أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-12
1405
التاريخ: 2024-07-03
871
التاريخ: 2024-12-24
167
التاريخ: 2024-12-24
166
|
مدة حكم هذا الفرعون على حسب «مانيتون» هي ثلاث عشرة سنة، وأعلى رقم لحكمه على الآثار هو خمس وعشرون سنة كما سنرى بعد. وقد تحدثنا عن آثار هذا الملك فيما سبق [راجع الأسرة الثانية والعشرين الفرعون أوسركون الثاني].
و«تاكيلوت» هذا هو ابن الملك «أوسركون الثاني»، وقد استند الأثري «بدج» على ما جاء على لوحة «بادي إيست» التي عُثِرَ عليها في مدفن «السربيوم»، وقد ظَن أن «تاكيلوت» هذا هو ابن الملك «شيشنق الثاني»، حقًّا، إن «شيشنق الثاني» بن «أوسركون الثاني» كان له ولد يدعى «تاكيلوت» غير أنه كان يحمل لقب رئيس كبراء المشوش ولم يكن قط ملكًا (راجع Petrie. Hist. III p. 254) ، ولكن من جهة أخرى نعلم من النقش رقم «13» الخاص بمقياس النيل على مرسى الكرنك أن «تاكيلوت الثاني» كان ابن سلفه «أوسركون الثاني»، وعلى ذلك يكون عم «تاكيلوت» بن «شيشنق الثاني»، هذا بالإضافة إلى أننا وجدنا «تاكيلوت الثاني» قد دفن في مقبرة والده «أوسركون الثاني»، كما شرحنا ذلك من قبل [راجع الأسرة الثانية والعشرين الفرعون أوسركون الثاني [.
وفي متحف القاهرة لوحة من الحجر الجيري خاصة بهذا الفرعون وعصره، والجزء المستدير منها مثِّل عليه الملك «تاكيلوت» يقدم العين السليمة (وزات) التي تعد رمزًا لكل قربان طيب لأربعة آلهة، وهي: الإلهة «باستت» في صورة لبؤة على رأسها قرص الشمس، وكانت عبادتها منتشرة في عهد الأسرة الثانية والعشرين، وبخاصة في «بوبسطة». والإله «حور حكنو» لابسًا التاج المزدوج. والإله «سبد» رب الشرق في صورة صقر. والإله «نفرتوم» حامي الأرضين، وهو يعد أحيانًا ابن الإلهة «باست» (القطة)، وهاك المتن:
السنة الحادية عشرة في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين «حز خبر ستبن رع» ابن الشمس رب التيجان محبوب آمون «تاكيلوت الثاني» محبوب الإلهة «باست» السيدة العظيمة صاحبة «بوبسطة» معطية الحياة، من هذا اليوم وهب حقل السامع الأول (لقب) للإلهة «باست» المسمى «حورحب» عشرة أرورات من الأرض، وقد عُملت بوساطة … الملكي لبيت «إيبيا» و«نسي بتاح» التابع لبلدة «باجر بارع»، وستُتخذ الإجراءات حتى لا يعتدي معتدٍ عليها، وقيل: إن كل رئيس وكل كاتب وكل موظف وكل رسول في بَعْثٍ إلى الحقل يعتدي عليها سيعاقب على يد سيد الأرضين، وينفذ بوساطة الإلهة «سخمت» اللبؤة الساحرة.
وهذا المتن يدخل في باب العقود الخاصة بهبات الأرض، وفي الغالب نجد هذه الوثائق مؤرخة وتعقد على يد الملك الحاكم وقتئذٍ؛ ليكون مفعولها نافذًا بوصفه المالك لأرض مصر. ويلاحَظ أن نهاية النقش غامضة (راجع Rec. Trav. XVII p. 52).
ونجد كذلك مؤرخًا بنفس السنة نقشًا على قطع من السقف في مؤخرة معبد «الكرنك» العظيم، وهو المعروف الآن بمعبد «تحتمس الثالث»، وهذا النقش محفوظ الآن بمتحف «اللوفر» (راجع Brugsch. Thesaurus V p. 1071 & Br. A. R. & 752) ، وهذه الوثيقة تقدم لنا معلومات هامة عن تاريخ هذه الحقبة الغامضة؛ فهي تضع أمامنا مقدمات ذات قيمة عن ادعاء كهنة «آمون» بأنهم أصحاب الحق الشرعي في تولي مناصب الكهنة في معبد «الكرنك»، كما أنها تؤكد لنا وصول «أوسركون» بوصفه كاهنًا أكبر لآمون إلى «طيبة» في السنة الحادية عشرة من حكم الملك «تاكيلوت الثاني». والواقع أنها أُرِّخت بأربعة أشهر وأحد عشر يومًا بعد تاريخ بداية تواريخه، وهي تمدنا بالتاريخ المؤكد لوصوله إلى «طيبة»، وقد كانت المناسبة التي كتب فيها هذا المتن هو عيد «خنسو»، وقد انتهز أحد كهنة معبد «تحتمس الثالث» وجود الكاهن الأكبر «بالكرنك» ليطلب حقًّا أُسَريًّا، وهاك نص الوثيقة:
السنة الحادية عشرة في عهد جلالة ملك الأرضين محبوب «آمون» بن «إزيس» «تاكيلوت» معطي الحياة سرمديًّا، في شهر بشنس اليوم الحادي عشر، وهو اليوم الذي وصل فيه إلى «طيبة» القوية، وعين «رع»، وملكة المعابد، وأفق صاحب الاسم الخفي (كلمة «آمون» معناها الخفي)، وهي مدينته التي يأتي إليها الكاهن الأول «لآمون» ملك الآلهة، والقائد الأعلى للجيش، والحاكم «أوسركون» المبرأ ابن الملك رب الأرضين محبوب «آمون» بن «إزيس» «تاكيلوت» العائش سرمديًّا؛ لأجل عيده الجميل (الذي يعقد) في شهر بشنس، ولما دخل المطهر لمعبد «آمون» ليقوم بخدمة شهره في المعبد المسمى «الآثار الفاخرة» الكاهن «حورا» (من الطائفة الثالثة) ابن الموظف مثيله (أي في الوظيفة) المسمى «عنخفخنسو» المبرأ؛ ذهب أمام حاكم الجنوب ليقول: إني الكاهن «عق» (أي الذي له حق الدخول في المعبد دون إذن) التابع لمعبد «الكرنك»، وإني ابن كهنة «آمون» الهامين من جهة أمي وابن كاهن مطهر، وإني أُظهر لمحكمة الجنوب بأنه فيما سبق كان والد آبائي كاهنًا (يحمل لقب) والد الإله ويعرف أسرار الإله الأزلي، وإن الاستيلاء على متاعي هو الذي جعلني أحضر إلى هنا وجعلني أُقْصَى عن «طيبة» التي ولدت فيها، وإني لست جوَّالًا.
والحكم الذي نطق به «أوسركون» هو: «فليُرَدَّ إليه كل ما يدعيه بوساطة كاهن «آمون رع» ملك الآلهة، أو المراقب العظيم وكاتب سجلات رب الأرضين المسمى «نب نزو» بن «حور»، وها هو ذا قد طهَّر نفسه في الحوض الذي يطهر فيه، وقد طهر بالنطرون والبخور، واتخذ طريقه نحو معبد «الآثار الفاخرة» وفتحت له أبوابه، وقد وصل هناك إلى قصر الروح الرهيب ومسكن الروح الذي يخترق أفق خالق السماء المزدوجة، لما كان عالمًا بالأسرار فإنه رأى «حور» مشعًّا، وقد ذهب يصحبه فرح القلب نادى به حتى عنان السماء، وعند ابتعاده عنه كان لا يزال يراه».
وموضوع النقش يبحث في أمر كاهن أريد إبعاده عن «طيبة»، ويحتمل أنه كان من الخارجين على الكاهن الأول، ولما رفض مغادرة مسقط رأسه ذهب ليشكو أمره للكاهن الأعظم لآمون في «طيبة»، وقد أفلح في كسب قضيته أمامه، ذهب ليعلم الأسرار الدينية التي كان بارعًا فيها، وتدل شواهد الأحوال على أن المكان الذي كان يتلقى فيه الطلاب الأسرار الإلهية هو المكان المعروف لدينا الآن باسم قاعة الأعياد أو معبد «تحتمس الثالث».
وفي السنة الحادية عشرة من عهد الملك «تاكيلوت» بن «إزيس» الذي كان ابنه «أوسركون» يلقب الكاهن الأكبر لآمون، والقائد حاكم الوجه القبلي؛ نجد أن الكاهن «نبنترو» المذكور في المتن كان يقوم بوظائفه التي ذكرت في المتن.
والواقع أنه على حسب ما جاء على تمثال الكرنك كان والد هذه الشخصية هو «حور» (الخامس) الذي كان يلقب الأمير والحاكم، وقد عاش في عهد «بدوباست»، وقد تزوجت ابنته من شخص آخر يدعى «حور» من عهد الملك «مري آمون» بن «إزيس» «أوسركون» الإله حاكم «طيبة»، غير أن «أوسركون» الأخير هو من ملوك الأسرة الثالثة والعشرين على حسب قول «مانيتون».
و«تاكيلوت» هذا الذي ذكرناه هنا هو الذي كان يسمى «تاكيلوت الثاني» في عهد الأسرة الثانية والعشرين، وقد وُضع بين الملكين الأولين للأسرة التالية. ويقول «دارسي»: إن هذا الملك هو صاحب نقوش بوابة «بوبسطة» التي في الزاوية الجنوبية من الردهة الكبرى لمعبد «الكرنك»، ولقبه «حز خبر رع ستبن رع».
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|