجب لهما ولوالديهما ولذريتهما الجنة .
ثم قال : يا بريدة ، إن من يدخل النار يبغض علي أكثر من حصى الخذف الذي يرمى بها عند الجمرات فإياك أن تكون منهم » « 2 » .
__________
( 1) تربد : احمر وجهه حمرة فيها سواد عند الغضب . « لسان العرب - ربد - ج 3 ، ص 170 » .
( 2 ) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : ص 136 ، ح 70 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|