تتصدر آسيا قارات العالم من حيث حجم السكان فقد وصل عدد سمانها إلى نحو 3 مليار نسمة أو أكثر من نصف سكان العالم في 1994 وارتفع إلى نحو 3,5 مليار عام 2002 ويتركز نحو ثلثى السكان في آسيا الموسمية بمعدل كثافة سكانية تصل إلى نحو 200 نسمة في الميل المربع. وتعد سنغافورة والسهول الخصبة من الصين.  ومنغوليا واليابان وكوريا وسيلان والهند وشبه جزيرة الهند الصينية شبه جزيرة الملايو واندونيسيا والباكستان من أعظم أجزاء آسيا الموسمية كثافة في السكان. وتتمثل أهم العوامل الجغرافية في سرعة نمو السكان في :

(أ) تنوع مصادر الثروة الاقتصادية ممثلة فى الثروة الغابية الضخمة وتنوع المراعي وتباين الإنتاج الزراعي بالإضافة إلى تعدد مصادر الصناعية المعدنية وأخيراً نشير إلى الثروة السمكية الضخمة في البحار الداخلية والمحيطات والمزارع السمكية الحديثة. مما يؤدى إلى تعدد مصادر الغذاء وتحسين الدخل القومي.

(ب) التقدم الحضارى فى آسيا الموسمية ولاسيما في بعض أقاليمها الرئيسية كالصين والهند باكستان وأندونيسيا وكوريا الشمالية والجنوبية وتيوان وغيرها. مما أدى إلى ارتفاع معدل المواليد وانخفاض معدل الوفيات، وعلى سبيل المثال ففي الصين تتراوح نسبة المواليد السنوية من 35ـ 50 في الألف. وفي اندونيسيا والفلبين وماليزيا وسيلان تتراوح نسبة المواليد من 30 - 45 في الألف. بينما تصل أكبر نسبة للوفيات بالإقليم في كل من الهند وبورما وكمبوديا واندونيسيا وأسأم إلى نحو 25 في الألف .

(جـ) مجالات التوسع الاقتصادي إذ تهتم الحكومات في آسيا الموسمية بالتوسع الزراعي الأفقي والرأس بالإضافة إلى تشعب النشاط الصناعي والتجاري والسياحي مما يضيف فرص عمل للأجيال الحاضرة والقادمة. ففي المجال الزراعي تستصلح مساحات واسعة من الأراضى الشبخية المنخفضة حول البحيرات وأطراف الدلتاوات النهرية وعلى طول السهول الساحلية وفي الأحواض الداخلية، مثل حوض ستشوان أو الحوض الأحمر في غرب الصين وشبه جزيرة شانتنج شمال شرقى الصين وتجفيف البحيرات النهرية تدريجياً بالسهل الصيني العظمى وفى دلتاوات أنهار ميكونج واروادی وسالوين بشبه جزيرة الهند الصينية بالإضافة إلى التجفيف التدريجي لبحيرات أطراف الدلتاوات بالهلال الهندى الخصيب.

بالإضافة إلى التوسع فى المناطق الصناعية الحالية بالمدن الرئيسية في آسيا الموسمية وإنشاء تجمعات صناعية جديدة خارج المدن الرئيسية في طوكيو وبكين وشنغهاى وكلكتا وبومباي وجاكرتا وغيرها من المدن الكبيرة لدرجة أن كثيراً من المدن إتسعت رقعتها في اتجاهات مختلفة وأصبحت متلاصقة. ونشير أخيراً إلى النشاط السياحي الضخم في آسيا الموسمية حتى أصبحت من أهم المناطق السياحية عالمياً مما أضاف رصيداً ضخماً إلى الاستثمار الاقتصادى والثقافي والاجتماعي. بالإضافة إلى تصدير التقنية العلمية الحديثة والأيدي العاملة المدربة إلى العالم ولاسيما الشرق الأوسط والوطن العربي وحوض البحر المتوسط والسوق الأفريقية وأمريكا الجنوبية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .

(1) مجلة Time 1994، 20 يونيه ص 60 .

(2) د. محمد الزوكة : آسيا - دراسة في الجغرافية الإقليمية - الإسكندرية رقم 1996.