أزمـة البيئـة والنـظـم الاقتـصاديـة وعلاقـة علـم الاقـتصاد بالعـلـوم الأخـرى |
73
05:00 مساءً
التاريخ: 2025-01-28
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2023
1480
التاريخ: 2024-06-27
818
التاريخ: 3-1-2020
3800
التاريخ: 25/12/2022
3138
|
4 ـ أزمة البيئة والنظم الاقتصادية
قد تختلف أسباب المشكلة البيئية بين بلدان اقتصاد السوق وبلدان اقتصاديات التخطيط المركزي، ولكن النتيجة واحدة وهي إضرار وتدمير بيئي في كلا المجموعتين.
- في نظم اقتصاديات السوق:
إن أسباب المشكلة البيئية في بلدان اقتصاد السوق هي سعي المنشآت الخاصة للاستغلال الأوسع للموارد ولتعظيم الربح إلى أقصى حد ممكن، فأصحاب الأعمال يسعون لتخفيض التكلفة وتعظيم الربح وذلك باستغلال البيئة إلى أقصى حد ممكن. ومن هنا تنشأ التكاليف الخارجية التي يتحملها المجتمع ككل والتي تأخذ شكل تخريب بيئي.
- وفي نظم الاقتصاديات المخططة مركزياً:
يفترض نظرياً أن تكون مشكلة البيئة في بلدان الاقتصاديات المخططة مركزياً أقل حدة نظراً لأن الدولة تسيطر على الإنتاج وتؤثر بشكل كبير في الاستهلاك وبالتالي يمكن أن تؤخذ البيئة بالاعتبار من خلال حسابات التكلفة والتسعير وإجراءات الحماية، وذلك باعتبار أن لا يعتبر هدفاً بحد ذاته في هذه البلدان ، ولكن الواقع هو أن هذه البلدان تسعى جاهدة لجعل معدل نمو الناتج الاجتماعي الإجمالي أعلى ما يمكن وباعتبار أن معدل النمو في الناتج هو مقياس لنجاح الخطة، فإنها تسعى لتحسين المستوى المادي لمعيشة مواطنيها ولو كان ذلك على حساب البيئة أحياناً .. والمنشآت في هذه البلدان لا يكون هدفها الأساسي هو تحقيق الربح وإنما هدفها هو تنفيذ أرقام الخطة وبالتالي تنصب اهتمامات الإدارة على تحقيق هذا الهدف.
علاقة علم الاقتصاد بالعلوم الأخرى:
"يعتبر علم الاقتصاد علماً اجتماعياً، ولهذا فإنه لا يمكن في حقيقة الأمر فصل هذا العلم أو عزله عن العلوم الاجتماعية الأخرى، ذلك أن السلوك الإنساني في المجتمع إنما يكون وحدة واحدة مركبة ومتنوعة الموضوعات أو الوجوه، وما الاقتصاد سوى وجه واحد وليس قطاعاً منعزلاً من هذا السلوك، وبالتالي فإنه لا يمكن للاقتصادي أن يتجاهل تماماً الوجوه غير الاقتصادية للمشكلات التي يدرسها" (1).
أ ـ علاقة علم الاقتصاد بالعلوم الإنسانية والطبيعية: " يهدف علم الاقتصاد إلى معالجة المشكلة الاقتصادية والإنسان والطبيعة، حيث يمثل الإنسان الحاجات الاقتصادية والطبيعة وتمثل الموارد وتحدد العلاقة بين الإنسان والطبيعة في طبيعة قوى الإنتاج، وعلم الاقتصاد يدرس السلوك الإنساني كعلاقة بين الحاجات و الوسائل (الموارد النادرة) لذلك هو وثيق الصلة بالعلوم الإنسانية والطبيعة (2) .
ب ـ علاقة علم الاقتصاد بالسياسة: يعتبر الاقتصاد القاعدة المادية التي تنبثق عنها النظم السياسية، فالسياسة والاقتصاد متداخلان ويتأثر كل منهما بالآخر، فمعظم العلاقات الدولية السياسية تنتج عن العلاقات الدولية الاقتصادية.
ج- علاقة علم الاقتصاد بعلم النفس: يشترك علم الاقتصاد مع علم النفس في دراسة السلوك الإنساني، والأول يدرس السوك الخارجي للإنسان أي فيما يتعلق بإشباع حاجاته وسلوك الفرد كمستهلك أو سلوك الفرد كمنتج بينما الثاني يدرس السلوك الداخلي للإنسان (الدوافع الداخلية).
د - علاقة علم الاقتصاد بالتاريخ : يعتمد علم الاقتصاد في تحليله ودراسته بالتطور الاقتصادي للبشرية بمراحله المختلفة، على التطور التاريخي للإنسان نفسه، حيث نجد أن لكل مرحلة من تطور المجتمعات نظاماً اقتصادياً خاصاً بها وهناك مدراس فكرية ونظريات اقتصادية ارتبطت بمراحل تاريخية معينة مثل المدرسة التجارية والطبيعية والفكر الكلاسيكي والكينزي، وجميعها تمثل أنماطاً مختلفة بتحليلها للظواهر الاقتصادية.
هـ - علاقة علم الاقتصاد بعلم الأخلاق : يهتم علم الاقتصاد بالوسائل التي تشبع حاجات الإنسان، وقد تتناقض هذه الوسائل مع بعض المعتقدات الأخلاقية فمثلا في سعي علم الاقتصاد لتحقيق العدالة في التوزيع ينسجم مع المعايير الأخلاقية، وكذلك في سعيه لتحقيق درجة من الرفاه الاجتماعي(3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إبراهيم سليمان قطف د: علي محمد خليل: مبادئ الاقتصاد الجزئي. دار الحامد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى ، 2004 .
(2) محمد القريشي ــ علم اقتصاد البيئة ، الطبعة رقم 1 ، 2012 ، دار الفجر للنشر والتوزيع .
(3) د: زينب حسين عوض الله ، د سوزي عدلي ناشد: مبادئ الاقتصاد السياسي. منشورات الحلبي الحقوقية ، الطبعة الأولى / 2006.
|
|
خطر خفي في أكياس الشاي يمكن أن يضر صحتك على المدى البعيد
|
|
|
|
|
دراسة تكشف عن حياة "غريبة" في أعماق الأرض
|
|
|
|
|
نقوش تروي حكاية سجين ومراسم الزيارة الخالدة
|
|
|