التواصل طريق فهم الآخرين، وطريق مواصلة الحياة والعيش بالصورة الانسانية، لان الانسان مجتمعي مدني بطبعه يميل لان يؤلف مع الآخرين من ابناء جنسه علاقات عدة، تمتد من السلام وتتعدى المكان، ضرورة أن يجد الانسان بغيته في التواصل، لأنك في كثير من الاحيان لا تستطيع قتل الوحشة والغربة الا بوجود شخص معك، وهو ما يسمى بالمؤنس والرفيق الذي يرفع الغربة او الوحشة، هذه فائدة من فوائد التواصل، ولربما لا يكفي الحديث عن فوائد التواصل وبناء العلاقات عشرات الأوراق، وهذا ما يلمس اثره كل انسان، فتجد انك بحاجة الى قريب تشكي له ما يدور في عالمك او متنفس لهمومك او صديق تتخذه معيناً لك او استاذ يهمك او معلم يربيك او قائد تقتدي به، فهنالك حركة في داخل الانسان ونقطة نور تدفعه لان يبني علاقات مع مختلف شرائح المجتمع، فالإنسان المدني بحاجة الى الطبيب والمزارع والمهندس والمعلم والمدرس والمؤلف والصحفي والاعلامي والعالم والمبدع والمخترع، ومن يجمع عدة من الصفات في شخصه، كل هذه الاسماء انت بحاجة لان تتواصل معها، وتختلف قيمة التواصل واهميته، بدرجة احتياجك للشخص الذي تتواصل معه والقيمة التي يضيفها لك، ولا يعني ان التواصل لأجل شيء مادي، فان تلك العلاقات العامة هي المقصودة، أي تسعى لان تكون علاقات ترتبط بها مع الجميع، لكن ما اريد ان يستوعبه القارئ من معنى: هو التواصل بشكله العام دون ان يكون هنالك تركيز على مفصل ما، او جزء آخر، وكيف تحصل على القواعد التي تنفعك في تواصلك مع الناس، وقد تسأل: هل هنالك قواعد يمكن لي حفظها او تدوينها تنفعني في تواصلي مع الناس؟ نعم، هناك قواعد اساسية في التواصل، تستطيع ان تسجلها وتحتفظ بها في الأوقات التي تحتاجها، ولكن هنالك قواعد للتعامل والتواصل اساسية، وأخرى فرعية حسب نوع الشخص الذي تتواصل معه، اذ تكمن الملاحظة الجديرة بالذكر في معرفة أصل الفن ومن ثم معرفة الشخص الذي تتواصل معه، وقد يكون تواصلك مع مؤسسات أو شركات وغيرها، فهذه ايضاً لها رسومات خاصة جداً، ومن يدخل في هذه المجالات يكون أكثر خبرة حتى من المدرب نفسه، ولذا سوف يتم التركيز على فن التواصل والعلاقات بمجملها العام وبعض الخصوصيات الضرورية.

ـ بادر الى مساعدتهم دون مقابل

ان مساعدة الناس وقضاء حوائجهم تجعلهم على ارتباط وثيق بك، لا سيما ان كانت مساعدتك دون فائدة ولم تلحق بها مناً ولا اذى، فأنك ان مننت عليهم بمساعدتك كانت وبالاً عليهم، وتمنوا الجحيم، بل خذ الطريقة واعمل بها، ولا يكن همك ان تتقرب الى الناس دون الله، اجعل كل اعمالك لله وستجد التأثير الواضح، نعم، هنالك اثار ايجابية كبرى في نفوس الناس ستكون تجاهك، لكن كلما ارتبطت نيتك بالله أكثر وخلصت من اي شائبة، كان تأثريها في النفوس أقوى، والأحاديث والروايات التي تحث على مساعدة الناس وقضاء حوائجهم كثيرة جدا.

1ـ ان مساعدة الناس وقضاء حوائجهم خير دليل على حب الناس لك، لا سيما ان كنت طيبا مهذباً في تلك المساعدة، تحمل العناء والاشياء الكثيرة في سبيل تحقيقها، مما يجعل القلوب تهفو اليك لأنها تجدك معيناً لها وسندا تلجأ اليه عند الضيق والشدة.

2ـ اجعل بيتك يعج بفكرة المساعدة وقضاء الحوائج، فأنها بركة ان حلت في الدار انقلبت سلوكيات افراد الاسرة الى الرقي والكمال، وستجد التغيير المذهل خلال أيام قليلة.

3ـ الانسان في اغلب اوقاته يشعر بالنقص، ويتمنى ان يجد شخصاً يكمل ذلك النقص، وبعضهم يشعر بالاحتياج فيطلب بشكل دائم ان يجد الشخص الذي يستغني به عن الاخرين، فان كنت شخصا محباً للناس وساعياً للخير وجدتهم حولك كالنحل يرتشفون منك العسل، ويتزودون منك، لا تفكر انها مصلحتهم، بل فكر انها طيبتك واخلاقك ونيتك الخالصة لله.

4ـ اعمل بصمت وانتظر الاجر من الله تعالى، فلا تنتظر الاجر من الناس، ان قال لك أحدهم: شكراً، فاشكره، وان لم يقل لك ذلك فاصمت، ولا تفكر في الأمر كثيراً، فان عملك الذي قدمته لله لا للبشر، وانتظر الجزاء من الله، واجعله وديعة عند الذي لا تضيع عنده الودائع.

5ـ الناس تحب من يهتم بها، ولا تحب من يمن عليها باي شيء، حتى وان كان ثميناً، فالكثير يعتبر ذلك تعدياً على شخصه والنيل منه، والمن على الناس يهدم العمل الذي بنيته وصرفت عليه جهداً كبيراً، فتخسر بذلك عملك والناس الذين عملت لهم.