أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-02
397
التاريخ: 2023-09-02
1035
التاريخ: 2023-08-30
981
التاريخ: 2023-10-09
6431
|
اعلم أنّ علم الحديث علم شريف جليل، ومن هو من علوم الآخرة، من حرمه حرم خيراً عظيماً ومن رزقه رزق فضلاً جسيماً.
قال بعض العلماء: لكلّ دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.
وقال بعضهم: ليس في الدنيا مبتدع الا وهو يبغض أهل الحديث، وإذا ابتدع الرجل بزغت حلاوة الحديث من قلبه.
وقال بعض الفضلاء: ليس أثقل على أهل الالحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته.
فالواجب على مريده وحامله ملازمة التقوى ومكارم الأخلاق والتواضع ومحاسن الشيم وتصحيح النية وتطهير قلبه من نجس المباهاة والمماراة.
فقد روينا بطرقنا عن محمد بن يعقوب عن محمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عمن حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف وجوه الناس إليه فليبتوأ مقعده من النار (1).
وروينا بالطرق عنه عن علي بن ابراهيم رفعه الى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجدل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل، وصنف يطلبه للفقه والعقل.
فصاحب الجدل والمراء مؤذٍ ممارٍ يتعرّض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفته الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلّى من الورع فدقَّ الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه (2)، وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق (3) يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من العلماء أثره، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة (4) وحزن وسهر قد تحنّك (5) في برنسه وقام الليل في حندسه (6) يعمل ويخشى وجلاً داعياً مشفقاً مقبلاً على شأنه عارفاً بأهل زمانه مستوحشاً (7) من أوثق إخوانه فشدَّ الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه (8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي 1 / 47 وفي آخره ان الرئاسة لا تصلح الا لأهلها..
(2) الخيشوم: أقصى الأنف. والحيزوم: الصدر، وقيل: وسط الصدر.
(3) الخب بالكسر: الخدعة. ملقته وملقت له: تودّدته وتملّقت له كذلك.
(4) الكآبة: الحزن أشدّ الحزن.
(5) تحنّك فلان: إذا أدار العمامة تحت حنكه. والبرنس: كلّ ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة أو جبّة أو ممطر أو غيره. قيل: قلنسوة طويلة كان يلبسها الناسك في صدر الإسلام.
(6) الحندس بكسر الحاء والدال وسكون النون: الليل المظلم، والظلمة أيضاً.
(7) لعلّه بأنّ المرضي من الناس من كلّ وجه عزيز الوجود وأنّ مجالستهم ومخالطتهم تميت القلب وتفسد الدين ويحصل للنفس بسببها ملكات مهلكة مؤدّية الى الخسران المبين، فيختار الوحشة منهم والاعتزال عنهم.
(8) الكافي 1 / 49.
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|