أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2019
1657
التاريخ: 6-10-2016
1507
التاريخ: 2024-01-16
1150
التاريخ: 18-8-2019
2987
|
لقد أورد الأعاظم من علماء الأخلاق كالفيض الكاشاني في «المحجّة البيضاء» والمحقّق النراقي في «معراج السعادة» والعلّامة السيّد شبّر في كتاب «الأخلاق» كلاً من شهوة البطن وشهوة الجنس بصورة مستقلة وبحثوهما كلاً على انفراد ، وفي الحقيقة اتبعوا في ذلك ما ورد في الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة في هذا المجال حيث ورد الاهتمام الكبير بهاتين الغريزتين.
الفيض الكاشاني يذكر في كتابه «المحجّة البيضاء» هاتان الشهوتان ويقول : «أما بعد ، فأعظم المهلكات لابن آدم شهوة البطن ، فبها أخرج آدم (عليه السلام) وحواء من دار القرار إلى دار الذلّ والافتقار ، إذ نهيا عن أكل الشجرة فغلبتهما شهواتهما حتّى أكلا منها فبدت لهما سوآتهما ، والبطن على التحقيق مصدر الشهوات ومنبت الأدواء والآفات. إذ يتبعها شهوة الفرج وشدّة الشبق إلى المنكوحات ، ثمّ تتبع شهوة المطعم والمنكح شدّة الرغبة في المال والجاه اللذين هما الوسيلة إلى التوسع في المطعومات والمنكوحات ، ثمّ يتبع استكثار المال والجاه أنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسبات ، ثمّ يتولد من ذلك آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ، ثمّ يتداعى إلى ذلك الحسد والحقد والعداوة والبغضاء ، ثمّ يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء.
وكلّ ذلك ثمرة إهمال المعدة وما يتولد منها من بطر الشبع والامتلاء ، ولو ذلّل العبد نفسه بالجوع وضيّق به مجاري الشيطان لأذعنت لطاعة الله ولم تسلك سبيل البطر والطغيان ولم ينجر به ذلك إلى الانهماك في الدنيا وايثار العاجلة على العقبي ، ولم يتكالب كلّ هذا التكالب على الدنيا.
وإذا عظمت آفة شهوة البطن إلى هذا الحدّ وجب شرح غوائلها وآفاتها تحذيراً منها ، ووجب ايضاح طريق المجاهدة لها والتنبيه على فضلها ترغيباً فيها» ([1]).
والأخطر من ذلك أنّ الأشخاص من اتباع شهوة البطن والفرج يفقدون دينهم ويتركون إيمانهم في هذا السبيل حيث نقرأ في ذيل الآية القرآنية (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ)([2]).
إنّ الله تعالى يذم اليهود الّذين كانوا يشترون بآيات الله ويبيعونها بثمن بخس ، فقد كانت هناك مجموعة من علماء اليهود وأحبارهم يقومون بتحريف آيات الله من أجل اشباع نهم شهواتهم لغرض دعوتهم لمجالس البذخ وموائد الترف الّتي كان يقوم بها اليهود اتجاه علمائهم ، وبهذا فهم باعوا عملياً آيات الله بثمن بخس «ولهذا انكروا وجود ذكر النبي الّذي يظهر آخر الزمان والّذي كان ينتظره اليهود والمذكور عندهم بالتوراة».
وفي الروايات الإسلامية نجد بحوثاً واسعة عن اخبار هاتين الشهوتين حيث تشير إلى بعض هذه الموارد :
1 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «ثَلاثٌ اخَافُهُنَّ بَعدي عَلَى امَّتي الضَّلالَةُ بَعْدَ المَعْرِفَةِ وَمُضِلّاتُ أَلْفِتَنِ وَشَهْوَةُ الْبَطْنِ وَالْفَرْجِ» ([3]).
المقصود من الضلالة بعد المعرفة هو أن يترك الإنسان الحقّ والطريق المستقيم بسبب وساوس المنحرفين وشبهات المخالفين ويسلك سبيل الانحراف والزيغ والضلالة ، وهذا المعنى موجود دائماً وفي كلّ زمان وخاصة في زماننا هذا.
والمقصود من «مضلات الفتن» هو اشكال الامتحان الإلهي والاختبار الرباني لعباده حيث يقع الإنسان أحياناً بسبب اتباعه للشهوات والأهواء في الخطيئة ويسقط في الامتحان ، والمراد من «شهوة البطن والفرج» هو الأفراط في الأكل وطلب اللّذة والأفراط في طلب اللّذة الجنسية.
إن سياق الحديث الشريف يوحي لنا بهذه الحقيقة ، وهي أنّ الخطر المتوجه للناس والّذي يهدد وجودهم بسبب هذه الامور الثلاثة هو خطر عميق وجدي.
2 ـ يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حديث آخر «اكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ امَّتي النَّارَ الْاجْوَفَانِ الْبَطْنُ وَالْفَرْجُ» ([4]).
3 ـ ويقول الإمام الباقر (عليه السلام) «اذا شَبَعَ البَطْنُ طَغى» ([5]).
4 ـ وأيضاً يقول هذا الإمام في حديث آخر «مَا مِنْ شَيءٍ ابْغَضُ الَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بَطْنٍ مَمْلُوءٍ» ([6]).
5 ـ وورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «لا يُفْسِدُ التَّقوى الّا بِغَلَبَةِ الشَّهْوَةِ» ([7]).
6 ـ وورد في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «لا تَجْتَمِعُ الحِكْمَةُ وَالشَّهْوَةُ» ([8]).
7 ـ وقال هذا الإمام (عليه السلام) أيضاً في حديث آخر «مَا رَفَعَ امَرءاً كَهِمَّتِهِ وَلَا وَضَعَهُ كَشَهْوَتِهِ» ([9]).
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|