أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2021
2601
التاريخ: 22-8-2016
2177
التاريخ: 22-8-2016
2110
التاريخ: 22-8-2016
2147
|
إنّ أهميّة هذه الفضيلة الأخلاقية في الروايات الإسلامية أكثر من أن يقال أو يذكر في هذا المختصر ، فالأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) في هذا المجال تجاوزت حد الحصر ، ولكننا نكتفي في هذا الفصل بذكر نماذج منها لبيان أهميّة هذه الصفة من بين الصفات الأخلاقية للإنسان حيث يستفاد جيداً من الروايات أنّ جميع الفضائل الإنسانية تنبع من حالة الصدق.
1 ـ ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في بيان أهميّة الصدق والذي تقدّم ذكره في الفصل السابق ولكننا نذكره مرة اخرى لأهميته : «لا تَنظُروا إلى كَثْرَةِ صَلاتِهِم وَصَومِهِم وَكَثْرَةِ الحَجِّ وَالمَعرُوفِ وَطَنطَنَتِهِم بِالَّليلِ وَلَكِنْ انظُرُوا إِلى صِدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأَمانةِ» ([1]).
2 ـ ونقرأ في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «إِن اللهَ لَم يَبعَثْ نَبيّاً إلّا بِصدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأمانةِ إِلَى البِرِّ والفاجِرِ» ([2]).
3 ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام يقول حول تأثير الصدق في جميع أعمال الإنسان وسلوكياته «وَمَن صَدَقَ لِسانُهُ زكَى عَمَلُهُ» ([3]) ، لأنّ الصدق يمثل الجذر والأساس لجميع الأعمال الصالحة ، وسوف يأتي لاحقاً بيان هذا المطلب بالتفصيل.
4 ـ ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق أيضاً في كتابه إلى أحد أصحابه ويُدعى عبد الله بن أبي يعفور حيث قال له : «انظُر ما بَلَغَ عَلَيٌّ بِهِ عِندَ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) فَأَلزَمَهُ ، فَإنَّ عَلِيّاً (عليه السلام) إِنّما بَلَغَ ما بَلَغَ عِندَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) بِصدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأمانَةِ» ([4]).
هذا التعبير يدلّ على أنّ الإنسان حتّى لو كان شخصية كبيرة وعظيمة مثل علي بن أبي طالب (عليه السلام) إنّما وصل إلى هذا المقام السامي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببركة هاتين الصفتين : صدق الحديث ، وأداء الأمانة.
5 ـ وقد ورد في الحديث الشريف أنّه سُئل أمير المؤمنين (عليه السلام) : «أي النّاسِ أَكرمُ؟ فَقَالَ : مَنْ صَدَقَ فِي المَواطِن» ([5]).
ونظراً إلى أنّ القرآن الكريم يقول : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)([6]) يتضّح أنّ روح التقوى هي الصدق في الحديث.
6 ـ وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يتحدّث فيه عن تأثير الصدق في نجاة الإنسان من الأخطار والمشكلات حيث يقول : «ألزموا الصدق فإنّه منجاة».
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) ورد تشبيهاً جميلاً عن الصدق حيث يقول : «الصِّدقُ نُورٌ غَيرَ مُتَشَعشِعٍ إِلّا فِي عالَمِهِ كَالشَّمْسِ يَستَضيءُ بِها كُلُّ شَيّء يَغْشَاهُ مِنْ غَيرِ نُقصانٍ يَقَعُ عَلى مَعناها».
ويقول الإمام (عليه السلام) في ذيل هذا الحديث : «الصِّدقُ سَيفُ اللهِ فِي أَرضِهِ وَسَمائِهِ أَينما هَوى بِهِ يُقَّدُّ» ([7]).
7 ـ وعن أهميّة الصدق يكفي أن نذكر الحديث الشريف الوارد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث يقول : «الصِّدقُ رأسُ الدِّينِ».
ويقول في حديث آخر : «الصِّدقُ صَلاحُ كُلِّ شَيءٍ».
ويقول في حديث آخر أيضاً : «الصِّدقُ أَقوى دَعائِمُ الإِيمانِ».
وفي رواية اخرى يقول : «الصِّدقُ جَمالُ الإنسانِ ودَعامَةُ الإيمانِ».
وأخيراً يضيف إلى ذلك تعبيراً مهمّاً آخر عن الصدق ويقول : «الصِّدقُ أَشرَفُ خَلائِقِ المُؤمِنِ» ([8]).
8 ـ ونختم هذا البحث الطويل بحديث شريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتحدّث فيه عن مفتاح الجنّة والنار ويقول : «إِنّ رَجُلاً جاءَ إِلى النَّبِيِّ فَقالَ يا رَسُولَ اللهِ ما عَمَلُ الجَنَّةِ؟ قَالَ : الصِّدقُ ، إِذا صَدَقَ العَبدُ بِرَّ وإذا بَرَّ آمَنَ ، وإذا آمَنَ دَخَلَ الجَنَّةَ قَالَ : يا رَسُولَ اللهِ وَما عَمَلُ النَّارِ؟ قَالَ : الكِذبُ ، إِذا كَذِبَ العَبدُ فَجَرَ ، وَإِذا فَجَرَ كَفَرَ ، وإِذا كَفَرَ دَخَلَ النَّارَ» ([9]).
والملفت للنظر أنّ هذا الحديث الشريف يعدّ الصدق منبع الخير والصلاح وبالتالي فهو منبع الإيمان أيضاً ، وما ذلك إلّا لأنّ الفاسق يتحرّك في تبرير أعماله الدنيئة من موقع الكذب والدجل والخداع ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فإنّ روح الإنسان ستضعف بسبب الكذب وتدريجياً يضعف الإيمان أيضاً وبالتالي يفضي ذلك إلى الكفر والسقوط من درجة الإنسانية كما قال القرآن الكريم : «ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون» ([10]).
9 ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله «إذا أَحَبَّ اللهُ عَبدَاً أَلهَمَهُ الصِّدقَ» ([11]).
10 ـ ونختم هذا البحث بحديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «أَربَعٌ مَنْ اعطِيَهُنَّ اعطِي خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ صِدقُ حَدِيثٍ وَأَداءُ أَمانَةٍ وَعِفَّةُ بَطنٍ وَحُسنُ الخُلقٍ» ([12]).
ومن مجموع هذه الأحاديث الشريفة يمكننا أن نستوحي نكات مهمّة في دائرة هذه الصفة الأخلاقية :
إنّ الصدق هو أحد الطرق التي تتجلّى فيها شخصية الإنسان وإيمانه وبذلك يمكن اختباره من هذا السبيل.
إنّ الدعوة إلى الصدق هي أحدى البنود الأساسية لدعوة الأنبياء والمرسلين في خط التكامل المعنوي والإلهي.
إنّ الصدق يتسبب في طهارة الأعمال وقبول الأفعال.
إنّ المقام المعنوي للإنسان عند الله تعالى يدور مدار الصدق.
إنّ أكرم الناس هم الصادقون.
إنّ الصدق يتسبب في النجاة في الآخرة.
إنّ الصدق أقوى دعائم الدين.
إنّ الصدق مفتاح الجنّة.
الصدق علامة محبوبية الإنسان لدى الله تعالى.
إنّ الإنسان الصادق سينال خير الدنيا والآخرة.
ونظراً إلى هذه النتائج والمعطيات العشرة للصدق يتّضح جيداً أنّ هذه الصفة الأخلاقية المهمّة لا تلحقها صفة اخرى بهذه المعطيات الكثيرة.
[1] بحار الانوار ، ج 68 ، ص 9 ، ح 13.
[2] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 104 ، ح 1.
[3] المصدر السابق ، ح 3.
[4] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 104 ، ح 5.
[5] بحار الانوار ، ج 67 ، ص 9 ، ح 12.
[6] سورة الحجرات ، الآية 13.
[7] بحار الانوار ، ج 68 ، ص 10 ، 18.
[8] غرر الحكم.
[9] ميزان الحكمة ، ج 3 ، ص 2674.
[10] سور الروم ، الآية 10.
[11] غرر الحكم.
[12] المصدر السابق.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
لمجمع العلمي يقيم دورات ومحافل لتعزيز الثقافة القرآنية ونشر تعاليمها
|
|
|