أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014
1931
التاريخ: 30-11-2020
16395
التاريخ: 9-10-2014
1740
التاريخ: 9-10-2014
2142
|
التنبأ بولادة إبراهيم وهلاك النمرود
قال تعالى : { فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} [الصافات: 91 - 95].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إن آزر أبا إبراهيم عليه السّلام كان منجما لنمرود ، ولم يكن يصدر إلا عن أمره ، فنظر ليلة في النجوم ، فأصبح وهو يقول لنمرود : لقد رأيت عجبا . قال : وما هو ؟ قال : رأيت مولودا يولد في أرضنا ، يكون هلاكنا على يديه ، ولا يلبث إلا قليلا حتى يحمل به . قال : فتعجب من ذلك ، وقال : هل حملت به النساء ؟ قال : لا . فحجب النساء عن الرجال ، فلم يدع امرأة إلا جعلها في المدينة لا يخلص إليها ، ووقع آزر بأهله ، فعلقت بإبراهيم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فظن أنه صاحبه ، فأرسل إلى نساء من القوابل في ذلك الزمان لا يكون في الرحم شيء إلا علمن به ، فنظرن ، فألزم اللّه عزّ وجلّ ما في الرحم إلى الظهر ، فقلن : ما نرى في بطنها شيئا ، وكان فيما أوتي من العلم : أنه سيحرق بالنار ، ولم يؤت علم أن اللّه تبارك وتعالى سينجيه.
قال : فلما وضعت أم إبراهيم أراد آزر أن يذهب به إلى نمرود ليقتله ، فقالت له امرأته : لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله ، دعني أذهب به إلى بعض الغيران ، أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ، ولا تكون أنت الذي تقتل ابنك .
فقال لها : فامضي به . قال : فذهبت به إلى غار ، ثم أرضعته ، ثم جعلت على باب الغار صخرة ، ثم انصرفت عنه . قال : فجعل اللّه عزّ وجلّ رزقه في إبهامه ، فجعل يمصها فتشخب لبنا ، وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ، ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ، ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة ، فمكث ما شاء اللّه أن يمكث .
ثم إن أمه قالت لأبيه : لو أذنت لي حتى أذهب إلى ذلك الصبي ، فعلت . قال : فافعلي ، فذهبت ، فإذا هي بإبراهيم عليه السّلام ، وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان . قال : فأخذته ، وضمته إلى صدرها ، وأرضعته ، ثم انصرفت عنه ، فسألها آزر عنه ، فقالت : قد واريته في التراب . فمكثت تفعل ، وتخرج في الحاجة ، وتذهب إلى إبراهيم عليه السّلام ، فتضمّه إليها وترضعه ، ثم تنصرف.
فلما تحرك أتته كما كانت تأتيه ، فصنعت به كما كانت تصنع ، فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها ، فقالت له : مالك ؟ فقال لها : اذهبي بي معك . فقالت له : حتى استأمر أباك . فأتت أم إبراهيم عليه السّلام آزر فأعلمته القصة ، فقال لها :
ائتيني به ، فأقعديه على الطريق ، فإذا مر به إخوته دخل معهم ولا يعرف ، قال : وكان إخوة إبراهيم عليه السّلام يعملون الأصنام ويذهبون بها إلى الأسواق ، ويبيعونها ».
قال : « فذهبت إليه ، فجاءت به حتى أقعدته على الطريق ، ومر إخوته ، فدخل معهم فلما رآه أبوه وقعت عليه المحبة منه ، فمكث ما شاء اللّه . قال : فبينما إخوته يعملون يوما من الأيام الأصنام إذ أخذ إبراهيم عليه السّلام القدوم « 1 » ، وأخذ خشبة ، فنجر منها صنما لم ير مثله قط . فقال آزر لأمّه : إني لأرجو أن نصيب خيرا ببركة ابنك هذا ، قال : فبينما هي كذلك إذ أخذ إبراهيم عليه السّلام القدوم ، فكسر الصنم الذي عمله ، ففزع أبوه من ذلك فزعا شديدا ، فقال له : أي شيء عملت ؟ فقال له إبراهيم عليه السّلام : وما تصنعون به ؟ فقال آزر : نعبده .
فقال له إبراهيم عليه السّلام : أتعبدون ما تنحتون ؟ فقال آزر لأمه : هذا الذي يكون ذهاب ملكنا على يديه » « 2 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « خالف إبراهيم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قومه ، وعاب آلهتهم حتى أدخل على نمرود ، فخاصمه . فقال إبراهيم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258].
وقال أبو جعفر عليه السّلام : عاب آلهتهم فنظر نظرة في النجوم ، فقال : إِنِّي سَقِيمٌ . قال أبو جعفر عليه السّلام : واللّه ما كان سقيما ، وما كذب.
فلما تولوا عنه مدبرين إلى عيد لهم دخل إبراهيم عليه السّلام إلى آلهتهم بقدوم فكسّرها ، إلا كبيرا لهم ، ووضع القدوم في عنقه ، فرجعوا إلى آلهتهم ، فنظروا إلى ما صنع لهم ، ووضع القدوم في عنقه ، فرجعوا إلى آلهتهم ، فنظروا إلى ما صنع بها ، فقالوا : لا واللّه ، ما اجترأ عليها ولا كسّرها إلا الفتى الذي كان يعيبها ويبرأ منها . فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار ، فجمعوا له الحطب ، واستجادوه ، حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود وجنوده ، وقد بني له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار ، ووضع إبراهيم عليه السّلام في منجنيق ، وقالت الأرض : يا رب ، ليس على ظهري أحد يعبدك غيره ، يحرق بالنار ! فقال الرب : إن دعاني كفيته ».
فذكر أبان عن محمد بن مروان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السّلام : « أن دعاء إبراهيم عليه السّلام يومئذ كان : يا أحد ، يا أحد ، يا صمد ، يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . ثم قال : توكلت على اللّه . فقال الرب تبارك وتعالى : كفيت . فقال للنار : {كُونِي بَرْدًا} [الأنبياء: 69] . قال : فاضطربت أسنان إبراهيم عليه السّلام من البرد حتى قال اللّه عزّ وجلّ : {وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ } [الأنبياء: 69] وانحط جبرئيل عليه السّلام فإذا هو جالس مع إبراهيم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يحدّثه في النار ، قال نمرود : من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم . قال : فقال عظيم من عظمائهم : إني عزمت على النار أن لا تحرقه ، فأخذ عنق من النار نحوه حتى أحرقه » قال : « فآمن له لوط ، وخرج مهاجرا إلى الشام ، هو وسارة ولوط » « 3 ».
_________________
( 1 ) القدوم : آلة للنجر والنحت . « أقرب الموارد - قدم - ج 2 ، ص 973 » .
( 2 ) الكافي : ج 8 ، ص 366 ، ح 558 .
( 3 ) الكافي : ج 8 ، ص 368 ، ح 559 .
|
|
دون أهمية غذائية.. هذا ما تفعله المشروبات السكرية بالصحة
|
|
|
|
|
المنظمة العربية للطاقة تحذر من خطر.. وهذه الدولة تتميز بجودة نفطها
|
|
|
|
|
وفد أكاديمي يشيد بجهود مؤسسة الوافي في مجال التوثيق وحفظ التراث
|
|
|