أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-29
1081
التاريخ: 2024-07-10
726
التاريخ: 2024-02-04
1307
التاريخ: 2024-09-12
533
|
كانت زوج «أوسركون» الأولى التي تدعى الزوجة الملكية «كارع مع»، وكانت لا تزال على قيد الحياة في السنة الثانية والعشرين من حكمه عندما احتفل بعيده الثلاثيني في «بوبسطة» وقد أنجبت له ثلاث فتيات؛ إحداهن تدعى باسم والدتها تقريبًا، كما أنجبت له ولدين وهما: الكاهن الأعظم للإله «بتاح» في منف وهو الذي يدعى «شيشنق» (وقد توارث أولاده وظيفة والدهم في منف مدة جيلين على الأقل)، والابن الثاني هو الكاهن الأكبر لآمون «حورنخت» الذي توفي وهو لا يزال أخضر العود؛ فقد اختطفه الموت ولم يتجاوز التاسعة من عمره، وكانت «لأوسركون» زوجة أخرى تدعى «أستمخب» وضعت له ابنة تدعى «تسبرو باستت» التي تزوجت من ابن أخيها «تاكيلوت» الذي كان ابن كاهن الإله «بتاح» «شيشنق»، وقد أنجب ولدًا يدعى «بدوباست» الذي دفن في السنة الثامنة والعشرين من عهد الملك «شيشنق» العجل الثالث «أبيس» من الأسرة الثانية والعشرين.
وقد كان «لأوسركون» — على أقل تقدير — زوجة أخرى سميت على لوحة «حور باسن» «موت حز عنخس»؛ غير أنها ذكرت على وثيقة أخرى معاصرة بصورة أخرى تختلف بعض الشيء؛ أي إنها كانت تدعى «زد موت عنخس»، وهذه الأميرة كانت أم «نمروت» الذي كان يشغل وظيفة الكاهن الأول للإله «حرشف»، ورئيس الجيش في «أهناسيا المدينة»، وأمير مدينة بالفيوم سميت باسم «أوسركون الأول»، كما كان كذلك الكاهن الأول للإله «آمون»، وينسب إلى «نمروت» هذا سلسلة نسب الكهنة العظام للإله «حرشف».
ونحن نجهل اسم السيدة التي أنجبت للفرعون «أوسركون الثاني» ابنه «تاكيلوت» الذي ورث الملك من بعده. ومما يؤسف له جد الأسف أن اسم هذه الأميرة قد مُزق على الوثيقة التي ذكر فيها «تاكيلوت» اسم والديه! ومن المحتمل أن كلًّا من «تاكيلوت» و«نمروت» كانا من أم واحدة.
وقد كانت عبادة «آمون» عظيمة جدًّا في عهد «أوسركون الثاني»، ومع ذلك فكان هناك سوء ظن بهذا الإله الطيبي؛ فعندما أسس «شيشنق الأول» الأسرة الثانية والعشرين قضى على نظام الحكم الذي كان يسمح لخلفاء «حريحور» أن يكونوا على قدم المساواة — أو ما يقرب من ذلك — مع الفراعنة؛ فقد وضع في منصب الكاهن الأكبر أحد أولاده، وقد كان العزم وطيدًا على ألا يصبح منصب الكاهن الأول وراثيًّا كما كان في عهد الأسرة الواحدة والعشرين، وقد بدأ «أوسركون الثاني» في تقليد «شيشنق»؛ ولذلك تولى منصب الكاهن الأكبر لآمون في طيبة اثنان من أولاده وهما: «حورنخت» و«نمروت»، وقد صرح «أوسركون» بنوع من السذاجة أنه وزَّع بين أفراد أسرته كلَّ الوظائف العالية في الدولة، وهنأ نفسه بسياسته هذه، وقد صارحَنَا بذلك عند التحدث عن تمثاله الذي عُثر عليه في «تانيس»، غير أنه لم يكن في مقدوره السير على هذه السياسة حتى آخر حكمه؛ إذ نجد في عهده أنه كان يشغل وظيفة الكاهن الأكبر — غير ولديه السالفين — شخص يدعى «حورسا إزيس»، وهو ابن هذا الأمير الذي يدعى «شيشنق» الذي أصبح بعد أن مكث مدة طويلة كاهنًا أكبر ملكًا على البلاد «حقا خبر رع» «شيشنق» في عهد والده «أوسركون الأول»، ومن ثم نعرف أن «حورسا إزيس» هذا كان ابن عم الفرعون «أوسركون الثاني»، ولم يمنعه هذا أن يتخذ لنفسه لقب الملك، وأن يعطي نفسه ألقابًا ملكية كاملة.
غير أنه ليس لدينا أية وثيقة تحدثنا عن هذا الانقلاب، ولكن نعرف أنه في السنة الثانية والعشرين — وهي السنة التي احتفل بها «أوسركون» بعيده الثلاثيني — أمضى «أوسركون الثاني» مرسومًا — سواء أكان عن طيب خاطر أم قهرًا — يعترف فيه أن «طيبة» قد أصبحت إمارة مستقلة، وبذلك عادت الأمور في البلاد من جهة الحكم إلى مجراها الذي كانت عليه في نهاية الأسرة العشرين وطوال الأسرة الواحدة والعشرين، وبذلك أَفْلَت أمر تعيين الكاهن الأكبر لآمون من يد الفرعون، ومن ثم انفصلت «طيبة» عن المملكة المصرية وسار «حورسا إزيس» على غرار أسلافه من الكهنة العظام أمثال «أمنحتب» و«حريحور» و«بينوزم» باتخاذ الألقاب الملكية لنفسه، ومع ذلك فإن الانفصال بين المملكتين لم يكن تامًّا بعدُ؛ إذ نجد أن الكاهن الرابع «نختف موت» — وهو الذي ينحدر من جهة أمه من الكاهن الأكبر «أوبوت» بن «شيشنق الأول» — قد حاول أن يحفظ التوازن بين الملكين المتناهضين، فنجد أن الكاهن الأكبر أهداه تمثالًا ولكنه مع ذلك نقش اسم الملك «أوسركون الثاني» وألقابه في أبرز مكان على التمثال، ومن ذلك نعلم أنه اعترف بأن ملك تانيس هو ملك مصر عامة (راجع A. S. VI. p. 125. Cat. Geu. No. 42208 et 42206).
ولكن «حورسا إزيس» حَسِبَ نفسه ملكًا حقيقيًّا؛ فقد اغتصب لموميته صندوقًا كان لإحدى أخوات «رعمسيس الثاني» التي تدعى «حنتيم رع»، وجاء إليه بغطاء له رأس صقر (راجع Holscher. Excavatious At Ancient Thebes 1930-1931. Oriental Institute No. 15. pp. 33–36, A. S. T. VI p. 123) وكان في ذلك يقلد والده الكاهن الأكبر والملك «حقا خبر رع» «شيشنق»، وهو الذي وجد له في «تانيس» في حجرة استقبال الملك «بسوسنس» التابوت المصنوع من الفضة برأس صقر وبداخله الحلي الجنازي الفاخر، وقد قلد كل منهما الفرعون؛ لأننا نعرف أن «أوسركون الثاني» كان له كذلك تابوت برأس صقر، وكان من الممكن أن نقدر بدرجة أحسن هذه الحوادث إذا كان ترتيب تولي هؤلاء الكهنة العظام معروفًا لنا، والسبب في ذلك أننا لا نعرف تواريخ توليهم هذا المنصب، ولكن الملاحظات التي ذكرناها عن دفن الأمير «حورنخت» تقدم لنا دليلًا على ذلك؛ فقد كان من الضروري لوضع تابوت هذا الأمير وأثاثه في الضريح الملكي أن يغير التصميم الأصلي للمدفن وقد وُسِّع هذا الضريح، غير أن هذا التوسع قد عُمل بعدم عناية لم تكن مألوفة، وإذا كان الملك عائشًا في وقت إجراء هذا التوسع ما قَبِلَ تشويهَ جمال مثواه الأبدي بهذه الصورة. وعلى ذلك يمكن القول بأن «حورسا إزيس» مات بعد السنة الثانية والعشرين، ولكن «أوسركون الثاني» قبل نهاية حكمه انتهز الفرصة في اتخاذ السياسة التي عينها في نقوش تمثاله الذي عُثر عليه في «تانيس»، فأبعد ابن «حورسا إزيس» وأسرع في تعيين ابنه «حور نخت» — على الرغم من صغر سنه — كاهنًا أكبر «لآمون»، ولكن الحظ لم يكن في جانب ابنه هذا؛ فقد مات «حورنخت» بعد زمن قصير واعتلى عرش رياسة كهنة «آمون» بن «حورسا إزيس» واسمه لم يعرف حتى الآن، والواقع أنه ذُكر على صندوق التابوت الذي عُثر عليه في «قفط» ما يأتي:
الملك «حورسا إزيس» وابنه الذي كان كاهنًا أكبر «لآمون» …
ولكن مُزق المتن هنا ولم يمكن معرفة قراءة اسمه (راجع Legrain, A. S. VI, 123–125) وبذلك نرى أنه أخذ مكان والده.
وعلى الرغم من الموقف الصعب الذي كان يواجه «أوسركون» في داخل البلاد فإنه لم يتخلَّ عن حفظ نفوذ مصر الخارجي في البلاد المجاورة التي كانت تدين لمصر في عهودها المزهرة؛ فقد أتى ليقدم إليه الخضوعَ والطاعة البدوُ والنوبيون في خلال احتفاله بعيده الثلاثيني الذي كان يعد من أهم الأعياد الملكية، وهو الذي لا تزال تَحْفَظُ ذكراه قاعةُ العيد التي أقامها «بوبسطة» لهذا الغرض خاصة.
وقد قلد سلفيه «شيشنق الأول» و«أوسركون الأول» في إرسال تمثاله إلى «جبيل» هذا إلى أن أحد رسله إلى «سمارية» قد ترك فيها آنية من المرمر عليها اسم هذا الفرعون.
والظاهر أنه لم يكن غريبًا عن الحملة التي باءت بالفشل، وهي التي قام بها «ذراح» الإثيوبي على ملك «يهودا» ولا يبعد أن يكون قد اشترك فيها.
وقد جَهزت والدته «كابس» قبره في «تانيس» بمساعدة قائد جيشه في الجنوب والشمال «باسن إزيس» هذا على الرغم من أنه كان يوجد حزب يرغب في دفنه في بلدة غير «تانيس»، وربما كان المقصود أن يثوي في «طيبة»، ولم يكلف القائمون بهذه المهمة أنفسَهم بناء قبر جديد لهذا الفرعون العظيم، بل اكتفوا بإصلاح مقبرة قديمة يُظَن أنها كانت مهجورة فزُينت بالنقوش والمناظر الدينية باسم هذا العاهل، وهذه المقبرة كانت تجاور مقبرة الفرعون «بسوسنس» وعلى مسافة قصيرة من قصر «ملايين السنين» الذي كان قد أصلح الفرعون بناءه، وقد كان هذا القبر يعد مثوًى أبديًّا جميلًا؛ إذ كان الملك وهو في تابوته المصنوع من الجرانيت يعتقد أنه في مأمن من أن يدنَّس قبره؛ لأن واحدًا من رجال جيشه المخلصين كان يثوي على مقربة منه في المقبرة الملاصقة لقبره، ولكن لم يتمتع هذا الفرعون طويلًا بالانفراد في هذا القبر؛ إذ بعد زمن قريب جاوره فيه ابنه الأمير «حورنخت»، وبعد مدة قصيرة شاركه في تابوته نفسه شخصان لم نقف على حقيقتهما.
وقد خَلَفَ «أوسركون الثاني» ابنُه الملك «حز خبر رع» «تاكيلوت الثاني» الذي تزوج من امرأة تدعى «كارع مع» ابنة أخته؛ إذ كانت ابنة الكاهن الأكبر لآمون المسمى «نمروت»، وتمتاز امرأة «تاكيلوت الثاني» عن زوج «أوسركون الثاني» بأنها تحمل لقب «المحبوبة من آمون»، وهذا اللقب موضوع في طغرائها (راجع L. R. III p. 356) وقد كان «تاكيلوت» ماهرًا؛ لأنه عيَّن ابنه «أوسركون» كاهنًا أكبر، في حين أنه كان يقوم بتصريف الأمور الهامة، ومع ذلك فإنه بعد حكم لا يقل عن خمس وعشرين سنة لم يكن في مقدور الأسرة المالكة أن تقيم له قبرًا، وقد وُجدت موميته التي كانت مزينة بمجوهرات فاخرة في تابوت مغتصب وُضع في إحدى حجرات مقبرة والده، وهي الحجرة الثالثة ولم يغيَّر شيء في نظام المقبرة الأصلية.
وبعد ذلك بزمن نجد أن «وسرماعت — رع» «شيشنق» — (وهو خلف تاكيلوت الثاني) الذي أقام في تانيس البوابة الضخمة، والذي جهز لنفسه مقبرة جميلة جدًّا، وهي مقبرة رقم 5 — فتح مقبرة «أوسركون» ثانية؛ إذ نجد أنه قد أنزل من سقف الحجرة الأولى لهذه المقبرة تابوتًا عظيمًا من الجرانيت، وعزل بوساطة جدار حاجز شوهد عليه صورتا الملكين: «شيشنق» و«أوسركون الثاني» وهما يتعبدان لشخص لم نتمكن من التعرف عليه، وكذلك قد بقي الشخص الذي أُنزل من أجله هذا التابوت مجهولًا لنا! وقد كان هذا الحادث آخر تغيير في مقبرة «أوسركون الثاني».
ولا نزاع في أن المقبرة كانت سليمة حتى عهد البطالمة؛ لأن اللصوص الذين كانوا يودون الوصول إليها كان عليهم أن يحفروا بئرًا في عرض المنازل المقامة من اللبن وهي التي كانت قد ثبتت على سقف هذه المقبرة.
ومما سبق نعلم مقدار ما كان عليه ملوك هذه الأسرة من فقر مُدْقِع أدى بهم إلى انتهاك بعضهم حرمات مقابر بعضهم الآخر، هذا فضلًا عن انتهاكهم حرمات معابد آلهتهم أنفسهم واتخاذ أحجارها لتقام بها مدافنهم، ويخيَّل أن المثل الذي نتداوله الآن وهو «كاد الفقر أن يكون كفرًا» ينطبق تمام الانطباق على تاريخ ملوك هذه الفترة؛ لأنهم لم يكفروا بأجدادهم بل كفروا بآلهتهم.
ولا غرابة في ذلك؛ فقد كانت مصر في تلك الفترة تُحكم بملوك أجانب عن مصر، أو على الأقل لا يجري في عروقهم الدم الملكي الخالص؛ فقد كانوا من أسرة لوبية تمصروا بعض الشيء، ولكن ذلك لم يكن كافيًا لاحترام آلهتهم أو من سبقهم من الملوك؛ لأنهم كانوا بعيدين عنهم من حيث الدم والدين.
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|