إقليم آسيا الموسمية يعد المصدر الرئيسى لكثير من المحاصيل الزراعية المارية في العالم. فإنتاج الإقليم من الأرز يشكل نحو 85% من الإنتاج العالمي، وأعظم مناطقه فى الصين إذ أن نسبة إنتاجها هي 36 % والهند 21 % واليابان 7 % وباكيتان 5 % وإندونيسيا 5% من الإنتاج العالمي. وينتج الإقليم من الشاى نحو 92 % من الإنتاج العالمي. وتتمثل أه مناطقه فى الهند فنسبة إنتاجها تصل إلى 43% وسيلان 26 واليابان 10 % وإندونيسيا 6 % من الإنتاج العالمي. وإنتاج الإقليم من الجوت نحو93 % من جملة الإنتاج العالمي وأهم أقاليمه في الهند التي تنتج نحو 40 % والصين الشعبية 11 % وتايلاند 3 % من الإنتاج العالمي. والمطاط الطبيعي من الغلات الرئيسية في آسيا الموسمية التي تنتج نحو 85 % من الإنتاج العالمي. وأهم مناطقه فى ماليزيا وإنتاجها 35 % وإندونيسيا 34 % من الإنتاج العالمي. ويحسن أن نناقش بشيء من التفصيل التوزيع الجغرافي لغلتين رئيسيتين في كل آسيا الموسمية ويلعبان دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي وهما الأرز والشاي .

1- الأرز: وتنتشر زراعته فى معظم أقاليم آسيا الموسمية ولاسيما الأودية النهرية ودلتاواتها. كما يزرع بالمناطق المستنقعية والسهول البحرية المدارية حيث المياه متوفرة وحرارة الجو مرتفعة ونسبة الرطوبة عالية إلى جانب وفرة الايدي العاملة الرخيصة. ومن ثم ارتبطت زراعة الأرز بمناطق الكثافة السكانية المرتفعة كما يزرع الأرز الجبلي على المنحدرات الجبلي على المنحدرات الجبلية التي حولت إلى مدرجات في مناطق الأمطار الموسمية الغزيرة والأرز يشكل الغذاء الرئيسي للسكان، وامتدت زراعته إلى شمال اليابان وشمال الصين والسهل المنشورى وسهول جنوب وغرب كوريا ومعنى ذلك أن زراعة الأرز امتدت إلى خارج نطاقه الاقتصادي، إلا أن معدلات إنتاج الفدان من الأرز لا تزال أقل من المستوى العالمي في كثير من أراضى الأرز بآسيا الموسمية لعدم انتشار الأساليب الحديثة في زراعته فأساليب الزراعة مازالت بدائية ولاسيما في جزر جنوب شرقي آسيا ومعظم أراضى زراعته في الهند وباكستان والتربة ترتفع بها نسبة الأملاح ومستوى الماء الباطني وقد بدأت هذه الأراضى فى ادخال الأساليب العلمية الحديثة في الزراعة والتوسع في حفر المصارف الرئيسية والمغطاة الحقلية ولاسيما في الهند والفلبين وإندونيسيا .

2- الشاي : وتزرع شجيراته من المناطق المدارية الحارة الرطبة طول العام وهي شجيرات قصيرة ذات أوراق عريضة دائمة الخضرة وتحتاج زراعة الشجيرات وجمع الأوراق وإعدادها لعمليات التجفف فضلاً عن حرث التربة حرثاً عميقاً ومكافحة الآفات والأمراض النباتية يحتاج كل ذلك إلى أيدى عاملة كثيرة مدربة فنياً إذ قلما تنجح الطرق الميكانيكية في القيام بمثل هذا العمل الدقيق ولذلك ارتبطت زراعة الشاي في آسيا الموسمية بالمناطق كثيفة السكان. الشاي من المشروبات الرئيسية في العالم. ولذلك فإن أكثر من 60% من الإنتاج العالمي يدخل في التجارة الدولية.

3ـ المراعي والثروة الغابية: وتنقسم المراعي إلى نطاقين كبيرين إحداهما نطاق حشائش السافانا من الأراضى والهضاب الداخلية من شبه القارة الهندية وشبه جزيرة الهند الصينية وجنوب الصين وجزر جنوب شرقي آسيا وتشكل تدرجاً داخلياً للنظام الاستوائي والنظام الموسمى وأما النطاق الدعوى الثاني فيشكل حشائش الاستبس والحشائش الفقيرة في الهضاب والأحواض الداخلية ممثلة في هضبة الصين الشمالية وهضبة منشوريا وشبه الجزيرة الكورية. بالإضافة إلى هضبة جوبي وهضبة حوض تأريم وهي النطاق الخلفي لأراضى المناخ الموسمى المعتدل والمعتدل البارد ضمن اسيا الموسمية. وقد قطعت الحشائش في معظم هذه الأراضي وحلت محلها مزارع حديثة لتربية الماشية والأغنام والخنازير وغيرها. وعلى الرغم من عظم امتداد هذه المناطق التي تغطيها الحشائش وعظم أعداد الأغنام والماشية فإن حرفه الرعى التجارى لم تتقدم كثيراً في بعض أجزاء ها الإقليم إذ أن بعض المربيين يجهلون أصول التربية هذه الثروة الحيوانية لاختيار أنسب السلالات فضلاً عن ضعف العناية البيطرية وضعف عناصر الغذاء المقدم لهذه الحيوانات وإنهاكها بالعمل في المزارع وكذلك اتجهت العناية أخيراً من الجهات المسئولة نحو رفع مستوى الخدمات البيطرية مع العناية باختيار السلالات الجيدة وإعداد الحظائر إعداداً سليماً واختيار الغذاء المناسب من حشائش غنية بالعناصر المعدنية والعضوية فضلاً عن توجيه الاهتمام نحو التخصص فى العمل وتربية بعض الحيوانات للحومها أو ألبانها المتميزة. ويتمثل في إقليم آسيا الموسمية نحو 5/2 من جملة رؤوس الماعز في العالم، ونحو 35% من عدد رؤوس الخنازير بالعالم ونحو 30% من عدد رؤوس الماشية عالمياً ونحو 14% من أغنام العالم. وأما عن الثورة الغابية فتسود الغابات الاستوائية والمدارية معظم جزر الهند الشرقية وجنوب فيتنام وشبه جزيرة الملايو وساحل الغات الغربية بشبه جزيرة الهند والساحل الغربي لجزيرة سيلان، وكذلك في شمال شرقي الهند وتايلاند وكمبوديا وبورما، ومعظم أخشابها من النوع الصلب ومنها شجر الماهوجني Mahogany وشجر الخشب الوردى Rosewood وأشجار الساج أو النيك Teak وشجر الملح Salters والخيزران الطويل أو الغاب Bamboo والسال Sal والراتن Rattan وفى المناطق الجافة نسبياً تظهر أشجار السنط.Acacia

وأما جنوب وشمال الصين واليابان وكوريا فتسود أشجار الغابات المعتدلة الدفيئة والجافة الرطبة، وإلى الشمال والشمال الغربي منها تسود الغابات النفضية والصنوبرية، هذا بالإضافة إلى غابات السلاسل الجبلية والهضاب العالية تبعاً للموقع الجغرافي من ناحية ومدى الارتفاع عن مستوى سطح البحر من ناحية أخرى. وتستخدم أخشاب الساج في صناعة السفن إذ تتحول المياه المالحة من239ناحية كما يحمى زيت الخشب جسم الباخرة من تعرضه للتآكل أو الأكسدة من ناحية أخرى. ولا يحترق خشب الساج بسرعة. كما أنه يقاوم عمليات التآكل التي قد يقوم بها النمل الأبيض الذي ينتشر في بعض هذه المناطق. وتقطع الأشجار من الغابة. وتترك الأخشاب فوق أرضية الغابة لتجف نسبياً. ثم تنقلها الفيلة من الغابات إلى الأنهار المجاورة حيث ينقلها التيار المائي الجارف إلى مراكز تقطيع الخشب وتصنيفه. وتعد اندونيسيا من أهم دول آسيا الموسمية انتاجاً للأخشاب ولاسيما المستديرة القطع. ويليها في الثروة الخشبية اليابان والفلبين وماليزيا.