المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
العمل الجيومورفي للثلاجة
2025-01-11
مظاهر الارساب الريحي
2025-01-11
المظاهر الأرضية للرياح
2025-01-11
Acute respiratory distress syndrome (ARDS)
2025-01-11
المظاهر الكارستية الناتجة عن عمليات البناء (الترسيب)
2025-01-11
Giant cell (temporal) arteritis
2025-01-11

التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة المعلوماتية
25/9/2022
شعراء الاستنفار و الاستصراخ
4-7-2016
اهـداف السياسـة الماليـة
11-6-2019
الوصف النباتي والموطن الأصلي للشاي
2024-03-15
حكم المسلوس والمبطون
24-12-2015
تصديق النبي السابق للنبي اللاحق
3-08-2015


قواعد ادارة الخلاف / معرفة أساس الخلاف  
  
35   09:01 صباحاً   التاريخ: 2025-01-11
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 9 ــ 12
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016 10884
التاريخ: 2024-03-24 946
التاريخ: 14-2-2022 1965
التاريخ: 28-3-2021 2500

الخلاف في حياتنا مشكلة واقعية، لا يمكن ان نهرب من حقيقته ببعض الكلمات الطيبة، فالحقيقة ان الخلاف يعد من اعقد المشاكل التي تعاصر البشرية، منذ اول يوم ظهر نبينا آدم (عليه السلام)، وحتى هذه اللحظة، فلا مهرب منه ابداً، هذا لا يعني ان نستسلم له خاضعين منكسي رؤوسنا لا نملك حولاً ولا قدرة!

ان ادارة الحوار بشكل رصين واسلوب ذكي خطوة في غاية الاهمية، فاغلب مشاكلنا تأتي من الضعف الاداري، اذ لا نتمكن من ادارة المشكلة او الخلاف، ولا نملك قاعدة مسبقة نتعامل على ضوئها تجاه اي مشكلة تطرأ علينا، ولعل بعضنا لم يفكر في ذلك اطلاقاً، والبعض الآخر لم يسمع يوماً شيئاً اسمه قواعد ادارة المشكلة او الخلاف، لأسباب عدة لا يمكننا حصرها الان، لكن دعونا نتعرف على تلك القواعد الرئيسة في ادارة الخلاف.

ـ معرفة أساس الخلاف 

جوهرة القواعد وأفضلها واشملها هذه القاعدة، اذ التعرف على سبب الخلاف واساسه في غاية الأهمية، فالمشاكل التي تحدث بيننا لا يمكن حصرها، ولا سيما في البلدان العربية والشرقية فلا تجد شخصاً يخلو من خلاف او مشكلة ما، فتأمل حجم ذلك وخطره، بيد ان الحل ليس صعباً وليس سهلاً جداً.

ان اغلب المشاكل التي تحدث بيننا تنتج عن غياب الاساس والركيزة التي حصل عليها الخلاف، فقد نبحث عن سبب الخلاف المقنع فلا نجده، والكل يستغرب من هذه النتيجة وهذا التصريح، نعم، يحق لكم ان تتعجبوا من ان بعض مشاكلنا لا يوجد لها واقع!

هذه المشاكل والخلافات التي تحدث تنجم عن الأمزجة، فانت مزاجك حاد والآخر قد يكون مزاجه حاداً ايضاً، فتصطدم تلك الامزجة وينتج لنا خليط اسمه مشكلة او خلاف، والدليل على ذلك اننا نتراضى ونتصالح بعد دقائق قليلة، أو يوم او بعض يوم! وليس ذلك عزيزاً ولا غريباً، فثمة ضوضاء تحيط بالمسألة، فليتذكر كل واحد منا أقرب مشكلة حدثت له، هل يمكنه تشخيص سببها الدقيق بعيداً عن المزاج والتوتر الذي حصل؟

لا تجد اي سبب صالح لأن يكون علة للخلاف او المشكلة، وهذا ليس حكماً جزافياً، لكن تأمل ذلك بنفسك واعلمها النتيجة! فعندما نجد تلك النتيجة التي تقول: (أيها الناس لا أساس للمشكلة التي حدثت هي مجرد اثارة العواطف وصعود حدة التوتر بينكم) نفرح كثيراً، ويصبح من السهل بهذه القاعدة ان نتجاوز الكثير من خلافاتنا ومشاكلنا، خذ مثلاً: شخص طلبت منه زوجته ان يجلب لها حاجة ما، وعندما رجع الى البيت لم يأت بتلك الحاجة، هنا ستحدث مشكلة او خلاف، الزوجة تنزعج من المسألة بشكل كبير والزوج يحاول ان يبرر ما حدث، هي لا تسمعه؛ لأنها غاضبة ومتوترة، وهو لا يقبل سماع تلك الكلمات ولا يريد ان يعلو صوتها عليه، ترتفع عنده الحدة والمزاجية ويصعد التوتر، فيصطدم كل من توتر الزوج وتوتر الزوجة، فينتج لنا خلاف لا أساس له، فلو تصرف الزوج بطريقة ذكية يمتص غضبها ويشرح لها الموضوع ويفهمها جيداً، لكانت الحالة سليمة بلا خلاف، شرط ان تتقبل منه ذلك والا اوجد طرقاً مناسبة تماماً لحالتها، ومن جانبها ايضاً ان تعمل كما يعمل الرجل، فأحيانا لا تعجب الزوج بعض الأطعمة، فعلى الزوجة ان تكون على حذر عند هذه المسألة؛ لأنها تكره ان يُعيب أحد طبخها، او اي عمل تؤديه، بل من طبعها حب المدح لعملها، والزوج لا يريد ان يكذب مشاعره ولا يهدئ من روعه انما عند الجوع تغلق الحكم والمواعظ، فينتج توتر منه وتوتر منها ويخلق لنا مشكلة.

ان تحديد السبب الذي يحصل بسببه الخلاف هو جوهر القضية ولبها، فمن لا يحدد السبب لا يمكنه تحديد المشكلة ولا حجمها ولا يعلم بأمدها، ولا يعلم نهايتها، معرفة السبب تجعلنا أكثر دراية وواقعية امام المشكلة، فاذا عرفناه وصلنا الى مرحلة التقدير، فهل من المناسب ان يحدث الخلاف ما هو بحجم ذلك السبب الذي ولّد بيننا الخلاف. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.